أكد سفير بعثة الاتحاد الأوروبي في الجزائر، دييغو ميادو باسكوا، على محورية العلاقات الجزائرية الأوروبية وعلى وزن الجزائر ودورها، معتبرا أن الانشغالات الجزائرية مشروعة وأنه من المرتقب برمجة عدة لقاءات تقنية خلال 2025، لاسيما مع بداية 2025، مع ارتقاب ثلاث زيارات لوفود تقنية أوروبية تعنى بالنظر في المقترحات الجزائرية. كما أشار المسؤول الأوروبي إلى أهمية تعيين وزير أوروبي خاص بالمنطقة المتوسطية في سياق تدعيم الروابط والعلاقات من أجل إرساء فضاء متوسطي عبر إرساء سياسة أورومتوسطية والاستماع لتطلعات دول المنطقة، مع مراعاة المسارات السابقة، على غرار مسار برشلونة والسياسة الأوروبية للجوار وإطلاق ميثاق من أجل المتوسط. وأشار سفير بعثة الاتحاد الأوروبي في الجزائر، دييغو ميادو باسكوا، إلى أهمية إيجاد عناصر مشتركة لإرساء ميثاق متوسطي وتعيين وزير أوروبي خاص بالمنطقة المتوسطية تعبيرا عن الاهتمام باعتماد علاقات متميزة في الفضاء المتوسطي ومنها مع الجزائر، قائلا: "ننظر إلى اتفاق الشراكة كعنصر حيوي وهام"، مشيرا "مخزون الاستثمار الأوروبي مع الجزائر تمثل فيه المؤسسات الأوروبية 33 إلى 34 بالمائة، فيما تسجل المبادلات التجارية في الغالب فائضا لصالح الجزائر"، مستطردا أنه يرتقب أن تنظم لقاءات في بداية السنة عبارة عن مشاورات تقنية تتصل باتفاق الشراكة، يتم من خلالها استقبال المقترحات الجزائرية، لاسيما أن هنالك وعيا أوروبيا بشأن السياسة المعتمدة من قبل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، المتصلة بتشجيع التصنيع وتنويع الصادرات خارج المحروقات. وشدد دييغو ميادو باسكوا على أن الجزائر تعد قوة اقتصادية وأنه يتم الحرص على توثيق التعاون والشراكة، بما في ذلك في المجال الطاقوي، مع ارتقاب لقاء بين وزير الطاقة الجزائري والمحافظ الأوروبي للطاقة، لاسيما أن أوروبيا ستكون في غضون 2050 أول مجموعة أزالت البصمة الكربونية وفي 2040 وسعت استخدام الطاقات المتجددة، كما قامت في غضون 2035 بإلغاء استخدام السيارات الحرارية. وتبقى الجزائر من بين أهم الشركاء وهي التي تتمتع بعدة مزايا من حيث الاستقرار المالي وقابلية تطوير قدراتها من حيث الطاقات المتجددة، وبإمكانها أن تمثل قوة في مجال الطاقات المتجددة، وحاليا تمثل الصادرات الغازية لأوروبا قرابة 95 بالمائة من إجمالي الصادرات، يقول المتحدث. واعتبر باسكوا أن مسار المشاورات الجزائرية الأوروبية في بدايته، ويخص مشاورات تقنية.
توجيه رسالة قوية إلى المنطقة عبر الميثاق من أجل المتوسط
وأفاد دييغو ميادو باسكوا "هناك رسالة سياسية قوية إلى المنطقة، مفادها أننا نريد المزيد من التركيز والدعم وأن أوروبا تريد تعزيز العلاقات مع جميع البلدان وكذلك مع المنطقة المتوسطية كمنطقة. لقد كان البحر الأبيض المتوسط أيضا مشروعا أوروبيا كبيرا لفترة طويلة جدا، وهو يقع على جانبي البحر الأبيض المتوسط. لقد حاولنا تعزيز العلاقات منذ فترة طويلة، خاصة لإرساء فضاء مشترك في البحر الأبيض المتوسط وإن لم ينجح الأمر، حيث كان هناك مسار برشلونة الأورومتوسطي وكانت هناك سياسة الجوار الأوروبية، ولكننا الآن نعود، بعد أن انتهينا من الجوار، نعود بالأحرى إلى السياسة الأوروبية للبحر الأبيض المتوسط وإعادة النظر في عملية برشلونة، لذلك سوف نستمع إلى تطلعات الدول، كما نأمل أن تكون لدينا زيارات مرة أخرى هنا في الجزائر، ونأمل أن نتمكن من تعيين مفوض خاص بالمنطقة، فهنالك من جميع كبار القادة الجدد اهتمام بالبحر الأبيض المتوسط، لأننا نريد إيجاد عناصر مشتركة مع جميع البلدان، مع الجزائر، ومع البلدان الأخرى، ومن ثم مع المنطقة في حد ذاتها، لإعادة تحديد ميثاق للبحر الأبيض المتوسط". وأردف دييغو ميادو باسكوا قائلا: "واليوم على وجه الخصوص، فإن الروابط والشراكات تعتبر أمرا محوريا وليست مجرد علاقات حسابية أو علاقات تجارية، أو تبادلات أو ببساطة لأننا قريبون جغرافيا فقط، بل إنها حقا إرادة سياسية، وهناك جانب جيوسياسي مهم للغاية في كل شيء وهو تعريف الروابط والعلاقات بين أوروبا والدول المجاورة، بما في ذلك بين أوروبا والجزائر، لذا أعتقد أن هذا هو الوقت المناسب على وجه التحديد لإعادة تأكيد إرادتنا، وهذه هي الحال بالنسبة لأوروبا على أي حال، بالنسبة لأوروبا كمجموعة السبع وعشرين".
وعن العلاقات الجزائرية الأوروبية، أشار سفير بعثة الاتحاد الأوروبي في الجزائر دييغو ميادو باسكوا "لدينا حجم تجارة بيني يتراوح بين 50 و55 مليار يورو سنويا، لكن في السنوات العشرين الماضية كانت قيمة التبادلات تتراوح بين 30 إلى 40 مليار يورو سنويا، ما يعني أن أوروبا كانت دائما الشريك التجاري الأول للجزائر. لقد كانت أوروبا دائما الزبون الأول للغاز الجزائري، وبالتالي متعامل جيد، وكانت أوروبا دائما المستثمر الرئيسي. لأنه حاليا، في 2023، إذا نظرنا إلى رصيد ومخزون الاستثمارات الأجنبية في الجزائر، أعتقد أنه في حدود 23.24 مليار يورو، شركات من أوروبا 27، حوالي 33 و34٪، وبالتالي فإنها تتجاوز جميع الأطراف الأخرى". وأردف السفير بالقول "نحن، بالطبع، نرى أنفسنا كوحدة واحدة. وبما أننا نتخذ القرارات معا، فإننا ننشئ أطرا مشتركة ونضع السياسات معا بشكل مستقل عن العلاقات. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الجزائر لها خصوصية كبيرة مع فرنسا، ولكن مع الدول الأعضاء الأخرى هناك جوانب ثنائية لكن في النهاية هناك دائما سياسة ككتلة، لذلك نريد أن ننظر إلى هذه العلاقة في مجملها. وبشكل عام، الأمر إيجابي. لدينا بالفعل تبادلات لا تزال مثيرة للاهتمام للغاية، وهي أيضا إيجابية للغاية بالنسبة للجزائر، وإذا نظرتم إلى التطور خلال العشرين سنة الماضية فستجدون في معظم الأوقات فوائض لصالح الجزائر". وأضاف المتحدث: "منذ سنوات لم يكن هذا هو الحال، ونحن ندرك أكثر حقيقة أنه في هذا البلد توجد الآن سياسة، في رأيي، بالإضافة إلى ما سبق، مناسبة تماما لمحاولة إعادة التصنيع وتنويع الاقتصاد. ولكن لذلك، عندما ننظر إلى هذا الإطار العام، فإن هذا الإطار العالمي للتبادلات التي تبلغ فيه قيمة المبادلات أكثر من 50 مليار أورو سنويا، فإنه عنصر إيجابي وسوف يساعد. في النهاية، بالطبع الحكومة الجزائرية، السلطات الجزائرية هي التي ستتمكن من إعادة التصنيع وتنويع الاقتصاد، لكن لا تزال تفعل ذلك في سياق عام إيجابي فيما يتعلق بأوروبا، لذا فهذه رسالة مهمة نريد إرسالها. والحقيقة أيضا أن لدينا اتفاقية شراكة تفتح السوق الأوروبية". هل هناك نقاش حول اتفاقية الشراكة تطلب الجزائر تنفيذه؟ "نعم نحن على علم، بذلك، وكان هناك اجتماع مقررا عقده في بداية شهر نوفمبر وتم تأجيله وهناك موعد جديد لاجتماع المجلس. من حيث المبدأ، من المقرر أن يتم ذلك في شهر جانفي، كما خططنا لعدة زيارات، مع ارتقاب ثلاث زيارات على الأقل، والأمر طبيعي. نأمل ذلك اعتبارا من جانفي 2025. لهذا السبب يمكن أن يكون عام 2025 عاما مهما للغاية، لأنه يمكننا، إذن، على ما أعتقد، تهيئة الجو والسياق الهادئ اللازم لنكون قادرين على إجراء مشاورات حول جميع علاقاتنا في هذا الإطار العام الذي كنت أتحدث عنه"، يقول المسؤول الأوروبي. ويضيف المتحدث: "ومن خلال المشاورات الفنية أو التقنية حول الجوانب التي تعتبر مهمة في رأينا، نستقبل أيضا المقترحات والطلبات الجزائرية ونعلم أيضا أن سياسة السيد الرئيس هي أيضا نفس السياسة المتبعة في أوروبا. وفي أوروبا، في الواقع، قررنا أيضا إعادة التصنيع. لأنه في الواقع، كانت لدينا مشكلة وكما تعلمون، قمنا ببناء ازدهارنا لفترة طويلة جدا على سلاسل القيمة الطويلة جدا التي فقدناها في آسيا، وغالبًا في الصين". وبخصوص مسألة مراجعة اتفاق الشراكة وفقا للمادة 100 من اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، أكد سفير بعثة الاتحاد الأوروبي في الجزائر دييغو ميادو باسكوا "نحن في مرحلة المشاورات وهنالك سلسلة من الإجراءات التي تم اتخاذها، حيث تقوم الهيئات التجارية والتقنية ببروكسل بمباشرة تبادل ومشاورات وطلب توضيحات وسيكون هنالك تبادل مشاورات ذات بعد تقني كما سيكون هنالك فرصة عبر المشاورات التقنية لتبادل وجهات النظر وهناك مراحل وفقا للمادة 100، لكن نحن في المرحلة الأولى ونرى أن 2025 ستكون مرحلة هامة مفصلية في إطار إرساء قاعدة صلبة للشراكة بين الجانبين لبلوغ علاقة مربحة للطرفين".