سخّرت السلطات العمومية في ولاية قسنطينة، إمكانيات مادية وبشرية كبيرة خلال الاضطرابات الجوية الأخيرة التي شهدتها عاصمة الشرق، والتي رافقها تساقط كثيف للثلوج، عزل العديد من المداشر والقرى وحتى الأحياء السكنية بوسط المدينة. وتمّ تنصيب خلية أزمة لمتابعة كلّ كبيرة وصغيرة، وساهمت إذاعة قسنطينة في نقل انشغالات السكان المعزولين على المباشر، مما سهّل الأمر على السلطات من أجل التدخل، حسب الأولوية وأهمية المناطق. الجيش والدرك يتدخلان لفك العزلة عن العديد من القرى والمشاتي لعبت قوات الجيش بالناحية العسكرية الخامسة، دورا هاما في فكّ العزلة عن المواطنين خلال اضطراب الأحوال الجوية، حيث تمكّنت مفرزة القطاع العملياتي للجيش الوطني الشعبي بمرافقة آليات الأشغال العمومية لفتح الطريق المؤدي نحو العديد من القرى والمشاتي المعزولة، على غرار كاف لكحل بأعلى منطقة جبل الوحش، بعدما قطعت الطريق تماما أمام المواطنين، وأغلقت الثلوج المنافذ، مانعة السكان من اقتناء بعض المواد الغذائية الضرورية، وتدخّلت فرق الجيش في الوقت المناسب لفكّ العزلة عن قرية الأبيار المتواجدة بأعلى بلدية ابن باديس التي حاصرتها الثلوج. من جهتها، تدخّلت وحدات المجموعة الإقليمية للدرك الوطني من أجل تقديم يد المساعدة لفكّ العزلة عن المواطنين وفتح مختلف الطرق نتيجة التساقط، حيث تمّ تسجيل عزلة بعض المناطق، على غرار مشتة المارة بابن حميدان، مشتة قرموحة بابن زياد، مشتة مخالفة ببلدية عين أسمارة. كما سجّل نقص في التزوّد بغاز البوتان في العديد من القرى والمشاتي، وعليه تدخلت الفرقة الإقليمية للدرك الوطني ببني حميدان رفقة مصالح البلدية لفتح الطريق الرابط بين بلدية بني حميدان ومشتة المارة إلى مشتة سيدي دريس، كما تدخلت بابن زياد رفقة مصالح البلدية والأشغال العمومية لفتح الطريق الرابط بين بلدية ابن زياد ومشتة قرموحة إلى مشتة عين التراب. وبعين السمارة، تدخل الدرك رفقة مصالح البلدية والأشغال العمومية لفتح الطريق الرابط بين البلدية ومشتة مخالفة، وقامت الفرق الإقليمية للدرك الوطني بكل من عين الباي، ابن باديس، وادي حميميم، الخروب، من أجل مرافقة وتوصيل شاحنات شركة «نفطال» إلى كل من قرية بلطرش، قرية سي الحواس، مشتة الدراوش، قرية بورقبة لتزويدهم بغاز البوتان. «نفطال» ضاعفت إنتاج قارورات غاز البوتان عملت مديرية الطاقة والمناجم على توفير العدد الكافي من قارورات غاز البوتان، لمجابهة الإضطرابات الجوية التي شهدتها الولاية في الأيام الفارطة، حيث تضاعفت نسبة الإنتاج على مستوى مركز تعبئة الغاز التابعة لشركة «نفطال» بمنطقة بونوارة تزامنا مع تساقط الثلوج. وصلت الكمية إلى 24 ألف قارورة بعد أن كان معدل الإنتاج العادي لا يتجاوز 14 ألف قارورة، وتم في أوّل يوم من تساقط الثلوج، توزيع أزيد من 5 آلاف قارورة بوتان على العديد من البلديات، كعين أعبيد، ديدوش مراد، حامة بوزيان وحتى ولايات مجاورة. تسخير 160 عونا، 22 شاحنة و16 سيارة إسعاف جنّدت الحماية المدنية 22 شاحنة و16 سيارة إسعاف، بالإضافة إلى 160 عونا من أجل تلبية كلّ نداءات المواطنين، حيث تم خلال هذه الفترة إجلاء عدد من المرضى عبر شاحنات الحماية المدنية باتجاه المستشفى الجامعي «ابن باديس» بسبب صعوبة المسلك المؤدي إليه، كما تمّ نقل خمس نساء حوامل على وشك الوضع نحو مصلحة أمراض النساء والتوليد بنفس المستشفى، وتمّ توزيع عتاد الحماية المدينة من سيارات إسعاف وشاحنات وفق مخطّط يشمل مختلف النقاط السوداء والأماكن التي يكثر فيها تنقل المواطنين, ساهم أعوان الحماية في فتح بعض الطرق الفرعية، خاصة بالمناطق المعزولة، من أجل تسهيل حركة المرور للسكان قصد التزوّد بالمؤونة والمواد الضرورية، حيث تمّ التدخل على مستوى طريق الزيادية، الطريق الوطني رقم 3 عبر بلدية ديدوش مراد، الطريق الوطني رقم 79 على مستوى منطقة المالحة ببلدية ابن زياد، الطريق الوطني رقم 79 على مستوى قطار العيش والرابط بين قسنطينة وعين مليلة، شأنه شأن الطريق الرابط بين بلدية عين السمارة والمدينة الجديدة علي منجلي. عمل متواصل بالمستشفى وتسجيل أزيد من 250 إصابة حرص عمال وموظّفو المستشفى الجامعي «ابن باديس» بقسنطينة، على تقديم الخدمة خلال أيام الاضطرابات الجوية، حيث استقبلت مختلف المصالح الاستشفائية أزيد من 256 شخصا تعرّضوا لحوادث سقوط جراء الصقيع، منهم 63 من كبار السن و16 طفلا، حيث أكّدت مصادر من المستشفى أنّه استقبل لوحده 246 حالة سقوط حر، من بينها 204 حالة سجّلت بعد أربعة أيام من التساقط، منهم 50 حالة كسر على مستوى مختلف الأطراف. أكد المكلف بالإعلام على مستوى المؤسسة، أن العمال والطواقم الطبية وشبه الطبية عملت طيلة 72 ساعة دون انقطاع خلال الإضطرابات الجوية، بتعليمة من المدير العام الذي وضع مخططا إستعجاليا للتكفّل بالمصابين. أما بمستشفى «محمد بوضياف» بالخروب، فقد تم استقبال 22 حالة غير خطيرة، من بينها 7 حالات لسقوط أطفال صغار، وكسور خفيفة، خلع للكتف أو جروح مختلفة. وجبات ساخنة للعالقين وإعانات للعائلات المعوزة وضعت مديرية النشاط الإجتماعي والتضامن خلال نفس الفترة، مخطّطا استعجاليا للتدخّل، بالتنسيق مع اللجنة الولائية لجمع الأشخاص بدون مأوى، حيث أسفرت الخرجات اليومية التي باشرها أعوان المديرية، عن جمع 15 شخصا تمّ تحويلهم إلى مؤسّسة «دار الرحمة»، مع تقديم ألبسة ل6 أشخاص منهم. كما قامت المديرية بمساعدة 20 عائلة في المناطق المعزولة، حيث وزّعت أكثر من 50 بطانية، مع مساعدة المدارس على اقتناء 50 مدفئة كهربائية. كما قامت المديرية بالتنسيق مع جمعيات خيرية بتوزيع وجبات ساخنة على الأشخاص بدون مأوى وكذا المهاجرين الأفارقة. أما الهلال الأحمر الجزائري، فعكف على تقديم وجبات ساخنة للأشخاص بدون مأوى، وكذا الأشخاص العالقين على مستوى العديد من المحاور والطرق التي عرفت شللا تاما بسبب كثافة الثلوج. من جهتها، وفي إطار العمل الخيري والتضامني، ساهمت المديرية الولائية للأمن الوطني في توزيع 90 وجبة ساخنة منذ بداية الإضطرابات الجوية عبر مختلف المناطق والطرق، حيث استفاد من هذه الوجبات الأشخاص بدون مأوى الذين رفضوا التنقّل إلى دور الرحمة، وكانوا متواجدين على مستوى حيي الكدية وعبان رمضان بوسط المدينة، وكذا محطتي المسافرين الشرقية والغربية ومحطة القطار بباب القنطرة. فيما غاب نشاط الجمعيات بالبويرة .... تأهب متواصل والقافلة التضامنية آخر الجهود لا تزال ولاية البويرة تعيش منذ أزيد من أسبوعين، اضطرابا جويا مصحوبا بتساقط الثلوج والأمطار التي فاقت كميتها حسب ديوان الأرصاد الجوية محليا أمس 60 ملم، فيما لا تزال أكوام الثلوج تسدّ حركة السير عبر عدّة طرق، خاصة الحدودية منها مع ولاية تيزي وزو، والطرق الولائية التي تربط جنوب الولاية في ولاية المدية، ما كان وراء تسجيل 74 حادث مرور وقع أغلبها في الطريق السيار والطرق البلدية التي كانت مسرحا لانحراف المركبات بسبب الثلوج والجليد، اختناقات بالغاز، تسربات لمياه الأمطار وفيضانات الوديان، وعزلة تامة لعدّة عائلات ومشاكل أخرى مسّت سكان العديد من القرى والمداشر بالمناطق الجبلية النائية. قافلة تضامنية إلى المناطق المعزولة تزامنا مع استمرار موجة الأمطار والثلوج في ولاية البويرة لتدخل أسبوعها الثالث على التوالي، تتواصل مساعي وجهود مختلف المصالح الفاعلة في التدخّل ومتابعة وضعية التقلّبات الجوية وانعكاساتها على الحياة اليومية لسكان البويرة، آخرها القافلة التضامنية لمساعدة العائلات المعوزة بالمناطق النائية المتضرّرة من سوء الأحوال الجوية، التي انطلقت أوّل أمس من مقر الحماية المدنية بمساهمة الهلال الأحمر الجزائري، مختلف القطاعات وكذا المحسنين، لتقدّم في أوّل خرجة لها مساعدات تضم أغذية وأفرشة لقرابة 200 عائلة عبر البلديات الجنوبية، منها قرية أولاد راشد بالدشمية، مزارير بصحاريج الواقعة في أعالي جرجرة نحو حدود تيزي وزو، مغنين ببرج أخريص وريدان. 80 كاسحة لإزالة أكوام الثلوج تواصل مختلف الأجهزة المجندة لمتابعة التقلبات الجوية، تحت إشراف خلية الأزمة المنصبة بمقر الحماية المدنية، تدخلاتها لفك العزلة عن العائلات عبر تدخلات يومية عبر الطرق والمسالك الجبلية النائية، لتسهيل حركة السير والتنقّل وقضاء المصالح، حيث كشفت مصالح الدرك الوطني عن مرابطتها على مستوى الطرق الوطنية رقم 30، 15 و33 التي تعرف استمرار تساقط الثلوج، والطريق الولائي رقم 25 الذي يربط المزدور بتاقديت بجنوب الولاية، لفكّ العزلة عن العائلات القاطنة بقريتي قشامة والخراشيش. من جهتها، كشفت مصالح الأشغال العمومية، حسب رئيس مصلحة استغلال الطرق السيد كمال مداحي، عن تدخلها الدائم والمستمر عبر الطرق التي تعرف شللا للحركة بسبب الثلوج، حيث يتواصل فتح الطرق، فيما تبقى أشطر من المسالك التي تربط بلديات صحاريج، أغبالو والأصنام بحدود ولاية تيزي وزو، التي فاقت بها أكوام الثلوج جهود التدخل بها. كما تتواصل عملية إزالة الثلوج من طرف كاسحات الثلوج التابعة لفندق تكجدة وكذا مصالح الأشغال العمومية، بالإضافة إلى التدخّل اليومي للمصالح عبر الطريق الوطني رقم 62 الذي يربط بين سور الغزلان والدشمية، وصولا إلى بن سحابة بحدود المدية الذي يعرف صعوبة السير عبره، مع الرفع من عدد كاسحات الثلوج إلى 80 آلة بعد أن كانت خلال الأسبوع الأخير 50 كاسحة ومساهمات لأفراد الجيش الوطني الشعبي صاحب المهمات الصعبة بأعالي تكجدة. أكّد عمر خندريش مدير الديوان الوطني للتطهير، أنّ مصالحه مجنّدة من أجل التدخّل منذ اليومين السابقين بسبب كمية الأمطار المتساقطة التي فاقت 60 ملم، خاصة لتسريح البالوعات بالمدن وحواف الوديان المهدّدة لأزيد من 13 بلدية تفصلها، مع تأكيده عدم تسجيل أية أضرار سوى تدخلين بحي بلمهدي، طريق النسيم ومجلس القضاء التي تعتبر من بين النقاط السوداء. من جهتها، أكّدت المكلفة بالإعلام بأمن الولاية، حرص مصالح الأمن على تقديم مساعدات للمواطن مع حملات تحسيسية متواصلة موجّهة لمستعملي الطرق، آخرها تلك الموجّهة لأصحاب حافلات النقل العمومي وشاحنات الوزن الثقيل. وتحسبا لاستقبال المتضرّرين من الأحوال الجوية، كشفت المصالح الصحية عن تجنيدها لمختلف الطواقم الطبية، خاصة بأقسام الأشعة، الاستعجالات، مصلحة العظام والكسور وأخرى، فيما لم تسجل الولاية أية حالات مستعصية. إجلاء العائلات وإيواء الأشخاص بدون مأوى كشف المكلف بالإعلام في الحماية المدنية، السيد رؤوف رحماني، عن جملة من التدخّلات خلال موجة التساقط المتواصلة، أبرزها إجلاء أزيد من 6 عائلات بجنوب الولاية، بعد أن حاصرتها الثلوج، إيواء 9 متشرّدين، تدخّلات لإنقاذ ضحايا الاختناق بالغاز، نقل وتحويل أزيد من 50 مريضا إلى المستشفى وتدخّلات بشأن 74 حادث مرور أسفر عن قتيل و99 جريحا، منها 17 حادثا على مستوى الطرق البلدية بسبب الثلوج والجليد، بالإضافة إلى 19 حادث مرور خلّف قتيلا و33 جريحا على مستوى الطريق السيار شرق-غرب. 20 ألف قارورة غاز و3 آلاف تحول إلى تابلاط رفعت مصالح «نفطال» في نهاية الأسبوع الأخير من إنتاجها لقارورات غاز البوتان إلى 20 ألف قارورة يوميا، بعدما كانت لا تتجاوز الألف، فيما تمّ تحويل 3 آلاف قارورة نحو بلديات جنوبالمدية المجاورة لسد الطلب، وتفادي تسجيل مشكل ندرتها التي عادة ما تطرح خلال هذه الفترة، مع تعليمات من والي الولاية للخواص وأصحاب مراكز التخزين لضمان وصول هذه المادة إلى أقرب نقطة ممكنة للمواطن. حالة تأهب تغيب عنها مساهمة الجمعيات ما عدا الهلال الأحمر الجزائري صاحبة المساهمات التضامنية الدائمة، تلازم أزيد من 60 جمعية تنشط أغلبها بالمجال التضامني، منازلها لتعيش الدفء، وتنتظر حلول الربيع للخروج إلى جو المتعة والترفيه بغابات وجبال الولاية.
