يُعد ياسين عليوط أحد الوجوه الرياضية المعروفة في أوساط كرة اليد على نطاق واسع، بصفته رئيسا فذا لأحد الأندية العريقة في هذه اللعبة، وهو شبيبة سكيكدة، التي بقيت على مر السنوات، كأحد معاقل هذه الرياضة وخزانها، من خلال توفير لها لاعبين كبار، نشطوا على مر السنين على مستوى الفريق الوطني. وكان عليوط، كل مرة، أحد الشخصيات الرياضية التي نادت إلى ضرورة إنقاذ لعبة كرة اليد من الوضعية التي تتخبط فيها حاليا، بعد توقف المنافسة لأكثر من سنتين بسبب جائحة كورونا، وبسبب الفراغ الذي حصل في الاتحادية. وتطلّب الأمر تعيين لجنة مديرة تم تكليفها بالوقوف على المشاكل التي تعيق هذه اللعبة، في انتظار تعيين اتحادية جديدة، عبر تنظيم جمعية عامة انتخابية، لم تر النور إلى حد الساعة منذ توقيف رئيسها السابق لحبيب لعبان. وقال عليوط في هذا الشأن في تصريح خص به "المساء": "صحيح أن الوضعية تحسنت في رياضتنا عما كانت عليه في السنتين الأخيرتين بعد إعادة بعث البطولة الوطنية على كل المستويات، بما فيها البطولة الشبانية، لكن ما يحز في أنفسنا اليوم، هو غياب تشكيلة وطنية تمثلنا في المنافسات الدولية.. والأمر مستعجلا في هذا الجانب، لأن ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي تنظم في بلادنا، على الأبواب، فضلا عن بطولة أمم إفريقيا، التي لم يفصلنا عن أطوارها سوى أربعة أشهر، حيث تجري هذه الدورة خلال شهر جوان، لكن لم يتم إلى حد الآن، تحديد مكان إجراؤها بسبب كل ما حصل من شد وجذب عقب تعيين مدينة العيون الصحراوية لاحتضان منافساتها.. صراحة أتساءل: ما الذي تنتظره اللجنة المديرة لتعيين مدرب وطني جديد؟!". محدثنا أشار إلى أنه يجب الإسراع في تعيين مدرب وطني جديد لكي تتضح الأمور أكثر في مجال استعداد هذا الأخير للمنافسات الدولية. وعلق قائلا: "الجميع يعرف أن التشكيلة الوطنية لم يتم جمعها منذ الألعاب الأولمبية الأخيرة، وهذا الأمر لم يحدث في تاريخ كرة اليد الجزائرية من قبل، سواء وزير الشباب والرياضة أو اللجنة المديرة، فإن لكليهما الصلاحيات الكاملة لتغيير هذا الوضع الذي طال أكثر مما كنا نتوقعه.. الأوساط الرياضية للفرع أصبحت تتحدث هذه الأيام، عن إمكانية الاستعانة بالمدرب الوطني السابق لمنتخب أقل من 19 سنة رابح غربي، وهذا أمر جيد ومفرح في آن واحد، لكون هذا التقني معروفا بكفاءته الكبيرة في مجال التدريب، فضلا عن أنه كان لاعبا موهوبا في البطولة الوطنية، بل تجاوز ذلك من خلال البروز في الرابطة الأوروبية لكرة اليد؛ من خلال التتويج مع فريقه نادي مونبيلييه بلقب هذه المنافسة الأوروبية المرموقة.. ليس لنا أدنى شك في أن رابح غربي يُعد المدرب المناسب للفريق الوطني في هذه المرحلة". غير أن عليوط تمنى لو تقوم اللجنة المديرة بإحداث فريقين وطنيين، أحدهما يشارك في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، والآخر في نهائيات كأس أمم إفريقيا؛ قال: "من الصعب إشراك منتخب وطني واحد في منافستين متقاربتين، هما ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وكأس أمم إفريقيا.. المشاركة فيهما بفريق واحد تضر بهذا الأخير من الناحية البدنية، لأن إحداث فريق وطني ثان سيفيد، لا محالة، لاعبيه على المستوى الدولي، لا سيما إذا كان لاعبوه من البطولة الوطنية المحلية". ويعتقد محدثنا أن اللجنة المديرة التي كُلفت بدراسة الوضع في كرة اليد بعد استفحال المشاكل العويصة في دواليبها، لها مسؤولية كبيرة عن كيفية بعث الفريق الوطني لكي يحقق هذا الأخير أهدافه القادمة، غير أن رئيس شبيبة سكيكدة حذّر من فرض ضغط كبير على التشكيلة الوطنية، بسبب ضيق الوقت في بعثها من جديد.