أعربت الجزائروألمانيا، أمس، عن إرادتهما لتعزيز الشراكة في شتى المجالات في إطار تنويع الاقتصاد الذي من شأنه خلق عدة صناعات جديدة وتوفير مناصب الشغل وتكوين الشباب الجزائري، وفي الوقت الذي تتمسك بلادنا بالاستثمارات الفعلية المنتجة، تطالب برلين بالمزيد من التسهيلات لتمكين مستثمريها من توسيع قاعدة نشاطهم لا سيما في قطاعات ثقيلة كالبنى التحتية. جاء ذلك خلال الاجتماع السادس للجنة المختلطة الجزائرية-الألمانية، التي ترأسها وزير الصناعة والمناجم، عبد السلام بوشوارب، ونائب وزير الاقتصاد والطاقة الألماني، يووف كارل باكماير. والذي تمخض عنه التوقيع على مذكرة تفاهم بين المؤسسة الجزائرية لمنتجات الصحة النباتية «ألفيت» (فرع شركة أسميدال) والشركة الألمانية «هنكل» لإنشاء وحدتين لإنتاج مبيدات الحشرات في كل من معسكر وباتنة، علاوة على التوقيع على محضر اجتماع اللجنة المشتركة السادسة. بوشوارب وصف ألمانيا بالشريك الاقتصادي الهام لتطوير الصناعة في الجزائر، داعيا إياها إلى المزيد من الإستثمارات المنتجة والتواجد في السوق الجزائرية بقوة. واستدل في هذا الإطار بالتطور الذي تشهده وتيرة التعاون الثنائي منذ تأسيس اللجنة المختلطة في2011.فيما يتعلق باجتماع اللجنة المشتركة، قال الوزير إنه خرج بتصورات بناءة لاسيما بعد الأخذ بعين الاعتبار كل الآراء والملاحظات التي تقدم بها الجانب الألماني من أجل ترقية التعاون بين الجزائروألمانيا في كل المجالات. وعليه يرى أن الاجتماعات المغلقة اتسمت بالكثير من الجدية والصراحة وأن ذلك كله كفيل بتحقيق نتائج ملموسة، تعطي للعلاقات الاقتصادية الثنائية آفاقا واسعة وهو ما يؤكد أيضا أنها على السكة الصحيحة وتتعمق أكثر فأكثر. نائب وزير الاقتصاد والطاقة الألماني، يووف كارل باكماير، أكد من جهته أن أشغال اللجنة ستفضي إلى مشاريع إستراتيجية مفيدة للطرفين وكفيلة بتعزيز العلاقات الثنائية في المستقبل، معتبرا أن الجزائر بلد صديق وتجمعه مع ألمانيا شراكة مثمرة. باكماير أفصح عن أهم القطاعات التي تهم الجانب الألماني والمتمثلة في قطاعات الطاقة ومشاريع التطوير الصناعي وكذا مشاريع الهياكل القاعدية، مؤكدا أن العديد من المؤسسات الألمانية ترغب في ولوج السوق الجزائرية، لاسيما بعد التحسن الجيد لمناخ الاستثمار في الفترة الأخيرة. للإشارة، بلغت قيمة التبادل التجاري بين الجزائروألمانيا 07ر3 مليار دولار سنة 2016، منها أزيد من 3 ملايير دولار كواردات جزائرية من ألمانيا ونحو 64 مليون دولار فقط صادرات الجزائر أي عجز ب94ر2 مليار دولار. بكماير يحظى باستقبال من قبل العديد من المسؤولين الجزائريين المسؤول الألماني حظي بعدة استقبالات من قبل المسؤولين الجزائريين على غرار وزير الأشغال العمومية والنقل بوجمعة طلعي، الذي دعا إلى ضرورة دفع الشراكة وتطوير سبل التعاون بين البلدين في مجال الأشغال العمومية والنقل خصوصا في قطاعات السكك الحديدية والنقل البحري والعمل على تتويجها بالتوقيع على اتفاقيات شراكة حسبما جاء في بيان للوزارة. بكماير استقبل أيضا من قبل وزير السكن والعمران والمدينة ووزير التجارة بالنيابة عبد المجيد تبون قائلا «نأمل في تعزيز وتحسين العلاقات بين الجزائروألمانيا وبين الجزائر وأوروبا أيضا وتقديم مساهمتنا في التنمية وفي ازدهار الجزائر». تبون قال من جانبه «إن تحويل التكنولوجيا لا يمكن أن يأتي إلا بفضل البلدان مثل ألمانيا لأن الألمان يمثلون منذ الاستقلال شركاء هامين مع الجزائر وينبغي أن نعرف أن أفضل العتاد الذي تستورده بلادنا قادم من ألمانيا». خلال استقباله المسؤول الألماني، دعا وزير الطاقة السيد نور الدين بوطرفة المؤسسات الألمانية إلى الاستثمار في الجزائر والاستجابة لنداء المناقصة الوطنية والدولية لانجاز مشروع لتوليد الطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 4000 ميغاواط.