مشروع "بلدنا" لإنتاج الحليب المجفف: المرحلة الأولى للإنتاج ستبدأ خلال 2026    جهود مميزة للجزائر لوضع القضية الفلسطينية في مكانها الصحيح    المياه الجوفية لإنطلاق التكامل الثلاثي المغاربي    مسرحية "المتّهم"..أحسن عرض متكامل    في عمليات عبر النواحي العسكرية من 18 إلى 23 أبريل الجاري: إحباط محاولات إدخال 78 كيلوغراما كيف قادمة من المغرب    أبو عيطة وعقب استقباله من قبل رئيس الجمهورية،عبد المجيد تبون: فلسطين ستنال عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة بفضل إصرار الجزائر    سفير مملكة ليسوتو يثمن مساعدة الجزائر لدعم جهود التنمية في بلاده    الجزائر-تونس-ليبيا : التوقيع على اتفاقية إنشاء آلية تشاور لإدارة المياه الجوفية المشتركة    جعل المسرح الجامعي أداة لصناعة الثقافة    الفريق أول السعيد شنقريحة يشرف على تنفيذ تمرين تكتيكي بالناحية العسكرية الثالثة    إنجاز ملجأ لخياطة وتركيب شباك الصيادين    ارتفاع رأسمال بورصة الجزائر إلى حدود 4 مليار دولار    قسنطينة: تدشين مصنع لقطع غيار السيارات ووحدة لإنتاج البطاريات    بروتوكول تفاهم مع الشركة العمانية للطاقة    دراسة مشاريع نصوص قانونية والاستماع الى عروض عدة قطاعات    جلسة للأسئلة الشفوية بمجلس الأمة    الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين الدوليين إلى تمويل "الأونروا"    العدالة الإسبانية تعيد فتح تحقيقاتها بعد الحصول على وثائق من فرنسا    معركة البقاء تحتدم ومواجهة صعبة للرائد    اتحادية ألعاب القوى تضبط سفريات المتأهلين نحو الخارج    شبيبة سكيكدة تستعد لكتابة التاريخ أمام الزمالك المصري    إجراءات استباقية لإنجاح موسم اصطياف 2024    عائلة زروال بسدراتة تطالب بالتحقيق ومحاسبة المتسبب    مصادرة 441 كلغ من أحشاء البقر الفاسدة    29 جريا خلال 24 ساعة الأخيرة نتيجة للسرعة والتهور    عنابة: مفتشون من وزارة الري يتابعون وضع بالقطاع    الجزائر تشارك في اجتماع إفريقي حول مكافحة الإرهاب    "عودة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي تعكس الإرادة الجزائرية لبعث وتطوير السينما"    فتح صناديق كتب العلامة بن باديس بجامع الجزائر    "المتهم" أحسن عرض متكامل    دعوة لدعم الجهود الرسمية في إقراء "الصحيح"    الصّهاينة يواصلون جرائمهم بالقطاع وعمليات إخلاء بالشمال    "العفو الدولية": إسرائيل ترتكب "جرائم حرب" في غزة بذخائر أمريكية    فلسطين: ترحيب بقرار حكومتي جامايكا وباربادوس الاعتراف بالدولة الفلسطينية    الجزائر/تونس: الاتفاق على تنظيم يوم إعلامي حول الصيد البحري لفائدة المستثمرين من البلدين    فتح صناديق كتب الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس الموقوفة على جامع الجزائر    وزير التربية انتقل إلى عين المكان والعدالة فتحت تحقيقا: إصابة 6 تلاميذ في انهيار سقف بمدرسة في وهران    إهمال الأولياء يفشل 90 بالمائة من الأبناء    غائب دون مُبرر: إدارة لاصام مستاءة من بلحضري    نصف نهائي كأس الجمهورية: اتحاد الجزائر – شباب بلوزداد ( اليوم سا 21.00 )    مدرب اتحاد الشاوية السعيد بلعريبي للنصر    وزير الخارجية أحمد عطاف يصرح: الوضع المأساوي في غزة سيبقى على رأس أولويات الجزائر    وزير البريد في القمة الرقمية الإفريقية    وزير الداخلية يكشف: تخصيص أزيد من 130 مليار دينار لتهيئة المناطق الصناعية    فيما شدّد وزير الشؤون الدينية على ضرورة إنجاح الموسم    الجزائر تشارك في معرض تونس الدولي للكتاب    تأسيس جائزة وطنية في علوم اللغة العربية    مولودية الجزائر تقلب الطاولة على شباب قسنطينة وتبلغ نهائي كأس الجزائر للمرة العاشرة    مباراة اتحاد الجزائر- نهضة بركان : قرار الكاف منتظر غدا الاربعاء كأقصى تقدير    الرقمنة طريق للعدالة في الخدمات الصحية    سايحي يشرف على افتتاح اليوم التحسيسي والتوعوي    حج 2024 : استئناف اليوم الثلاثاء عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    منصّة رقمية لتسيير الصيدليات الخاصة    حكم التسميع والتحميد    الدعاء سلاح المؤمن الواثق بربه    أعمال تجلب لك محبة الله تعالى    دروس من قصة نبي الله أيوب    صيام" الصابرين".. حرص على الأجر واستحضار أجواء رمضان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمة الرايخ تحارب العالم بالسلاح والكرة
نهائيات كأس العالم ...1954سويسرا
نشر في الخبر يوم 20 - 04 - 2014

استضافت سويسرا النسخة الخامسة لمونديال كرة القدم، سنوات الخمسينات، واستعدت إلى تنظيم هذا المحفل العالمي بتجهيز ستة ملاعب، كان أكبرها ملعب "برن" الذي أقيم فيه النهائي، وهو يتسع ل64 ألف متفرج، بينما كان أصغر ملعب هو ملعب "جينيفا" الذي يسع ل9 آلاف متفرج. ومع أن البلاد كانت غائبة عن "بوديوم" التتويج في نسخات المونديال السابقة، إلا أنها حافظت على المشاركة أعوام 34، 38 و50، وكان مسؤولو الاتحاد المحلي لكرة القدم يعرفون تقاليده، وهو ما جعل النسخة خالية من التجاوزات إلا القلة القليلة منها.
اختارت الاتحادية الدولية لكرة القدم مدينة زيوريخ بسويسرا، لإجراء قرعة المونديال، بذات البلد المحايد، عاما فقط قبل هذه البطولة على أرضه، وهذا لأول مرة في نظام ترتيبات هذا الحدث الهام.
وخلال دورة مونديال سويسرا التي دامت بين 16 جوان و4 جويلية، بدأ الاتحاد يستقر على نظام معين في التصفيات، سواء المؤهلة لكأس العالم أو الخاصة بالدورة نفسها، من خلال تثبيت عدد المشاركين في 16 منتخبا، لأول مرة، وعليه تقسيم المجموع إلى أربعة مجموعات، يتأهل اثنان من الأوائل عن كل واحدة منها، إلى دور ال8، وخروج الخاسر مباشرة وصولا إلى اللقاء النهائي، إلا أن الدورة لم تستثن هي الأخرى من القرارات الغريبة المتعلقة دوما بالتنظيم وطريقة تأهل المنتخبات، ففي هذا المونديال الاستثنائي، أيضا، لم تتقابل المنتخبات الأربعة في كل مجموعة، وإنما وضع منتخبان على رأس كل مجموعة، وكان هذان المنتخبان لا يلاقيان بعضهما البعض إلا إذا استلزم الأمر، عند تساويهما في عدد النقاط، وهو نظام غريب لم يتكرر أبدا بعد ذلك!!
وشارك 45 فريقا في التصفيات، فيما تم توزيع الفرق إلى 13 مجموعة، 10 منها كانوا ينتمون إلى القارة الأوروبية لحجز 11 مقعد في المونديال ومجموعتين للقارتين الأمريكيتين من أجل مركزين فقط، ومجموعة وحيدة للقارة الآسيوية لحجز تذكرة واحدة، بينما تأهل المنتخب السويسري مباشرة إلى المونديال بصفته المنظم للبطولة وضمنت الأوروغواي مكانًا في المونديال كحامل للقب بطولة 1950.
مصر تمثل العرب بشرف وتسقط أمام إيطاليا
شارك منتخب مصر في التصفيات إلى جانب القارة الأوروبية، وأوقعته القرعة في المجموعة التاسعة ضد منتخب إيطاليا، لتخسر في القاهرة بهدفين مقابل هدف في 13 نوفمبر 1953، وبخمسة أهداف لهدف في مباراة العودة، التي أقيمت في 24 جانفي 1954. وعنونت صحيفة ”الأهرام” المصرية خبر عدم تأهل المنتخب إلى المونديال ب”لا يكلف الله نفسا إلا وسعها”، حيث اشتكى لاعبو المنتخب والمدرب عبد الرحمن فوزي من بروده الطقس، ودرجة الحرارة التي وصلت إلى خمس درجات تحت الصفر، إضافة إلى تعرض نجوم المنتخب المصري الضيظوي وشريف الفار للإصابة. وصرح عبد الرحمن فوزي، نجم المنتخب المصري في كأس العالم 1934 ومدرب منتخب ”الفراعنة”، في تلك التصفيات، بأن عمال ملعب ميلان قاموا بإزالة الثلوج من أمام مرمى منتخب بلادهم، وتركوه أمام مرمى منتخب مصر.
تركيا وإسبانيا تورطان الفيفا وإيطالي كفيف ”يؤهل” بلاد الأناضول
شهدت هذه التصفيات حادثة غريبة وطريفة، حيث التقى منتخب إسبانيا مع منتخب تركيا في التصفيات، وانتهت مباراة الذهاب بأربعة أهداف مقابل هدف، في حين رد المنتخب التركي بالفوز في تركيا بهدف دون ردّ، ولم تكن هناك قاعدة لاحتساب الأهداف، يومها، فتم إجراء مباراة فاصلة في إيطاليا، لتنتهي بالتعادل بهدف لكل فريق، هي الأخرى، وتضع الفيفا أمام ورطة كبيرة. ولم تلجأ الفيفا إلى مباراة حاسمة أخرى، بل قامت بجلب طفل إيطالي كفيف لاختيار المنتخب المتأهل، ووقع اختياره على منتخب تركيا ليحجز تذكرة إلى مونديال سويسرا، وهو الأمر الطريف خلال دورة تصفيات مونديال سويسرا 1954.
المجر: 145 هدفا تمرغ أنف ألمانيا وانجلترا
استمر القلم الذي خط تاريخ المونديال بكتابة القصص الخرافية، في نهائيات هذه المنافسة، ورفض دوران الكرة أن يستقر وفق حسابات فيزيائية منطقية، بدءا بالتصفيات التي عرفت أهدافا كانت أشبه بأمطار تنزل على شباك حراس المرمى، حيث بلغ عدد الأهداف المسجلة من قبل منتخب المجر (هنغاريا)، لوحده، 145 هدفا، بفضل 28 انتصارا و4 تعادلات، ومن ضحاياه منتخب إنجلترا الذي تجرع انهزامين قاسيين (3-6) و(7 1). وعندما التقى منتخبا المجر وألمانيا الغربية في الدور الأول في بطولة 1954، حقق اللاعبون المجريون واحدة من أثقل النتائج في تاريخ النهائيات، عندما هزموا الألمان بثمانية أهداف مقابل ثلاثة، ولعل الفارق بين تلك المباراة واللقاء النهائي يتمثل في التغيير الجذري في تشكيلة منتخب ألمانيا، فلم يكشف مدرب الفريق ”سيب هيربيرغر” جميع أوراقه، منذ اليوم الأول من البطولة، على العكس تماماً من نظيره الهنغاري، الذي خيل له أن فرق العالم مجتمعة لن تنال من منتخبه، بتاتا، ومن سوء حظ المجر، أنها لم تكتشف خطة المدرب الألماني إلا في وقت متأخر، وبعد خسارتها أمام ألمانيا في المباراة النهائية في المونديال، لم تخسر المجر في 18 مباراة لاحقة. من طرائف مونديال سويسرا، سواء قبل، بعد أو أثناء النهائيات، أن جملة من التوقعات وضعت حول المنتخبات المشاركة، ورشحت ”الجياد” الكلاسيكية للظفر بكأس ”جون ريميه” في الطبعة الخامسة، وصنفت ثمانية منتخبات في النهائيات، لكن ألمانيا الغربية لم تكن من بين هذه المنتخبات، رغم أنها نشطت النهائي بل وفازت به.
في المباراة التي فازت فيها المجر على كوريا الجنوبية (9-0)، كان اللاعبون الكوريون ينحنون تقديرا للمجريين بعد كل هدف، وهو مستوى عال من الروح الرياضية أظهره ممثّل آسيا.
التاريخ يصنع مجددا بعيدا عن الاحتمالات
في هذه الدورة، عرفت كرة القدم آفاقا جديدة قدّمها منتخب المجر، من باب المهارات الفردية العالية، جعلته أحد أعظم المنتخبات التي شهدها العالم، فهذا المنتخب حاز على ذهبية أولمبياد دهلسنكي 1952، وألحق في نوفمبر 1953 هزيمة نكراء بمنتخب انجلترا في عقر داره (6/3)، وكرر الواقعة شهر ماي 1954 في بودابست (7/1)
وكان المنتخب المجري يضم في صفوفه في هذه الدورة حارس مرمى ممتاز، وهو غروشتش، وفي الدفاع يوزسكي ولاتوس، وكذا أول ظهيرين مهاجمين، وهما لورانت وزاكارياش، وفي الوسط المعجزة جوزف يوجيك، وقاذفة صواريخ هنغاريا هيديكوتي، وفي الهجوم بوداي وتشيبور أخطر جناحين في الدورة، و”المدفعجي” الذي عرفه العالم بأجمعه بوشكاش، ثم صاحب الرأس الذهبية كوتشيش.
في مجموع ما لعبه منتخب المجر، سجل رفقاء بوشكاش 17 هدفا في مباراتهم الأولى والثانية، إذ استطاعوا أن يهزموا في المباراة الأولى كوريا الجنوبية ب 9/0 بقيادة بوشكاش وكوتشيش، وأحرز كوتشيش ثلاثة أهداف لوحده في المباراة الثانية، وأمام 30 ألف متفرج، قاد الثنائي بوشكاش وكوتشيش المنتخب المجري لفوز على منتخب ألمانيا الغربية 8/3 ، أحرز فيها كوتشيش 4 أهداف، لكن القدر اختار ألمانيا بعدها بأقل من عام، وهل تصدقون أن المنتخب المجري أحرز ثلاثة أهداف في مرمى ألمانيا وهو يلعب ب10 لاعبين فقط. وفي الدور ربع النهائي المجر البرازيل، تقدمت المجر بهدفين لكوتشيش وهيدكوتي، ثمّ ارتكب اللاعب المجري خطأ ضد لاعب برازيلي، فينفذ دجالماسانتوس ركلة الجزاء ويحرز هدفا للبرازيل، ويسجل لانتوس الهدف الثالث للمجر، والثاني للبرازيل عبر أقدام جولينيو، لتصير النتيجة 3 /2 لصالح المجر، وسجل هيدكوني هدفا رابعا للمجر قبل نهاية المباراة بدقيقتين . وأوقعت القرعة مرة أخرى فريق المجر مع آخر من أمريكا الجنوبية، فبعد أن خرجت المجر من مقابلة البرازيل، ها هي تجعلها تقابل الأورغواي، وفازت المجر ب4 أهداف ل2، سجلها تشيبور، هيديكوتي، ووقع كوتشيش هدفين.
” معجزة برن” والصيحة الشهيرة ”غووول” للألماني هيربرت زيمرمان
عقب فوز ألمانيا الغربية باللقب العالمي، أعلن الألمان عبر إحدى وسائل الإعلام بما يسمى اليوم ”المعجزة في برن” إشارة إلى العاصمة السويسرية برن التي فاز بها المنتخب بكأس العالم في طبعتها ال5.
هذا الهدف الأسطوري، ارتبط لاحقا بصيحة المعلق الألماني هيربرت زيمرمان ” الأسطورية ”ران شيبت، غووول، غووول، غوووول” بالألمانية، أي ما معناه ”ران يسدد، هدف، هدف، هدف”، والتي أصبحت لاحقا من أشهر التعليقات في ”البوندشليغا” وحتى في بطولات العالم والمونديال، ويواصل ”انتهت، انتهت، انتهت المباراة، ألمانيا بطل العالم”. لقد كان هذا الهدف بلا شك من أهم الأهداف الأسطورية في تاريخ الكرة الألمانية، ومنح منتخب ألمانيا الغربية انتصارا عظيما ضد منتخب المجر، هذا الانتصار كان بمثابة عودة الروح للأمة الألمانية التي خرجت محطمة بعد الحرب العالمية الثانية، وردا مناسبا على القرار المجحف بحرمان منتخبهم من خوض غمار مونديال 1950، وشيئا يمكن الافتخار به وأنه السبب في استرداد أمة بأكملها.
هذا النهائي التاريخي، تم صوغه حديثا عام 2003 على شكل فيلم حقق نجاحا منقطع النظير في ألمانيا، بعنوان ”معجزة برن”، وأثناء متابعته، تساقطت الدموع من أعين المستشار الألماني في ذلك الوقت غيرهار شرويدر. وعلى العكس تماما، دخل منتخب المجر النسيان وبات من المنتخبات المغمورة، وكثرت حجج المجريين بعد خسارة هذا النهائي، حيث ألقى البعض اللوم على حكم المباراة، الذي ألغى هدفا شرعيا لبوشكاش. أما البعض الآخر، فاتهم أعضاء المنتخب الألماني بتناول المنشطات، وحتى اللجوء إلى السحر الأسود.
بوشكاش وزولتان تسيبور يؤكدان أحقية المجر، وألمانيا تستيقظ
قاد الحكم الانجليزي وليام لينغ، نهائيا مجنونا بين هنغاريا وألمانيا يوم 4 جويلية، بملعب برن بسويسرا، وحضر أكثر من 64 ألف متفرج اللقاء الحاسم الذي سيرفع الفائز فيه كأس العالم ل ”جون ريميه” في سماء البلد الأوربي المحايد، وكان ترشيح هنغاريا أو ما بات يعرف اليوم بالمجر منطقيا وأكيدا، لمنتخب حطم كل عقبة جاءت أمامه في الأربعة سنوات الأخيرة قبل المونديال، وكذا دكه لذات المنتخب الذي واجهته، ألمانيا الغربية، بثمانية مقابل ثلاثة أهداف، إلا أن الاحتمالات كلها سقطت في الماء.
كان مقررا يومها، عدم إشراك النجم فيرينك بوشكاش لإصابة عانى منها، غير أن مسؤول الطاقم الفني، غوستاف شيبيش، قرر المغامرة، وهو ما زاد من ترشيحات الصحافة والتقنيين في كرة القدم عن تتويج مسبق للهنغاريين، وما أن انطلق اللقاء الذي بلغ دقيقته الثامنة، حتى استطاع ”الرائد القوي” بوشكاش من افتتاح النتيجة لصالح فريقه، قبل أن يطلق زميله زولتار تسيبور رصاصة الرحمة على الألمان، بعد خطأ من الحارس توني توريك، في مراقبة الكرة باليد، حين افتك الهنغاري الكرة وروضها داخل منطقة العمليات ويضعها في الشباك، وكان المتفرجون يتوقعون اكتساحا جديدا للمجريين، ضد ”المانشافت”، لكن الأمة التي حطمتها الحرب العالمية الثانية لم تشأ أن تتحطم آخر أحلامها في استعادة أمة الرايخ الضائعة.
وبدا جليا خلال اللحظات الأولى من نهائي مدينة برن السويسرية بين هنغاريا وألمانيا، أن أشبال المدرب سيب هربيرغر بعيدون جدا عن اللقب الغالي، غير أن برودة الأعصاب أعادت التوازن في اللعب لنهائي يقال أنه الأكثر براعة فنيا في التاريخ، وقاد مورلوك صاروخا إلى شباك الهنغاريين، ويعود ران بهدف آخر للألمان في الدقيقة ال 18، حين تحكم ورفقاؤه في كامل أطوار الشوط الأول، بقيادة فريتز فالتر بالإضافة إلى أسطورة نادي نورمبرغ المهاجم ماكس مورلوك، وكذلك المهاجم هلموت ران، صاحب إصابة التعديل، حيث اعتبر اكتشافا مذهلا للمدرب هيربرغر. ولم يسهم الأداء الكبير الذي قدمه المنتخب الألماني في الشوط الأول، في الحد من الشعور السائد لدى الجميع بأن المجر في طريقها إلى التتويج باللقب، وهذا ما أكدته مؤشرات الشوط الثاني، حيث شن خلاله المجريون سلسلة هجمات ضارية على المرمى الألماني، لكن حارس ”المانشافت” قدم أداء مذهلا، وبدا بأنه لا يقهر بتصديه لكرات مجرية غاية في القوة والخطورة، إلا أن القائم والعارضة الأفقية أنقذته من هدفين محققين، زيادة على إلغاء ركلة حرة للهنغاريين.
وقبيل نهاية اللقاء بستة دقائق فقط، كانت الكرة المونديالية على موعد مع لحظة تاريخية، عندما استقبل الألماني هلموت ران كرة عائدة على حافة منطقة الجزاء المجرية، فهيأها لنفسه قبل أن يقوم بمراوغة سريعة لأحد مدافعي منتخب المجر، ويسدد كرة قوية إلى أسفل الزاوية اليمنى لمرمى المجر، فشلت معها مساعي الحارس غروشيش، رغم الارتماء بشكل ضار وقوي، لتدخل مرماه وتعانق شباكه، محرزا هدف التقدم والفوز لمنتخب ألمانيا الغربية.
المدرب علي مشيش ل”الخبر”
”تتويج ألمانيا الغربية فاجأ الجميع”
اعتبر المدرب علي مشيش في تصريح ل ”الخبر”، أن تتويج المنتخب الألماني الغربي على نظيره المجري في نهائي مونديال سويسرا 1954، كان مثابة المفاجأة الكبرى، موضحا بأن منتخب المجر سبق له وأن فاز على نظيره الألماني في تصفيات هذا المونديال، قبل أن يسقط أمامه في اللقاء النهائي.
وحسب علي مشيش، فإن الأجواء الجوية المتقلبة التي طبعت يوم المباراة النهائية ساهم بقسط كبير في تتويج منتخب ألمانيا بكأس العالم، باعتبار أن هذا الأخير يعتمد على الجانب البدني، في حين أن منتخب المجر كانت طريقته فنية أكثر، ويحوز على لاعبين يتميزون بمهارات فردية، على غرار النجمين بوشكاش ودي ستيفانو وكذا كوكسيس الذي كان يتميز بالضربات الرأسية. وشدد مشيش على أن ولا واحد من المختصين كان آنذاك يرشح منتخب ألمانيا الغربية للتتويج، بل إنهم كانوا بعيدين عن ترشيحات الوصول إلى المباراة النهائية: ”لكن عزيمة الألمان، كما هو معروف عنهم، مكنتهم من الوصول إلى النهائي والتتويج باللقب، عاكسين بذلك كل التوقعات”. وأضاف مشيش بأن تتويج منتخب ألمانيا الغربية جاء مباشرة بعد خروج ألمانيا من الحرب العالمية الثانية، وكانت كأس العالم لعام 1954 بسويسرا فرصة للألمان للتأكيد أمام العالم بأن ألمانيا لا زالت قوية، ليكون بذلك هذا المونديال انطلاقة لمجدها الكروي عالميا، بدليل تتويجها لمرتين بكأس العالم عامي 1974 و1990 وجمعت بذلك ثلاث كؤوس عالمية.
أرقام وإحصائيات
البلد المنظم: سويسرا.
الدورة: الخامسة ما بين 16 جوان و04 جويلية 1954.
المدن: 6 ”برن، بازل، زيورخ، لوغانو، لوزان، جنيف”.
عدد المنتخبات المشاركة: 16.
البطل: ألمانيا الغربية.
الوصيف: هنغاريا (المجر)
المركز الثالث: النمسا.
المركز الرابع: أورغواي.
الأهداف المسجلة: 140 (بمعدل 5.38 بكل لقاء)
الحضور: 889 ألف و500 (أكثر من 34 ألف بكل لقاء)
الهداف: ساندور كوشيش (11 هدف).
* معلوم أن معدل الأهداف في مونديال 1954 بلغ 5.38 هدفاً في المباراة الواحدة، وهو الأعلى في تاريخ البطولة.
التشكيلتان:
هنغاريا: غيولا غروشيتش، جينو بوزانسكي، غيولا لورانت، ميهالي لانتوس، جوزيف بوزسيك، جوزيف زكرياس، ناندور هيدغكيتي، زولتان كزيبور، ساندور كوشيش، فرانك بوشكيش، ميهالي توث. المدرب: غوستاف سيبس.
ألمانيا الغربية: توني توريك، جوزف بوسيبال، ويمر كوهلميفر، هورست ايكيل، وورنر لييبرتش، كارل ماي، ماكس مورلوك، ايريتز والتر، هيلموت ران، أوتمار والتر، هانز شافر. المدرب: سيب هيربرغر.
الحكم الرئيسي: وليام لينغ (انجلترا).
المساعد الاول: فنسنزو أورلانديني (إيطاليا).
المساعد الثاني: ساندي غريفيثز (ويلز).
نتائج مونديال 1954
عدد المنتخبات: 16
الدور الأول ( نظام المجموعات / 4 مجموعات ):
* كل منتخب يلعب مباراتين فقط
وليس 3 في كل مجموعة
المجموعة 1:
16 / 06 / 1954: البرازيل 5 - 0 المكسيك
16 / 06 / 1954: يوغسلافيا 1 - 0 فرنسا
19 / 06 / 1954: البرازيل 1 - 1 يوغسلافيا
19 / 06 / 1954: فرنسا 3 - 2 المكسيك
ترتيب المجموعة:
1- البرازيل – 3 نقاط
2- يوغسلافيا – 3 نقاط
3- فرنسا – صفر
4- المكسيك – صفر
المجموعة 2:
17 / 06 / 1954: المجر 9 - 0 كوريا الجنوبية
17 / 06 / 1954: ألمانيا الغربية 4 - 1 تركيا
20 / 06 / 1954: المجر 8 - 3 ألمانيا الغربية
20 / 06 / 1954: تركيا 7 - 0 كوريا الجنوبية
ترتيب المجموعة:
1- المجر – 4 نقاط
2- تركيا – 4 نقاط
3- ألمانيا الغربية - نقطتان
4 كوريا الجنوبية – صفر
مباراة فاصلة:
23 / 06 / 1954: ألمانيا الغربية 7 - 2 تركيا
المجموعة 3:
16 / 06 / 1954: النمسا 1 - 0 اسكتلندا
16 / 06 / 1954: الأورغواي 2-0 تشيكوسلوفاكيا
19 / 06 / 1954: النمسا 5 - 0 تشيكوسلوفاكيا
19 / 06 / 1954: الأورغواي 7 - 0 اسكتلندا
ترتيب المجموعة:
1- الأورغواي – 4 نقاط
2- النمسا – 4 نقاط
3- تشيكوسلوفاكيا 2- صفر
4- أسكتلندا- صفر
المجموعة 4:
17 / 06 / 1954: إنجلترا 4 - 4 بلجيكا
17 / 06 / 1954: سويسرا 2 - 1 إيطاليا
20 / 06 / 1954: إنجلترا 2 - 0 سويسرا
20 / 06 / 1954: إيطاليا 4 - 1 بلجيكا
ترتيب المجموعة
1- إنجلترا – 3 نقاط
2- إيطاليا - نقطتين
3- سويسرا - نقطتين
4- بلجيكا – صفر
مباراة فاصلة:
23 / 06 / 1954: سويسرا 4 - 1 إيطاليا
الدور الثاني (خروج المغلوب):
الدور ربع النهائي:
26 / 06 / 1954: الأورغواي 4 - 2 إنجلترا
26 / 06 / 1954: سويسرا 5 - 7 النمسا
27 / 06 / 1954:
ألمانيا الغربية 2 - 0 يوغسلافيا
27 / 06 / 1954: المجر 4 - 2 البرازيل
الدور نصف النهائي:
30 / 06 / 1954: ألمانيا الغربية 6 - 1 النمسا
30 / 06 / 1954: المجر 4 - 2 الأورغواي
المركز الثالث والرابع:
03 / 07 / 1954: النمسا 3 - 1 الأورغواي
المباراة النهائية:
04 / 07 / 1954: ألمانيا الغربية 3 - 2 المجر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.