وجوه تطل لأول مرة في رمضان وأخرى تغيب

حسيبة عمروش تتجه إلى التمثيل ونجم جديد يعوض "ساعد الڤط"

أحمد راشدي ل"الخبر": تقدمت ب20 مشروعا للتلفزيون الجزائري لكنه تجاهلني تتجه أنظار معظم الفنانين والمنتجين الجزائريين نحو شبكة رمضان التلفزيونية، سواء على القنوات الخاصة أو التلفزيون العمومي، والتي كشفت هذا العام عن ظهور أسماء فنية جديدة، ستصنع أجواء رمضان، بينما قرّرت العديد من الأسماء الفنية التي اعتاد الجمهور الجزائري مشاهدتها خلال شهر رمضان، التوجه إلى القنوات الخاصة مجددا، وبالمقابل تظهر وجوه لأول مرة في مجال التمثيل، على غرار المغنية حسيبة عمروش التي تتوجه إلى التمثيل وتشارك في دور أساسي، في واحد من أهم المسلسلات التي يعوّل عليها التلفزيون الجزائري لمنافسة القنوات الخاصة.
يزور الفكاهي الجزائري حكيم رايديا، لأول مرة، شبكة البرامج التلفزيونية خلال شهر رمضان، وذلك عبر “سي والو” من إخراجه وتأليفه، وسلسلة فكاهية على طريقة “ميستر بين”، تحاول سد الفراغ الذي خلفته مغادرة سلسلة “ساعد الڤط” في التلفزيون الجزائري، والتي لم يجد مخرجها يحيى مزاحم سوقا لها في الجزائر، كما يؤكد في تصريح ل”الخبر”: “لم أعد أفكر في إنتاج سلسلة “سعد القط” وذلك للتهميش الممارس في حقي”. وقال حكيم رايديا، البطل الجديد المنافس على شبكة رمضان ل”الخبر”، إن طموح مشروعه الجديد يتمثل في نقل التلفزيون الجزائري إلى العالمية، لهذا قرّر الاستعانة بتقنيين من هولاندا، وأضاف في هذا الصدد: “لن أركز على الكلام وسأجعل الحوار عالميا، من خلال الصور والحركات”. كما أشار إلى أن تصوير السلسلة سينطلق قريبا ويتناول مواضيع وصفها بالانشغال العالمي “مواضيعي بقدر ما هي عميقة في المجتمع الجزائري، بقدر ما تعتبر عالمية كالبطالة والبيروقراطية والازدحام والنظافة”.
ومن المفاجآت التي تخبئها شبكة رمضان للجمهور الجزائري هذا العام، هو انتقال المغنية حسيبة عمروش إلى التمثيل لأول مرة، عبر مسلسل “حب وعقاب” للمخرج مسعود العايب وفاطمة وزان، والذي يعتبر واحدا من أهم مسلسلات التلفزيون الجزائري خلال شهر رمضان. وتقدم حسيبة من خلاله الدور الرئيسي بشخصية سلمية. وقالت حسيبة عن تجربتها الأولى في التمثيل: “التمثيل في النهاية جزء من العمل الفني يلتقي ويتقاطع مع الغناء، يجب أن يكون هناك فنان شامل في الجزائر، مثل فريد الأطرش والراحلة وردة الجزائرية، حيث يعتبر نحاجهما في الغناء والتمثيل أكبر دليل على أن الفنان في الأصل يجب أن يكون متكاملا”.
وعن دورها أوضحت بأنه يحكي قصة عائلية لامرأة طبيبة لديها طفل وحيد، وتقرر أن تتبنى طفلا آخر، وتتشعب القصة بين المشاعر الطيبة والمشاعر الحزينة. وأشارت حسيبة إلى أنها لم تكن تفكر في التمثيل أبدا نظرا لانشغالها بالحفلات والأعراس، لكنها قرّرت خوض التجربة بعد إلحاح من مخرج العمل “المخرج لديه إحساس كبير وبإمكانه أن يشعر بالفنان الذي يحتاجه لشخصية العمل وأنا أحاول أن أقدم أقصى ما عندي لأظهر بشكل يليق بمسيرتي الفنية”.
ويعتبر رمضان 2013 فرصة للعديد من الشباب الجزائريين للمنافسة والتعريف بموهبتهم بقوة، حيث يشارك الفنان الشاب عماد بن شني لأول مرة في دور رئيسي لمسلسل يقدمه المخرج بشير سلامي عبر التلفزيون الجزائري، بينما يقدم المخرج تريباش شخصيات شابة تظهر لأول مرة في شهر رمضان، مثل لاميا لوانش في مسلسل “نور الفجر”، إلى جانب كوكبة أخرى من النجوم الجزائرية مثل محمّد عجايمي وبهية راشدي، ادريس شقروني، ومروان منيع.
من جهة أخرى، قرّر الفنان الفكاهي صالح أوڤروت مقاطعة شاشة رمضان هذا العام، بعد أن تعذر عليه استكمال الجزء الرابع ل”جمعي فاميلي”، لأسباب يربطها صويلح بضيق الوقت، وقال في تصريح ل”الخبر”: “عرضت علي الكثير من السيناريوهات من القنوات الخاصة والتلفزيون الجزائري، لكنني رفضتها لرداءتها”. وأوضح صويلح بأنه يحلم بعودة العصر الذهبي لشاشة القنوات الجزائرية سنوات السبعينيات، وتجسيد حلمه في الالتقاء بعمل فني مع عثمان عريوات، كما وصف ما ينتج مؤخرا من أعمال فنية بالرديئة جدا “لا شيء يليق بالجزائر يقدم في الآونة الأخيرة، ولا وزن لها”، وأوضح بأنه لايزال يبحث عن سيناريوهات جيدة ترتبط بهموم المجتمع الجزائري.
ونفس القرار اتخذه الإعلامي سليمان بخليلي بمقاطعة شبكة برامج شهر رمضان هذا العام، حيث قال في تصريح ل”الخبر”: “لن أظهر خلال شهر رمضان”، مضيفا أن التلفزيون الجزائري لم يقدم له أي عرض هذا العام، وقال إن المستوى الذي يظهر عليه التلفزيون الجزائري كل عام خلال شهر رمضان يعكس حجم المحاباة التي تمارسها إدارة البرمجة. واعتبر سليمان أن التلفزيون الجزائري لايزال عاجزا عن استقطاب الجمهور كالقنوات العربية، وهو يقود بعض البرامج الرياضية خلال شهر رمضان لتجاوز عزوف الجمهور، كما قال: “القنوات العربية لا تعرض البرامج الرياضية خلال شهر رمضان إلا في التلفزيون الجزائري الذي يحاول تجاوز عزوف الجمهور بتناول البرامج الرياضية”.
كما يغيب هذا العام مراد خان الذي عوّد الجمهور الجزائر على خرجات الكاميرا الخفية، ولن يظهر على الجزائرية الثالثة وإنما سيقدم عملا آخر على القناة الرابعة الأمازيغية، كذلك الحال مع الحاج لخضر الذي سافر بعمارته إلى إحدى القنوات الخاصة.
وفيما يقود عدد كبير من المخرجين والسينمائيين الجزائريين المستقلين حملة مقاطعة للتلفزيون الجزائري والمشاركة في شبكة رمضان هذا العام، اتهم المخرج القدير أحمد راشدي التلفزيون الجزائري بممارسة الإقصاء ضده، كما قال في تصريح ل”الخبر”: “هناك إرادة واضحة لإقصائي من التلفزيون الجزائري، تقدمت بأكثر من 20 مشروعا للتلفزيون الجزائري، لكنهم يصرون على تجاهلي، إنهم لا يردون لا على الهاتف ولا على الفاكس، أعتقد أن هناك قائمة سوداء لدى التلفزيون الجزائري”، مضيفا “لقد تقدمت لهم بمشروع مسلسل عن حي “كولون فارول” وعمل آخر بعنوان “أسوار القلعة السبعة” ولكن لا حياة لمن تنادي”. وأوضح مخرج فيلم “كريم بلقاسم” الذي سيتم عرضه قريبا بمجرد الانتهاء من عملية التحميض خارج الوطن، بأن سيناريو فيلم “كريم بلقاسم” حظي بموافقة التلفزيون، لكنهم تراجعوا فيما بعد عن تمويله وقال راشدي: “أنا لا أتقدم بسيناريو مكتوب فقط، بل أقدم مع الطلب جزءا مصورا من العمل”. وأشار إلى أن ميزانية الفيلم 27 مليار سنتيم، وهي الأقل من بين ميزانيات الأفلام التي يتم أنتاجها مؤخرا بمناسبة خمسينية الاستقلال.