مجلس الأمن يخفق في تمرير مشروع قرار متعلق بانضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة    عطاف يجري بنيويورك محادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة    فلاحة: القطاع على أهبة الاستعداد لإطلاق عملية الإحصاء العام    محاكم تجارية متخصصة: اصدار توصيات لتحسين سير عمل هذه المحاكم    "مشروع تحويل المياه من سدود الطارف سيحقق الأمن المائي لولايتي تبسة و سوق أهراس"    الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش يحضر جانبا من تدريبات النادي الرياضي القسنطيني    عطاف يشدد على ضرورة منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين    إحالة 14 ملف متعلق بقضايا فساد للعدالة منذ أكتوبر الماضي    وزير الصحة يشرف على لقاء لتقييم المخطط الوطني للتكفل بمرضى انسداد عضلة القلب    كاس الجزائر أكابر (الدور نصف النهائي): مولودية الجزائر - شباب قسنطينة بدون حضور الجمهور    فلسطين: ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 33 ألفا و 970 شهيدا    زيتوني يشدد على ضرورة إستكمال التحول الرقمي للقطاع في الآجال المحددة    فايد يشارك في أشغال الإجتماعات الربيعية بواشنطن    مسار إستحداث الشركة الوطنية للطباعة جاري    إرهابي يسلم نفسه ببرج باجي مختار وتوقيف 10 عناصر دعم للجماعات الإرهابية خلال أسبوع    الجهوي الأول لرابطة باتنة: شباب بوجلبانة يعمق الفارق    سدراتة و«الأهراس» بنفس الإيقاع    من خلال إتمام ما تبقى من مشاريع سكنية: إجراءات استباقية لطي ملف «عدل 2»    سطيف: ربط 660 مستثمرة فلاحية بالكهرباء    أرسلت مساعدات إلى ولايات الجنوب المتضررة من الفيضانات: جمعية البركة الجزائرية أدخلت 9 شاحنات محمّلة بالخيّم و التمور إلى غزة    سترة أحد المشتبه بهم أوصلت لباقي أفرادها: الإطاحة بشبكة سرقة الكوابل النحاسية بمعافة في باتنة    رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي يؤكد: تشجيع الإشراف التشاركي في العملية الانتخابية المقبلة    أكاديميون وباحثون خلال ملتقى وطني بقسنطينة: الخطاب التعليمي لجمعية العلماء المسلمين كان تجديديا    وزير الاتصال و مديرية الاعلام بالرئاسة يعزيان: الصحفي محمد مرزوقي في ذمة الله    كرة اليد/كأس إفريقيا للأندية (وهران-2024): الأندية الجزائرية تعول على مشوار مشرف أمام أقوى فرق القارة    الحكومة تدرس مشاريع قوانين وعروضا    عطّاف يؤكّد ضرورة اعتماد مقاربة جماعية    مجمع سونلغاز: توقيع اتفاق مع جنرال إلكتريك    68 رحلة جوية داخلية هذا الصيف    تظاهرات عديدة في يوم العلم عبر ربوع الوطن    لم لا تؤلّف الكتب أيها الشيخ؟    توزيع الجوائز على الفائزين    عون يؤكد أهمية خلق شبكة للمناولة    من يحرر فلسطين غير الشعوب..؟!    تفكيك جماعة إجرامية تزور يقودها رجل سبعيني    الجزائر تضع باللون الأزرق مشروع قرار طلب عضوية فلسطين بالأمم المتحدة    دعوة لضرورة استئناف عملية السلام دون تأخير    الصّهاينة يرتكبون 6 مجازر في يوم واحد    هذا موعد عيد الأضحى    أحزاب ليبية تطالب غوتيريس بتطوير أداء البعثة الأممية    استحداث مخبر للاستعجالات البيولوجية وعلوم الفيروسات    أول طبعة لملتقى تيارت العربي للفنون التشكيلية    بطاقة اشتراك موحدة بين القطار والحافلة    ضرورة جاهزية المطارات لإنجاح موسم الحج 2024    نحضر لعقد الجمعية الانتخابية والموسم ينتهي بداية جوان    معارض، محاضرات وورشات في شهر التراث    شيء من الخيال في عالم واقعي خلاب    مكيديش يبرر التعثر أمام بارادو ويتحدث عن الإرهاق    نريد التتويج بكأس الجزائر لدخول التاريخ    حجز 20 طنا من المواد الغذائية واللحوم الفاسدة في رمضان    نسب متقدمة في الربط بالكهرباء    تراجع كميات الخبز الملقى في المزابل بقسنطينة    انطلاق أسبوع الوقاية من السمنة والسكري    انطلاق عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان    أوامر وتنبيهات إلهية تدلك على النجاة    عشر بشارات لأهل المساجد بعد انتهاء رمضان    وصايا للاستمرار في الطّاعة والعبادة بعد شهر الصّيام    مع تجسيد ثمرة دروس رمضان في سلوكهم: المسلمون مطالبون بالمحافظة على أخلاقيات الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمة الرايخ تحارب العالم بالسلاح والكرة
نشر في الخبر يوم 19 - 04 - 2014

اختارت الاتحادية الدولية لكرة القدم مدينة زيوريخ بسويسرا، لإجراء قرعة المونديال، بذات البلد المحايد، عاما فقط قبل هذه البطولة على أرضه، وهذا لأول مرة في نظام ترتيبات هذا الحدث الهام.
وخلال دورة مونديال سويسرا التي دامت بين 16 جوان و4 جويلية، بدأ الاتحاد يستقر على نظام معين في التصفيات، سواء المؤهلة لكأس العالم أو الخاصة بالدورة نفسها، من خلال تثبيت عدد المشاركين في 16 منتخبا، لأول مرة، وعليه تقسيم المجموع إلى أربعة مجموعات، يتأهل اثنان من الأوائل عن كل واحدة منها، إلى دور ال8، وخروج الخاسر مباشرة وصولا إلى اللقاء النهائي، إلا أن الدورة لم تستثن هي الأخرى من القرارات الغريبة المتعلقة دوما بالتنظيم وطريقة تأهل المنتخبات، ففي هذا المونديال الاستثنائي، أيضا، لم تتقابل المنتخبات الأربعة في كل مجموعة، وإنما وضع منتخبان على رأس كل مجموعة، وكان هذان المنتخبان لا يلاقيان بعضهما البعض إلا إذا استلزم الأمر، عند تساويهما في عدد النقاط، وهو نظام غريب لم يتكرر أبدا بعد ذلك!!
وشارك 45 فريقا في التصفيات، فيما تم توزيع الفرق إلى 13 مجموعة، 10 منها كانوا ينتمون إلى القارة الأوروبية لحجز 11 مقعد في المونديال ومجموعتين للقارتين الأمريكيتين من أجل مركزين فقط، ومجموعة وحيدة للقارة الآسيوية لحجز تذكرة واحدة، بينما تأهل المنتخب السويسري مباشرة إلى المونديال بصفته المنظم للبطولة وضمنت الأوروغواي مكانًا في المونديال كحامل للقب بطولة 1950.
مصر تمثل العرب بشرف وتسقط أمام إيطاليا
شارك منتخب مصر في التصفيات إلى جانب القارة الأوروبية، وأوقعته القرعة في المجموعة التاسعة ضد منتخب إيطاليا، لتخسر في القاهرة بهدفين مقابل هدف في 13 نوفمبر 1953، وبخمسة أهداف لهدف في مباراة العودة، التي أقيمت في 24 جانفي 1954. وعنونت صحيفة ”الأهرام” المصرية خبر عدم تأهل المنتخب إلى المونديال ب”لا يكلف الله نفسا إلا وسعها”، حيث اشتكى لاعبو المنتخب والمدرب عبد الرحمن فوزي من بروده الطقس، ودرجة الحرارة التي وصلت إلى خمس درجات تحت الصفر، إضافة إلى تعرض نجوم المنتخب المصري الضيظوي وشريف الفار للإصابة. وصرح عبد الرحمن فوزي، نجم المنتخب المصري في كأس العالم 1934 ومدرب منتخب ”الفراعنة”، في تلك التصفيات، بأن عمال ملعب ميلان قاموا بإزالة الثلوج من أمام مرمى منتخب بلادهم، وتركوه أمام مرمى منتخب مصر.
تركيا وإسبانيا تورطان الفيفا وإيطالي كفيف ”يؤهل” بلاد الأناضول
شهدت هذه التصفيات حادثة غريبة وطريفة، حيث التقى منتخب إسبانيا مع منتخب تركيا في التصفيات، وانتهت مباراة الذهاب بأربعة أهداف مقابل هدف، في حين رد المنتخب التركي بالفوز في تركيا بهدف دون ردّ، ولم تكن هناك قاعدة لاحتساب الأهداف، يومها، فتم إجراء مباراة فاصلة في إيطاليا، لتنتهي بالتعادل بهدف لكل فريق، هي الأخرى، وتضع الفيفا أمام ورطة كبيرة. ولم تلجأ الفيفا إلى مباراة حاسمة أخرى، بل قامت بجلب طفل إيطالي كفيف لاختيار المنتخب المتأهل، ووقع اختياره على منتخب تركيا ليحجز تذكرة إلى مونديال سويسرا، وهو الأمر الطريف خلال دورة تصفيات مونديال سويسرا 1954.
المجر: 145 هدفا تمرغ أنف ألمانيا وانجلترا
استمر القلم الذي خط تاريخ المونديال بكتابة القصص الخرافية، في نهائيات هذه المنافسة، ورفض دوران الكرة أن يستقر وفق حسابات فيزيائية منطقية، بدءا بالتصفيات التي عرفت أهدافا كانت أشبه بأمطار تنزل على شباك حراس المرمى، حيث بلغ عدد الأهداف المسجلة من قبل منتخب المجر (هنغاريا)، لوحده، 145 هدفا، بفضل 28 انتصارا و4 تعادلات، ومن ضحاياه منتخب إنجلترا الذي تجرع انهزامين قاسيين (3-6) و(7 1). وعندما التقى منتخبا المجر وألمانيا الغربية في الدور الأول في بطولة 1954، حقق اللاعبون المجريون واحدة من أثقل النتائج في تاريخ النهائيات، عندما هزموا الألمان بثمانية أهداف مقابل ثلاثة، ولعل الفارق بين تلك المباراة واللقاء النهائي يتمثل في التغيير الجذري في تشكيلة منتخب ألمانيا، فلم يكشف مدرب الفريق ”سيب هيربيرغر” جميع أوراقه، منذ اليوم الأول من البطولة، على العكس تماماً من نظيره الهنغاري، الذي خيل له أن فرق العالم مجتمعة لن تنال من منتخبه، بتاتا، ومن سوء حظ المجر، أنها لم تكتشف خطة المدرب الألماني إلا في وقت متأخر، وبعد خسارتها أمام ألمانيا في المباراة النهائية في المونديال، لم تخسر المجر في 18 مباراة لاحقة. من طرائف مونديال سويسرا، سواء قبل، بعد أو أثناء النهائيات، أن جملة من التوقعات وضعت حول المنتخبات المشاركة، ورشحت ”الجياد” الكلاسيكية للظفر بكأس ”جون ريميه” في الطبعة الخامسة، وصنفت ثمانية منتخبات في النهائيات، لكن ألمانيا الغربية لم تكن من بين هذه المنتخبات، رغم أنها نشطت النهائي بل وفازت به.
في المباراة التي فازت فيها المجر على كوريا الجنوبية (9-0)، كان اللاعبون الكوريون ينحنون تقديرا للمجريين بعد كل هدف، وهو مستوى عال من الروح الرياضية أظهره ممثّل آسيا.
التاريخ يصنع مجددا بعيدا عن الاحتمالات
في هذه الدورة، عرفت كرة القدم آفاقا جديدة قدّمها منتخب المجر، من باب المهارات الفردية العالية، جعلته أحد أعظم المنتخبات التي شهدها العالم، فهذا المنتخب حاز على ذهبية أولمبياد دهلسنكي 1952، وألحق في نوفمبر 1953 هزيمة نكراء بمنتخب انجلترا في عقر داره (6/3)، وكرر الواقعة شهر ماي 1954 في بودابست (7/1)
وكان المنتخب المجري يضم في صفوفه في هذه الدورة حارس مرمى ممتاز، وهو غروشتش، وفي الدفاع يوزسكي ولاتوس، وكذا أول ظهيرين مهاجمين، وهما لورانت وزاكارياش، وفي الوسط المعجزة جوزف يوجيك، وقاذفة صواريخ هنغاريا هيديكوتي، وفي الهجوم بوداي وتشيبور أخطر جناحين في الدورة، و”المدفعجي” الذي عرفه العالم بأجمعه بوشكاش، ثم صاحب الرأس الذهبية كوتشيش.
في مجموع ما لعبه منتخب المجر، سجل رفقاء بوشكاش 17 هدفا في مباراتهم الأولى والثانية، إذ استطاعوا أن يهزموا في المباراة الأولى كوريا الجنوبية ب 9/0 بقيادة بوشكاش وكوتشيش، وأحرز كوتشيش ثلاثة أهداف لوحده في المباراة الثانية، وأمام 30 ألف متفرج، قاد الثنائي بوشكاش وكوتشيش المنتخب المجري لفوز على منتخب ألمانيا الغربية 8/3 ، أحرز فيها كوتشيش 4 أهداف، لكن القدر اختار ألمانيا بعدها بأقل من عام، وهل تصدقون أن المنتخب المجري أحرز ثلاثة أهداف في مرمى ألمانيا وهو يلعب ب10 لاعبين فقط. وفي الدور ربع النهائي المجر البرازيل، تقدمت المجر بهدفين لكوتشيش وهيدكوتي، ثمّ ارتكب اللاعب المجري خطأ ضد لاعب برازيلي، فينفذ دجالماسانتوس ركلة الجزاء ويحرز هدفا للبرازيل، ويسجل لانتوس الهدف الثالث للمجر، والثاني للبرازيل عبر أقدام جولينيو، لتصير النتيجة 3 /2 لصالح المجر، وسجل هيدكوني هدفا رابعا للمجر قبل نهاية المباراة بدقيقتين . وأوقعت القرعة مرة أخرى فريق المجر مع آخر من أمريكا الجنوبية، فبعد أن خرجت المجر من مقابلة البرازيل، ها هي تجعلها تقابل الأورغواي، وفازت المجر ب4 أهداف ل2، سجلها تشيبور، هيديكوتي، ووقع كوتشيش هدفين.
” معجزة برن” والصيحة الشهيرة ”غووول” للألماني هيربرت زيمرمان
عقب فوز ألمانيا الغربية باللقب العالمي، أعلن الألمان عبر إحدى وسائل الإعلام بما يسمى اليوم ”المعجزة في برن” إشارة إلى العاصمة السويسرية برن التي فاز بها المنتخب بكأس العالم في طبعتها ال5.
هذا الهدف الأسطوري، ارتبط لاحقا بصيحة المعلق الألماني هيربرت زيمرمان ” الأسطورية ”ران شيبت، غووول، غووول، غوووول” بالألمانية، أي ما معناه ”ران يسدد، هدف، هدف، هدف”، والتي أصبحت لاحقا من أشهر التعليقات في ”البوندشليغا” وحتى في بطولات العالم والمونديال، ويواصل ”انتهت، انتهت، انتهت المباراة، ألمانيا بطل العالم”. لقد كان هذا الهدف بلا شك من أهم الأهداف الأسطورية في تاريخ الكرة الألمانية، ومنح منتخب ألمانيا الغربية انتصارا عظيما ضد منتخب المجر، هذا الانتصار كان بمثابة عودة الروح للأمة الألمانية التي خرجت محطمة بعد الحرب العالمية الثانية، وردا مناسبا على القرار المجحف بحرمان منتخبهم من خوض غمار مونديال 1950، وشيئا يمكن الافتخار به وأنه السبب في استرداد أمة بأكملها.
هذا النهائي التاريخي، تم صوغه حديثا عام 2003 على شكل فيلم حقق نجاحا منقطع النظير في ألمانيا، بعنوان ”معجزة برن”، وأثناء متابعته، تساقطت الدموع من أعين المستشار الألماني في ذلك الوقت غيرهار شرويدر. وعلى العكس تماما، دخل منتخب المجر النسيان وبات من المنتخبات المغمورة، وكثرت حجج المجريين بعد خسارة هذا النهائي، حيث ألقى البعض اللوم على حكم المباراة، الذي ألغى هدفا شرعيا لبوشكاش. أما البعض الآخر، فاتهم أعضاء المنتخب الألماني بتناول المنشطات، وحتى اللجوء إلى السحر الأسود.
بوشكاش وزولتان تسيبور يؤكدان أحقية المجر، وألمانيا تستيقظ
قاد الحكم الانجليزي وليام لينغ، نهائيا مجنونا بين هنغاريا وألمانيا يوم 4 جويلية، بملعب برن بسويسرا، وحضر أكثر من 64 ألف متفرج اللقاء الحاسم الذي سيرفع الفائز فيه كأس العالم ل ”جون ريميه” في سماء البلد الأوربي المحايد، وكان ترشيح هنغاريا أو ما بات يعرف اليوم بالمجر منطقيا وأكيدا، لمنتخب حطم كل عقبة جاءت أمامه في الأربعة سنوات الأخيرة قبل المونديال، وكذا دكه لذات المنتخب الذي واجهته، ألمانيا الغربية، بثمانية مقابل ثلاثة أهداف، إلا أن الاحتمالات كلها سقطت في الماء.
كان مقررا يومها، عدم إشراك النجم فيرينك بوشكاش لإصابة عانى منها، غير أن مسؤول الطاقم الفني، غوستاف شيبيش، قرر المغامرة، وهو ما زاد من ترشيحات الصحافة والتقنيين في كرة القدم عن تتويج مسبق للهنغاريين، وما أن انطلق اللقاء الذي بلغ دقيقته الثامنة، حتى استطاع ”الرائد القوي” بوشكاش من افتتاح النتيجة لصالح فريقه، قبل أن يطلق زميله زولتار تسيبور رصاصة الرحمة على الألمان، بعد خطأ من الحارس توني توريك، في مراقبة الكرة باليد، حين افتك الهنغاري الكرة وروضها داخل منطقة العمليات ويضعها في الشباك، وكان المتفرجون يتوقعون اكتساحا جديدا للمجريين، ضد ”المانشافت”، لكن الأمة التي حطمتها الحرب العالمية الثانية لم تشأ أن تتحطم آخر أحلامها في استعادة أمة الرايخ الضائعة.
وبدا جليا خلال اللحظات الأولى من نهائي مدينة برن السويسرية بين هنغاريا وألمانيا، أن أشبال المدرب سيب هربيرغر بعيدون جدا عن اللقب الغالي، غير أن برودة الأعصاب أعادت التوازن في اللعب لنهائي يقال أنه الأكثر براعة فنيا في التاريخ، وقاد مورلوك صاروخا إلى شباك الهنغاريين، ويعود ران بهدف آخر للألمان في الدقيقة ال 18، حين تحكم ورفقاؤه في كامل أطوار الشوط الأول، بقيادة فريتز فالتر بالإضافة إلى أسطورة نادي نورمبرغ المهاجم ماكس مورلوك، وكذلك المهاجم هلموت ران، صاحب إصابة التعديل، حيث اعتبر اكتشافا مذهلا للمدرب هيربرغر. ولم يسهم الأداء الكبير الذي قدمه المنتخب الألماني في الشوط الأول، في الحد من الشعور السائد لدى الجميع بأن المجر في طريقها إلى التتويج باللقب، وهذا ما أكدته مؤشرات الشوط الثاني، حيث شن خلاله المجريون سلسلة هجمات ضارية على المرمى الألماني، لكن حارس ”المانشافت” قدم أداء مذهلا، وبدا بأنه لا يقهر بتصديه لكرات مجرية غاية في القوة والخطورة، إلا أن القائم والعارضة الأفقية أنقذته من هدفين محققين، زيادة على إلغاء ركلة حرة للهنغاريين.
وقبيل نهاية اللقاء بستة دقائق فقط، كانت الكرة المونديالية على موعد مع لحظة تاريخية، عندما استقبل الألماني هلموت ران كرة عائدة على حافة منطقة الجزاء المجرية، فهيأها لنفسه قبل أن يقوم بمراوغة سريعة لأحد مدافعي منتخب المجر، ويسدد كرة قوية إلى أسفل الزاوية اليمنى لمرمى المجر، فشلت معها مساعي الحارس غروشيش، رغم الارتماء بشكل ضار وقوي، لتدخل مرماه وتعانق شباكه، محرزا هدف التقدم والفوز لمنتخب ألمانيا الغربية.
المدرب علي مشيش ل”الخبر”
”تتويج ألمانيا الغربية فاجأ الجميع”
اعتبر المدرب علي مشيش في تصريح ل ”الخبر”، أن تتويج المنتخب الألماني الغربي على نظيره المجري في نهائي مونديال سويسرا 1954، كان مثابة المفاجأة الكبرى، موضحا بأن منتخب المجر سبق له وأن فاز على نظيره الألماني في تصفيات هذا المونديال، قبل أن يسقط أمامه في اللقاء النهائي.
وحسب علي مشيش، فإن الأجواء الجوية المتقلبة التي طبعت يوم المباراة النهائية ساهم بقسط كبير في تتويج منتخب ألمانيا بكأس العالم، باعتبار أن هذا الأخير يعتمد على الجانب البدني، في حين أن منتخب المجر كانت طريقته فنية أكثر، ويحوز على لاعبين يتميزون بمهارات فردية، على غرار النجمين بوشكاش ودي ستيفانو وكذا كوكسيس الذي كان يتميز بالضربات الرأسية. وشدد مشيش على أن ولا واحد من المختصين كان آنذاك يرشح منتخب ألمانيا الغربية للتتويج، بل إنهم كانوا بعيدين عن ترشيحات الوصول إلى المباراة النهائية: ”لكن عزيمة الألمان، كما هو معروف عنهم، مكنتهم من الوصول إلى النهائي والتتويج باللقب، عاكسين بذلك كل التوقعات”. وأضاف مشيش بأن تتويج منتخب ألمانيا الغربية جاء مباشرة بعد خروج ألمانيا من الحرب العالمية الثانية، وكانت كأس العالم لعام 1954 بسويسرا فرصة للألمان للتأكيد أمام العالم بأن ألمانيا لا زالت قوية، ليكون بذلك هذا المونديال انطلاقة لمجدها الكروي عالميا، بدليل تتويجها لمرتين بكأس العالم عامي 1974 و1990 وجمعت بذلك ثلاث كؤوس عالمية.
أرقام وإحصائيات
البلد المنظم: سويسرا.
الدورة: الخامسة ما بين 16 جوان و04 جويلية 1954.
المدن: 6 ”برن، بازل، زيورخ، لوغانو، لوزان، جنيف”.
عدد المنتخبات المشاركة: 16.
البطل: ألمانيا الغربية.
الوصيف: هنغاريا (المجر)
المركز الثالث: النمسا.
المركز الرابع: أورغواي.
الأهداف المسجلة: 140 (بمعدل 5.38 بكل لقاء)
الحضور: 889 ألف و500 (أكثر من 34 ألف بكل لقاء)
الهداف: ساندور كوشيش (11 هدف).
* معلوم أن معدل الأهداف في مونديال 1954 بلغ 5.38 هدفاً في المباراة الواحدة، وهو الأعلى في تاريخ البطولة.
التشكيلتان:
هنغاريا: غيولا غروشيتش، جينو بوزانسكي، غيولا لورانت، ميهالي لانتوس، جوزيف بوزسيك، جوزيف زكرياس، ناندور هيدغكيتي، زولتان كزيبور، ساندور كوشيش، فرانك بوشكيش، ميهالي توث. المدرب: غوستاف سيبس.
ألمانيا الغربية: توني توريك، جوزف بوسيبال، ويمر كوهلميفر، هورست ايكيل، وورنر لييبرتش، كارل ماي، ماكس مورلوك، ايريتز والتر، هيلموت ران، أوتمار والتر، هانز شافر. المدرب: سيب هيربرغر.
الحكم الرئيسي: وليام لينغ (انجلترا).
المساعد الاول: فنسنزو أورلانديني (إيطاليا).
المساعد الثاني: ساندي غريفيثز (ويلز).
نتائج مونديال 1954
عدد المنتخبات: 16
الدور الأول ( نظام المجموعات / 4 مجموعات ):
* كل منتخب يلعب مباراتين فقط
وليس 3 في كل مجموعة
المجموعة 1:
16 / 06 / 1954: البرازيل 5 - 0 المكسيك
16 / 06 / 1954: يوغسلافيا 1 - 0 فرنسا
19 / 06 / 1954: البرازيل 1 - 1 يوغسلافيا
19 / 06 / 1954: فرنسا 3 - 2 المكسيك
ترتيب المجموعة:
1- البرازيل – 3 نقاط
2- يوغسلافيا – 3 نقاط
3- فرنسا – صفر
4- المكسيك – صفر
المجموعة 2:
17 / 06 / 1954: المجر 9 - 0 كوريا الجنوبية
17 / 06 / 1954: ألمانيا الغربية 4 - 1 تركيا
20 / 06 / 1954: المجر 8 - 3 ألمانيا الغربية
20 / 06 / 1954: تركيا 7 - 0 كوريا الجنوبية
ترتيب المجموعة:
1- المجر – 4 نقاط
2- تركيا – 4 نقاط
3- ألمانيا الغربية - نقطتان
4 كوريا الجنوبية – صفر
مباراة فاصلة:
23 / 06 / 1954: ألمانيا الغربية 7 - 2 تركيا
المجموعة 3:
16 / 06 / 1954: النمسا 1 - 0 اسكتلندا
16 / 06 / 1954: الأورغواي 2-0 تشيكوسلوفاكيا
19 / 06 / 1954: النمسا 5 - 0 تشيكوسلوفاكيا
19 / 06 / 1954: الأورغواي 7 - 0 اسكتلندا
ترتيب المجموعة:
1- الأورغواي – 4 نقاط
2- النمسا – 4 نقاط
3- تشيكوسلوفاكيا 2- صفر
4- أسكتلندا- صفر
المجموعة 4:
17 / 06 / 1954: إنجلترا 4 - 4 بلجيكا
17 / 06 / 1954: سويسرا 2 - 1 إيطاليا
20 / 06 / 1954: إنجلترا 2 - 0 سويسرا
20 / 06 / 1954: إيطاليا 4 - 1 بلجيكا
ترتيب المجموعة
1- إنجلترا – 3 نقاط
2- إيطاليا - نقطتين
3- سويسرا - نقطتين
4- بلجيكا – صفر
مباراة فاصلة:
23 / 06 / 1954: سويسرا 4 - 1 إيطاليا
الدور الثاني (خروج المغلوب):
الدور ربع النهائي:
26 / 06 / 1954: الأورغواي 4 - 2 إنجلترا
26 / 06 / 1954: سويسرا 5 - 7 النمسا
27 / 06 / 1954:
ألمانيا الغربية 2 - 0 يوغسلافيا
27 / 06 / 1954: المجر 4 - 2 البرازيل
الدور نصف النهائي:
30 / 06 / 1954: ألمانيا الغربية 6 - 1 النمسا
30 / 06 / 1954: المجر 4 - 2 الأورغواي
المركز الثالث والرابع:
03 / 07 / 1954: النمسا 3 - 1 الأورغواي
المباراة النهائية:
04 / 07 / 1954: ألمانيا الغربية 3 - 2 المجر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.