تسقط كل الحسابات السياسية عند دخول استوديو تصوير برنامج “جمهورية تفتوفة”، أمام قوة أداء فريق الممثلين الشباب الذين حملوا على عاتقهم واجب محاربة الرداءة السياسية وحتى الشعبية. يحاول فريق عمل برنامج “جمهورية تفتوفة” الذي تشرف عليه الإعلامية ليلى بوزيدي كتابة وإعدادا، معالجة أكثر المواضيع سخرية في هذا الوطن في استوديو التصوير الكائن بحي سيدي يحي، كما هو شأن موضوع “نواب البرلمان” الذي وقفنا على تصوير حلقته في “جمهورية تفتوفة” التي لم ترفع فيها راية دولة معينة، وتركت العنوان واسعا يوحي للمشاهد بأن الجمهورية هي دولة سقطت من خريطة الدول العربية. لا تبدو الأوضاع السياسية على طاولة المجلس الشعبي الوطني بخير، كما لا يبدو أن ممثلي الشعب في هذا المبنى المقدس على قدر من الوعي العالي بأهمية المنصب الذي تم اختيارهم له دون الملايين. لكن هذه المسؤولية التي من المفروض أن تكون تكليفا وليس تشريفا، تتحول إلى تشريف وراحة وتستقر عند البحث عن رفع أجور النواب. يحاور الممثل مراد صاولي نواب البرلمان في “جمهورية تفتوفة”، بتقنيات جديدة تشمل رفع الأيادي “تأييدا” مطلقا لجميع قرارات الحكومة. بدا المشهد على طاولة النواب الذي أداه كل من الممثل حمزة ميداوي، وزبير ولينا بوذراع، خاليا من النقاش الجاد في القضايا السياسية ويتجه إلى حد السخرية من سلوكيات نواب البرلمان عند افتتاح الدورة الخريفية. شباب تقوده الغيرة على الوطن تصدّر “حب الوطن” قناعات الممثلين الشباب الذين يشاركون في البرنامج، بعيدا عن الحسابات السياسية أو الوقوف في صف طرف على حساب آخر، بالإضافة إلى روح العمل الجماعي والنقاش للوصول إلى أعلى مستوى من الأداء بعيدا عن الاستخفاف. يتم تسليط الضوء في “جمهورية تفتوفة” على كل الخطوات غير الجادة وانتقاد الرداءة بكل وجوهها في الجمهورية، حيث يدافع شباب الجمهورية من الممثلين على أهمية الوقوف في حياد وعدم تحويل البرنامج إلى صوت لأحد الأحزاب على حساب الآخر. فكرة بسيطة وعنوان للتحدي اختار البرنامج “جمهورية تفتوفة” كعنوان لا يقع على خريطة الكرة الأرضية، رغم قربه من واقع الملايين من الشعوب العربية تحديدا والجزائر على وجه الخصوص، من خلال جولة من التعاليق الساخرة على الأحداث اليومية. تتوقف الجمهورية عند عنوان “تفتوفة” وتترك للمشاهد حرية اختيار الدولة التي يرى فيها تلك الكوارث المتزاحمة على نشرات الأخبار، والمخالفات بكل أنواعها التي تتصدر عنوان الجرائد. الممثل حمزة ميداوي: “جمهورية تفتوفة” أول تجربة لي مع الفكاهة السياسية أوضح الممثل حمزة ميداوي بأن فكرة مشاركته في برنامج “جمهورية تفتوفة”، جاءت بعد عرض تقدمت به المخرجة ليلى بوزيدي “وكانت أول مشاركة لي في تجربة العمل الفكاهي السياسي، وذلك بعد مشاركتي في برنامج آخر على أحد القنوات الفضائية”. أشار الممثل حمزة ميداوي إلى أن مشاركته في البرنامج لا ترتبط بدور معين وإنما تقمص العديد من الأدوار لشخصيات سياسية متعددة. ويظهر حمزة ميداوي بشكل دائم في فقرة “تفتوفية” حيث يقدم شخصية دحمان، واحد من أبناء الشعب الجزائري البسيط ويهدف إلى إيصال المعلومات إلى أكبر شريحة من الجمهور. وبالنسبة للبرنامج قال حمزة ميداوي إن “البرنامج يدافع عن حرية التعبير ونقل هموم الناس”، مشيرا إلى أن التمثيل توجه إليه بحب كبير، ما دفعه إلى التضحية بالعديد من الأشياء، وتجاوز عديد العراقيل النفسية والمعنوية وحتى المادية. أثنى حمزة ميداوي على الثقة الكبيرة التي وضعتها فيه قناة “الخبر” “كاي بي سي” للتعبير بشكل حر. للإشارة، بدأ حمزة ميداوي مساره التمثيلي في معهد “كونسرفتوار” العاصمة، حيث تخرج كممثل مسرحي سنة 2013، وانطلق في التمثيل مع تعاونية زهرة الأجيال ببلدية المحمدية، حيث تحصل على عديد الجوائز الجزائرية المحلية. الممثل زبير بلخر: بدأت من مسرح وهران تعتبر جمهورية “تفتوفة” التجربة الأولى التي يشارك فيها الممثل زبير بلخر في برنامج فكاهي سياسي، من خلال تقمص شخصيات متعددة بين المرأة والرجل، حيث لا يوجد فرق بين أداء العديد من الشخصيات السياسية والفنية. كما أشار زبير بلخر إلى أن هناك فرقا كبيرا بين الأداء على خشبة المسرح والتلفزيون، إذ تبدو تجربة الوقوف على خشبة المسرح تحمل الكثير من المسؤولية، ودخل الممثل الشاب زبير بلخر مجال التمثيل عبر بوابة المسرح في وهران، وذلك من خلال تقديم مونولوج “ستوب” مع المخرج المسرحي محمد ميهوبي وتحصل على تكوين مسرحي رفقة الفنان القدير سيد احمد أڤومي، وعلى الجائزة الأولى سنة 2012 في برنامج “كوميدي فن”، كما شارك مع المخرج جعفر قاسم وفرقة “الأمجاد”. الممثلة لينا بوذراع: يستفزني أداء بعض مقدمات النشرات تعتبر المرة الأولى التي تشارك فيها لينا بوذراع في تقديم برنامج فكاهي سياسي، كغيرها من أعضاء فريق عمل برنامج “جمهورية تفتوفة”، ورغم عشقها الكبير واهتمامها بالسياسية، إلا أن الفرصة لم تأتها إلا مع “جمهورية تفتوفة”، من خلال إعطاء لمسة خاصة عبر دور مقدمة الأخبار. تشير الممثلة لينا إلى أن معظم مقدمي الأخبار لا يتمتعون بالعفوية وإنما التكلف المبالغ فيه في الأداء، وتقول “علاقتي بالتمثيل بدأت من الصغر، لم أدرس التمثيل ولكن استفدت كثيرا من الأنترنت، حيث كنت أقوم بتسجيل فيديوهات عبر الأنترنت”. الممثل مراد صاولي: برنامج “جمهورية تفتوفة” مدرسة في التمثيل يرى مراد صاولي أن البرامج التلفزيونية على شاكلة “جمهورية تفتوفة” مدرسة حقيقية وفرصة للتعلم، حيث يقوم بتقمص عديد الشخصيات في الحلقة الأولى، مضيفا “إن الأعمال هي التي تختارنا كفنانين، أتمنى أن يأتي يوم نختار فيه الأعمال، وهذه المرحلة صعبة بالنسبة للفنان المبتدئ”. يؤكد مراد صاولي أن القنوات الخاصة ساعدته كثيرا رغم بعض النقائص وعيوبها في بعض الأحيان. وأشار الممثل الذي عمل في المسرح لمدة 25 سنة بمدينة سطيف إلى أن البرنامج الفكاهي ذا الطابع السياسي، يجب أن يرتكز على الجرأة واحترام المبادئ بحيادية. وتحدث مراد صاولي عن التعرض إلى محاولات “شراء ذمم” من خلال بعض السياسيين، رغم أن الواقع السياسي في الجزائر لم يعد محكوما بالممنوعات والخطوط الحمراء.