يعتقد المدير الفني لمهرجان الأغنية الأمازيغية بغرداية ورئيس فرقة ''أوتشيظن''، جمال يزلي، أنه لا بد من القبول بتنوّع الأغنية المزابية، مضيفا في حوار ل''الخبر''، أن انتشار الأغنية الحديثة ودخول المواضيع العاطفية إلى الأغنية المزابية لا يهدد بقاءها وأصالتها. بوصفك المدير الفني لمهرجان الأغنية الأمازيغية، ما تقييمك لطبعته الثالثة؟ في البداية كان هدف المنظمين هو اكتشاف المواهب الغنائية الشابة، وقد نجحنا بالفعل في اكتشاف مواهب شابة ستعطي نفسا جديدا للأغنية المزابية. وأعتقد أن المهرجان نجح بكل المقاييس في منح الثقة للعشرات من المغنين الشباب. تواجه الأغنية المزابية الحديثة صعوبات عديدة، أهمّها نظرة المجتمع المزابي المحافظ المتدين للمغني وللغناء بصفة عامة. فما هو تعليقك؟ لا يمكن للفنان أن يصدر أحكاما على مجتمعه، بل بالعكس، الفنان المزابي ينظر بعين الاحترام والإجلال لمجتمعه، ويجب على أي فنان شاب أن يعمل بكل كد واجتهاد من أجل انتزاع احترام المجتمع له، وإثبات مدى رسالية الفن. فالأغنية والموسيقى تخدم المجتمع وتعبّر، قبل كل شيء، عن أصالته وعن التزامه وتاريخه، لهذا أرى أنه يجب ألا يقع أي تعارض بين المغني وموقف المجتمع المتديّن من الغناء. ما هي خصوصية الأغنية المزابية؟ يتميّز الغناء المزابي القديم والتقليدي بطابعين رئيسيين هما الديوان والفلكلور، ثم تعدّدت اهتمامات الفنانين المزابيين، وتخصّص بعضهم في الغناء بالشعبي أو الأندلسي والمالوف. والآن يتّجه المزيد من الفنانين الشباب إلى الأغنية العصرية التي تعتمد على الإيقاع، ونجد الآن من المغنين المزابيين من يؤلّف ويلحن أغانٍ بموسيقى الراي. تتميز الأغنية المزابية عن غيرها بتركيزها على الموضوع الاجتماعي وبعدها عن الجانب العاطفي، فما هو رأيكم؟ يسعى الفنان المزابي عبر الأغنية لإبلاغ رسالة أخلاقية قبل كل شيء، ورغم أن موضوع الآفات الاجتماعية والتعبير عن القيم الأخلاقية السامية يأخذ الحيز الأهم في الأغنية المزابية، فإن بعض الفنانين تحرّروا من الطابوهات والقوالب الجاهزة، وبدأت الأغنية العاطفية تشق طريقها إلى الأمام، دون إغفال طبيعة المجتمع والمتلقي في المنطقة، حيث تبقى بعض الخصوصية الأخلاقية في الأغنية العاطفية. ويتميز الفنان المزابي بأنه يعطي أهمية قصوى للكلمة والقصيدة الشفهية التي كان الفلاحون في القديم يتغنون بها ويعبرون عن كل ما بداخلهم، في قصائد ينشدونها أثناء حملات ''التويزة''. بما ترد على من اتّهم المهرجان بتهميش الأنشودة الدينية؟ اختار منظمو هذا المهرجان أن تختص الأغنية المزابية بمهرجان مستقل بعيدا عن الأنشودة لسبب بسيط، وهو أن المهرجان اختص بالأغنية التي تستعمل فيها آلات موسيقية، لهذا فإن الإنشاد له مجاله المحدد ولا يجب الخلط بين الصنفين الفنيين، فلكل منهما خصوصيته وتميزه، كما أن وزارة الثقافة قرّرت تنظيم مهرجان جديد للأنشودة الدينية والوطنية في غرداية سيبرمج قريبا.