من أجل تسليط الضوء أكثر، ارتأينا مقارنة أرقام المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش في عامه الثاني مع أرقام المدربين السابقين ، لكن للأسف لا يوجد سوى المدرب الأسبق رابح سعدان الذي بقي على رأس الخضر في السنوات الأخيرة لأكثر من سنة وهو ما جعل المقارنة تقتصر على الرجلين فقط. بلغة الأرقام حاليلوزيتش الأحسن بعد دراسة العام الثاني لكل من سعدان وحاليلوزيتش، تبين أن التقني البوسني تفوق على نظيره الجزائري بلغة الأرقام ، حيث لعب حاليلوزيتش 11 لقاء، سجل فيها 14 هدفا، بمعدل هدف في كل 70 دقيقة ودخل مرماه 8 أهداف بمعدل هدف كل 123 دقيقة ، في حين لعب سعدان 14 لقاء، سجل فيها 15 هدفا أي بهدف كل 84 دقيقة في حين دخل مرماه 14 هدفا بمعدل هدف في كل مباراة ، ليتضح تفوق حاليلوزيتش على سعدان سواء دفاعيا أو هجوميا بعد أن كان سعدان الأحسن العام الماضي في أرقام الدفاع ، وهذه الأرقام قد شملت اللقاءات الودية والرسمية. بلغة الإنجازات سعدان الأحسن من جهة أخرى وبعيدا عن لغة الأرقام، فلا يمكن لأي أحد نكران الحقيقة ، فرغم تفوق أرقام حليلوزيتش إلا أن إنجازاته في العام الثاني لا يمكن مقارنتها بتاتا مع إنجازات رابح سعدان ، حيث تمكن هذا الأخير من تأهيل الخضر إلى كأس إفريقيا وبلوغ الدور نصف نهائي الدورة في حين اكتفى حاليلوزيتش بتأهيل الخضر و الخروج من الدور الأول ، كما أن سعدان تمكن من بلوغ المونديال في حين أن حاليلوزيتش لا يزال في نصف الطريق بضمان التأهل للقاء السد فقط ، أمر آخر لا يمكن أن نغفل عنه وهو أن حاليلوزيتش لم يواجه سوى كوت ديفوار كمنتخب قوي في العام الثاني أما سعدان فقد واجه نفس المنتخب الذي كان وقتها في عز قوته ، و هزم المنتخب المصري مرتين و انهزم معه بنفس العدد و تفوق على رفقاء لويس سواريز في ملعب 5 جويلية. منتخب سعدان انهار 3 مرات و»حاليلو» أمسك العصا من الوسط من ناحية نتائج المنتخب تحت إشراف الرجلين ، نجد أن المنتخب الوطني قد انهار في عديد اللقاءات بعد السنة الثانية لسعدان بتكبده 3 هزائم عريضة هزيمتان رسميتان أمام كل من مصر ومالاوي في كأس إفريقيا 2010 بأنغولا و أخرى ودية بملعب 5 جويلية أمام المنتخب الصربي في إطار تحضيرات المونديال ، في حين أن أكبر هزيمة تكبدها الخضر تحت إشراف حاليلوزيتش كانت بهدفين نظيفين أمام منتخب الطوغو في كأس إفريقيا دورة 2013 في بلاد العم مانديلا بجنوب إفريقيا ، هذا ما يؤكد أن حاليلوزيتش أمسك العصا من الوسط من حيث نتائج اللقاءات. تعادلا في لقاء داخل الوطن وصدفة غريبة عرفت نتائج حاليلوزيتش وسعدان تطابقا تاما، حيث تمكن الرجلان من الفوز بكل اللقاءات التي لعباها على ملعب مصطفى تشاكر ، في حين شاءت الأقدار أن يجتمع الرجلان في رقم غريب، حيث سقط كلاهما داخل أرض الوطن مرة واحدة كانت على ملعب 5 جويلية وفي لقاء ودي وأمام منافس من أوروبا الشرقية و يتعلق الأمر بالبوسنة والهرسك لحاليلوزيتش وصربيا بالنسبة لرابح سعدان. حاليلوزيتش الأحسن خارج الجزائر ويفك عقدة كيغالي أما من ناحية نتائج الرجلين خارج الملعب ، فيؤكد «كوتش فاهيد» أنه مدرب يتقن التفاوض في ملعب الخصم ، حيث حقق الفوز الرابع له خارج الملعب منذ التحاقه 3 منهم كانوا في العام الثاني ويتعلق الأمر بلقاء ليبيا في الدار البيضاء ، البينين في بورتونوفو و آخر أمام رواندا في كيغالي ، في حين حقق سعدان فوزا وحيدا له خارج الملعب طيلة أشرافه على الخضر وكان في عامه الثاني أمام المنتخب الزامبي كما تمكن من تحقيق التعادل بملعب كيغالي أمام المنتخب الرواندي أما من ناحية الأرقام، فقد تمكن حاليلوزيتش من تحقيق الفوز على منتخب رواندا بعقر داره بعد عجز عن ذلك كل المدربين الذين سبقوه عن تحقيق ذلك، و يعتبر سعدان واحدا منهم إضافة إلى أن هذا الأخير اشتكى كثيرا من عامل الارتفاع و الرطوبة الكبيرتين في هذا البلد. سعدان وفيّ لخطته وتشكيلته وحاليلوزيتش يعشق التغيير من ناحية التعداد والجوانب التكتيكية، نجد أن المدرب الوطني السابق رابح سعدان وفيّ لخطته التي طبقها في العام الثاني له على رأس الخضر وهي 3-5-2 ، حيث لعب بها معظم اللقاءات و غيرها مرة أو مرتين بخطة 3-6-1 أو خطة 4-5-1 ، أما من حيث التعداد فقد كانت تشكيلة المنتخب معروفة بوجود أسماء لا مجال لتغييرها مثل بوقرة ، عنتر ،حليش ، مطمور، منصوري، لموشية، صايفي ، زياني ، أما التقني البوسني فقد تميز عامه الثاني بعدم الاستقرار على خطة أو تشكيلة واضحة ، فلعب تصفيات كاس إفريقيا ب4-2-3-1 ، في حين شارك في الكأس بخطة 4-3-1-2 ، أما لقاء البينين ذهابا فلعبه ب4-4-2 في حين غيّر نهجه في آخر لقاءين خارج الديار ب4-1-2-2-1 ، أما من ناحية التعداد فإن بلكالام و مهدي مصطفى فقط من شاركا كأساسين في كل اللقاءات في حين غاب الآخرون ولو لقاء واحدا ما يدل أن التقني البوسني لم يستقر بعد على التشكيل الأساسي. سليماني هداف حاليلوزيتش والكل سجل مع سعدان من ناحية أخرى، نجد أن الثنائي إسلام سليماني وهلال سوداني هدافا المنتخب نسخة حاليلوزيتش برصيد 9 أهداف من أصل 14 ، في حين توزعت بقية الأهداف على كل من فيغولي وتايدر والقادم الجديد غيلاس ، أما مع المدرب الأسبق رابح سعدان فلم يمتلك الخضر هدافا بالاختصاص في عهدته، حيث تناوب على ترجمة الفرص 10 لاعبين ، حيث سجل كل من بوقرة، غزال ،جبور ،مطمور،زياني هدفين في حين سجل كل من بلحاج، زياني ،عنتر يحيى ،حليش ،بوعزة هدفا وحيدا ، أما من حيث طريقة التسجيل، فقد عرفت في عهد حليلوزيتش بسيطرة للعرضيات ، في حين كان للكرات الثابتة حصة الأسد في حصيلة أهداف الخضر مع الشيخ رابح سعدان . قانون الباهاماس منح كل مدرب منهما لاعبين كبيرين من بين الصدف الجميلة الموجودة في العام الثاني للرجلين ، أن كليهما تحصل على لاعبين ذوي مستوى عال وفي نفس المنصبين و يتعلق الأمر بحسان يبدة و مراد مغني مع سعدان ، سفير تايدر و ياسين براهيمي مع وحيد حاليلوزيتش ، حيث أن قانون الباهاماس منح الشبان الذين سبق لهم أن لعبوا في الأصناف الصغرى للمنتخب الفرنسي الأحقية في الدفاع عن منتخب بلد أجدادهم الجزائر. أرقام «حاليلو» تتهاوى أمام كلمة « مونديالي» و العام الثالث للإثبات كنا قد طرحنا من قبل مقالا مشابها بعد إتمام العام الأول للناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش على رأس العارضة الفنية للخضر و قلنا أن التاريخ يحفظ الإنجازات لا الأرقام ، و نعيد نفس الكلام للمرة الثانية على التوالي ، فأرقام حاليلوزيتش قوية وجاحد من ينكرها لكنها تتهاوى أمام كلمة واحدة وهي « مونديالي « هو ما ينقص البوسني ليدخل تاريخ كرة القدم الجزائرية ويكتب اسمه بأحرف من ذهب مع اليوغسلافي رايكوف الذي يعتبر لحد الآن أحسن مدرب أجنبي مر على العارضة الفنية للخضر ، حاليلوزيتش لم يبق أمامه سوى لقاءان لتحقيق حلمه و حلم الجمهور الجزائري ورد دين كان قد قطعه على نفسه أمام الجمهور الجزائري ، كما أنه سيؤكد نظرية أن الخضر يتأهلون مرتين متتاليتين لنهائيات كأس العالم بعد ما حدث سنتي 1982 و 1986 لم لا يكون الدور هذه المرة على دورتي 2010 و 2014 .
