استقبلنا نجم النادي الإفريقي، عبد المؤمن جابو، بصدر رحب بفندق الريحانة بعين دراهم الذي كانت تجري فيه التشكيلة تربصها التحضيري قبل التنقل إلى سوسة أمس، ورغم التعب الذي نال من ابن «طنجة» إلا أنه نزل من غرفته وفتح قلبه ل «الخبر الرياضي»، حيث تحدث عن الأجواء الرمضانية هنا في تونس وكيف يقضيها مع رفقائه التونسيين، كما عرج على المنتخب الوطني ونصح أيضا مهاجم شباب بلوزداد إسلام سليماني بالانضمام إلى الإفريقي، إلى جانب بعض الأمور سنترككم تكتشفونها في هذا الحوار الشيق. بداية «مموش» كيف هي الأحوال في تونس مع رمضان ؟ الحمد لله كل شيء يسير على أحسن ما يرام، أنا هنا في تونس مع أشقائي أتدرب وأقضي معه رمضان. لكنك تبدو متعبا اليوم… نعم، أنا منهك القوى صدقوني لم استطع النهوض من السرير، هل تعلمون أننا بدأنا التدريبات في حدود الخامسة صباحا وأجرينا حصة تقوية العضلات ونحن صائمون، صراحة لأول مرة أتدرب في هذا التوقيت. كيف تجري التحضيرات ومنذ متى ؟ التحضيرات تسير في ظروف جيدة، حيث شرعت في التدريبات منذ الأربعاء الماضي، وكما يقال «توجد روحك مليح تعقب عامك». وماذا عن الإصابة ؟ الحمد لله تماثلت للشفاء وتلقيت العلاج بعد أن منحني طبيب المنتخب الوطني 20 يوما، لكن أعاني من خلع على مستوى الأصبع والطبيب أعاده إلى مكانه، وها أنا اليوم بخير. نعد إلى قصتك مع المنتخب الوطني، التي لم يفهم فحواها لحد الآن، هل من جديد أم أن كل شيء متوقف ؟ مبدئيا أقول الحمد لله، واليوم الذي سأنال فيه فرصتي سترونني في المنتخب الوطني، فالمدرب حاليلوزينتش من يقرر وأنا لحد الآن أكن له كل الاحترام والتقدير. لكن المدرب في كل مرة يأتي بحجج غير مقنعة حسب العارفين بأمور كرة القدم… لا يمكنني أن أعارض رأيه انتظر فرصتي وفقط ولا يمكنني أن انتقده أو أطلب منه توضيحات لعدم استدعائي. وهل أقنعك بحكاية العشر دقائق ؟ حكاية العشر دقائق أصبحت من الماضي، صراحة لا أريد الحديث عنها ويجب أن أطوي هذه الصفحة نهائيا. لكن هناك من يرى أن ثمة شيئا يطبخ في الخفاء ؟ «الناس تهدر» ليس لدي أي مشكل مع الناخب الوطني حاليلوزيتش لكن التونسيين متعجبون لعدم استدعائك ووصفوا حاليلوزيتش ب «الحقار»، وأنه يميل للمغتربين، ما تعليقك ؟ لا يمكننا أن نقول هذا الكلام، فحاليلوزيتش يحقق نتائج رائعة ولا أحد بإمكانه أن يعارض، لقد بدأ في تكوين منتخب قوي يعج بلاعبين ذوي مستوى عال أمثال فيغولي، فهناك فرق بين المنتخب الوطني والنادي، لكن سيأتي اليوم الذي سأنال فيه فرصتي وسيرون من هو جابو. الجمهور الجزائري يعرف جيدا قدراتك سواء عندما كنت لاعبا في الحراش أو في الوفاق ويرون أنك أجدر بنيل فرصتك؟ أجل الجمهور الرياضي يعرف جيدا قدراتي الفنية والبدنية وأعجب بالعروض التي كنت أقدمها سواء مع الحراش أو وفاق سطيف، لكن أعد الجزائريين أنه لو تمنح لي الفرصة مع المنتخب فسأظهر أكثر مما أبنت عنه مع الأندية، لأن الأمر يتعلق ببلادي وبالألوان الوطنية، فاللعب في ناد ما يقتصر تمثيل ألوانه على منطقة أو ولاية ما، أما اللعب في المنتخب فإنك تمثل بلد بأكمله. إلى متى وأنت تنتظر الفرصة وسنك قارب ال 27 ؟ 27سنة ؟ أظنني ما زلت صغيرا وقادرا على العطاء، تعلمون أن النجم الفرنسي زين الدين «طرطق» وهو في السن ال 27 وأصبح نجما عالميا، أرى أنه بداخلي طاقة عجيبة وقدرات كامنة لم تفجر بعد. ما رأيك في النتائج التي حققها المنتخب لحد الآن ؟ إن مستوى المنتخب الوطني في تصاعد مستمر، نحن في تونس عندما نتحدث عن مباراة السد المؤهلة إلى مونديال البرازيل، يخشون أن نلتقي في المباراة الفاصلة، رغم أنهم تفوقوا علينا في نهائيات كأس أمم إفريفيا التي جرت بجنوب إفريقيا. سليماني تلقى عرضا رسميا من النادي الإفريقي، بما تنصحه ؟ أنا أريد أن يأتي سليماني إلى تونس ويجرب حظه مع النادي الإفريقي، لكن لست أدري ماذا يوجد بذهنه، ربما يريد الاحتراف في أوروبا، أقول لسليماني تعالى إلى الإفريقي وسوف لن تندم، لأنه بإمكانه أن يطور مستواه كثيرا. لكن اللاعب يريد الاحتراف في أوروبا؟ ومن منبركم هذا أقول لسليماني أن النادي الإفريقي سيكون بوابته للعب في أوروبا وأرى أنه سينجح هنا في تونس. هل اتصل بك وحاول أن يأخذ رأيك ونصيحتك بخصوص عرض الإفريقي؟ أجل سليماني اتصل بي وشاورني في الأمر ولو رأيت في قدومه إلى الإفريقي مضرة لنصحته بعدم القدوم، لقد تحدثت معه في العديد من المناسبات وحمسته على خوض تجربة في النادي الإفريقي، ومن حسن حظ سليماني أن الرئيس الرياحي اتصل مباشرة به دون أي وسيط أو كيل أعمال عكس ما يحدث في الجزائر، فما عليه إلا أن يفكر جيدا ويتخذ قرارا صائبا، فإذا قدم إلينا سأسهل له الأمور وأرى أنه سيجد ضالته معنا. وبخصوص مسير النادي الإفريقي، هل استشاروك وأخذوا رأيك ؟ بطبيعة الحال، تحدث معي رئيس النادي الإفريقي وأعلمني بأنهم متحمسون للتعاقد مع قلب هجوم شباب بلوزداد إسلام سليماني، وقمت بتزكيته، لأن ما يقوم به مع الفريق الوطني يعكس مستواه الجميل. لاعب جزائري آخر التحق بصفوف النجم الساحلي، هو قلب هجوم الحراش بونجاح، ماذا تقول له؟ النجم الساحلي يعتبر أحد الأندية العريقة في تونس، ولديه إمكانيات فنية وبدنية معتبرة لأنني لعبت ضده، وأتمنى له أن ينجح في أول تجربة احترافية له في البطولة التونسية. هذا العام الثاني الذي يقضي فيه رمضان بعيدا عن عائلتك وحيك «طنجة»، هل تعودت على الأجواء الرمضانية في تونس؟ صراحة العام الماضي كان أحسن لأن والدتي أتت إلى تونس وقضت معي رمضان رفقة أصدقائي، لكن هذا العام مرتبط مع تحضيرات فريقي، ومع ذلك هاتفي لا يكف عن الرنين سواء من طرف العائلة أو أصدقائي. وهل تعودت على الأكلات التونسية ؟ «نص.. نص»، لقد اشتقت للمطلوع والكسرة التي تطهيها والدتي أطال الله في عمرها، كما اشتقت كثيرا ل «شربة فريك» لأنهم هنا في تونس لا يعرفونها، وأيضا السهرات الرمضانية في الحي الذي ترعرعت فيه «طنجة»، رغم أنه لدي مسكن وحدي لكن أقضي أوقاتي في حيي مع فاتح ويوسف. وماذا عن السهرات الرمضانية في تونس ؟ أتوجه إلى الملعب بعد تناول وجبة الإفطار في حدود العاشرة، وبعد نهاية التدريبات أذهب إلى قاعات الشاي وأتجول في «الكورنيش»، أما في النهار فأقضي وقتي كله في النوم، حيث أنهض أصلي الظهر ثم أعود إلى السرير وبعدها أنهض مرة أخرى لأصلي العصر ثم السرير ينادي. نعود إلى كرة القدم، الجزائروتونس تأهلا إلى مباراة السد المؤهلة للمونديال، هل التمست من خلال حديثك مع زملائك في تونس أنهم متحمسون للوقوع مع بعض في اللقاء الفاصل أم لا؟ أنا شخصيا لا أتمنى أن توقعنا القرعة في لقاء السد، وآمل أن تتأهل الجزائروتونس وكل المنتخبات العربية إلى مونديال البرازيل 2014. هل ترى أن منتخب حاليلوزيتش قادر على الذهاب بعيدا ؟ كل المؤشرات توحي بأن المنتخب الوطني سيذهب بعيدا، المدرب حاليلوزيتش يقوم بعمل جبار مع «الخضر» والنتائج بدأت تظهر مع من تتمنى مواجهة الخضر ؟ مرحبا بأي منتخب إلا تونس ومصر، لأنني كما قلت لك أتمنى أن نتأهل مع بعض، فنحن لا نريد أن ندخل فتنة أخرى مع مصر كالتي حدثت في 2009 من أجل جلد منفوخ. على ذكر مصر، ما رأيك فيما يحدث فيها ؟ ما يحدث في مصر حاليا مؤسف جدا، لم أعد أطيق مشاهدة الوقائع والأحداث التي تقع فيها ، وما يجري فيها أشبه بكثير بالعشرية السوداء التي مرت بها الجزائر، «راهم خاوتنا يموتو» إنهم عرب مثلنا وأدعو الله أن يرفع الهم والبلاء عن الشعب المصري. ما رأيك في نتيجة الوفاق أمام مازامبي ؟ رغم التعثر إلا أن الوفاق قادر على الذهاب بعيدا،حيث أعجبت كثيرا بمستواه؟ وماذا عن الحراش ؟ «الصفراء» في قلبي وأنا دائما اسأل عنها وأنصح العايب عدم التفريط في شارف، لأنه لو يغادر الحراش»تريب»