أشرف اللواء عبد القادر الوناس، قائد القوات الجوية أول أمس، بالمدرسة العليا للطيران الشهيد جبار الطيب بطفراوي بولاية وهران، على حفل تخرج الدفعة ال31 من دورة القيادة والأركان والدفعة ال48 للطلبة العمال والدفعة الخامسة لنظام ليسانس/ ماستر/ دكتوراه، وذلك بحضور السلطات المدنية والعسكرية وكذا أفراد عائلة الشهيد «بنور محمد، أب الشهداء» الذي أطلق اسمه على الدفعة المتخرجة. وبعد تفتيش الدفعات تطرق قائد المدرسة العميد حميد بومعيزة، في كلمة ألقاها بالمناسبة إلى المحاور الكبرى لمنهج تكوين الطلبة الطيارين الذي يمكّن الضباط المتخرجين من الاضطلاع بمهامهم باحترافية ومهنية مع التنويه بالصفات التي يتمتع بها متربصو الدول الصديقة المتخرجون ضمن هذه الدفعة. وبعد أداء اليمين من قبل الطلبة المتخرجين وتسليم الرتب والشهادات للطلبة النجباء أعطى اللواء عبد القادر لوناس، موافقته على تسمية الدفعة المتخرجة باسم الشهيد «بنور محمد». وشهد الحفل تنظيم استعراض عسكري للطلبة المتخرجين مرفوقين بالجوق الموسيقي العسكري وكذا تنظيم استعراض جوي في ختام الحفل قبل تكريم عائلة الشهيد. وكرس الشهيد بنور محمد المولود في 14 مارس 1893 بدوار بني شنشنة ببلدية تادمايت بولاية تيزي وزو، حياته من أجل استقلال الوطن وكذا حياة ثلاثة من أبنائه الذين سقطوا كلهم في ميدان الشرف. وشارك بنور في الحربين العالميتين الأولى والثانية وكذا في حرب التحرير الوطني منذ اندلاعها. وعانى من ويلات «عملية جوميليز» التي شنتها قوات الاستعمار الفرنسي في جويلية 1959. وفي أكتوبر من نفس السنة سقط الشهيد في ميدان الشرف مع الكثير من رفاق السلاح خلال اشتباك مع الجيش الفرنسي بالقرب من سيدي علي بوناب. المدرسة العليا الحربية بتمنفوست تخرج الدفعة 11 لدورة الدراسات العليا تخرجت الدفعة ال11 لدورة الدراسات العليا بالمدرسة العليا الحربية بتمنفوست أول أمس، بعد سنتين من الجد والمثابرة اللتان تعكسان إسهامات المدرسة في إعداد نخب مؤهلة للاضطلاع بالمسؤولية في مسار ترقية القوات المسلحة. وأشرف على حفل تخرج هذه الدفعة التي حملت اسم الشهيد بكرتاوي سعيد المدعو سي التوفيق، رئيس دائرة التنظيم والإمداد لأركان الجيش الوطني الشعبي، اللواء عبد الحميد غريس بحضور ضباط سامين من وزارة الدفاع الوطني. وأبرز مدير هذه المدرسة اللواء خلوي نور الدين في كلمة ألقاها بالمناسبة، المحاور الكبرى للتكوين والمعارف العلمية العسكرية التي تلقاها الدارسون الضباط من طرف هيئة تدريس وأساتذة أكفاء، «ما سيمكنهم من أداء مهامهم النبيلة بكل احترافية واقتدار»، منوها بانضباط ومثابرة الدارسين. كما أشاد اللواء خلوي بجهود «كل من ساهم في بلوغ هذا الإنجاز الكبير وعلى رأسهم الفريق نائب وزير الدفاع الوطني،رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي»، داعيا الدفعة المتخرجة إلى «بذل أقصى المجهودات دفاعا عن سيادة الوطن أمنه واستقراره». وتم خلال الحفل، عرض شريط فيديو حول حصيلة النشاطات الدراسية للمدرسة لموسم 2017 /2018، قبل الإعلان عن النتائج الدراسية وتسليم الشهادات للمتفوقين الأوائل، ليلقي بعدها العقيد زير بشير ممثل المتخرجين كلمة نوه فيها بالجهود المبذولة على مستوى هذا الصرح العسكري العلمي المتميز، مشيدا بجهود «قيادة الجيش الوطني الشعبي التي وفرت كل الإمكانيات المادية والبشرية لأجل تحصيل علمي راق يؤهلهم كقادة عسكريين متشبعين بثوابت الأمة ومبادئها السامية». وفي ختام الحفل، قام اللواء غريس عبد الحميد رفقة مدير المدرسة وعدد من الإطارات العسكرية السامية بتكريم عائلة الشهيد بكرتاوي سعيد. للإشارة، فإن الشهيد بكرتاوي سعيد من مواليد 9 ماي 1937 ببلدية بولوغين بالجزائر العاصمة. بدأ نضاله الثوري وسنه لا يتجاوز 17 سنة، حيث كان كثير التنقل في العاصمة والمناطق المجاورة لها بغرض التوعية بضرورة النضال ومواجهة أساليب الاستعمار الفرنسي وادعاءاته المغرضة إلى أن ألقي عليه القبض ببلدية بلوزداد. وبعد استدعائه لأداء الخدمة العسكرية الإجبارية بعين ولمان بسطيف، أواخر 1958، فر بعد 3 أشهر، رفقة 11 مجاهدا ليلتحق بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1959 بالولاية الأولى التاريخية تحت قيادة ثليجاني عبد الرحمان، حيث أبدى شجاعة وكفاءة وحنكة عسكرية في عدة مواقع بطولية، وتم ترقيته إلى رتبة رائد ثم محافظ سياسي سنة 1961. وسقط الشهيد بكرتاوي في ميدان الشرف خلال نفس السنة أثناء مشاركته في مراسم عقد زواج أحد المجاهدين.