لم يغادر الممثل السامي الاتحاد الإفريقي من أجل مالي الجزائر، حتى وصل، أمس، أيضا كل من ويليام بورنز، مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية المكلف بالشرق الأوسط، والمبعوث الخاص لرئيس الوزراء البريطاني لمنطقة الساحل، ستيفان أوبريان، وذلك لإجراء مباحثات حول القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها أزمة شمال مالي. صرح المبعوث الخاص لرئيس الوزراء البريطاني لمنطقة الساحل، ستيفان أوبريان، أمس، بالجزائر، أن بريطانيا تولي ''أهمية بالغة'' لخبرة الجزائر فيما يخص الوضع في الساحل، لا سيما المسألة المتعلقة بشمال مالي، في إشارة إلى دور الجزائر الأساسي في أي تسوية تخص منطقة الساحل، خصوصا وأن مجلس الأمن سيدرس ملف مالي وطلب مجموعة ''إيكواس'' بإرسال قوات تدخل عسكرية إلى شمال مالي، وهو المقترح الذي ترفضه الجزائر وتدافع عن الحل السياسي التفاوضي لمعالجة الأزمة. كما حل بالجزائر، أمس، مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية المكلف بالشرق الأوسط، ويليام بورنز، الذي استقبل من قبل الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل. وإن لم تتسرب معلومات عن المباحثات، غير أن الوضع في مالي كان، من دون شك، في صلب النقاش بين وفدي البلدين. وضمن هذا السياق، يشاطر قائد أفريكوم، الجنرال كارتر هام، وجهة النظر الجزائرية في تغليب الحوار عن التدخل العسكري الذي يعد، حسب كارتر هام، محفوفا ب''المخاطر''. من جانبه، أبرز الممثل السامي للاتحاد الإفريقي من أجل مالي، بيار بويويا، أول أمس بالجزائر، الدور ''الهام'' الذي لعبته الجزائر بخصوص الوضع في مالي، لاسيما ما تعلق بترقية الحوار بين الماليين. وأكد بويويا، في تصريح للصحافة عقب الاستقبال الذي خصه به رئيس الجمهورية، أنه ''عملٌ سبقَ للجزائر أن قامت به في الماضي، ونحن نعتقد، اليوم، في الاتحاد الإفريقي أن الحوار من الركائز الأساسية لإقرار السلم في هذا البلد. ولقد تطرقت لهذا الجانب بالخصوص مع الرئيس بوتفليقة''. وأضاف الرئيس البوروندي الأسبق أنه أجرى سلسلة من المحادثات ''لبحث كيفيات مشاركة دول المنطقة في إحلال السلام بمالي''. وتأتي هذه التحركات إلى الجزائر غداة مناقشة مجلس الأمن للأزمة المالية، ما يؤشر بأن هذه الزيارات تريد إقناع الجزائر بجدوى الحل العسكري، خصوصا بعدما أعلن الأمين الأممي، بان كي مون، رفضه لهذا التدخل وتحذيره من عواقبه. وقال مساعد كاتبة الدولة للخارجية الأمريكية، جوني كارسون، أول أمس، إن الجزائر وموريتانيا لهما دور ''حاسم'' في إيجاد حل دائم للأزمة في مالي.