لاتزال صناعة الدمى من الفنون الشعبية التي تستهوي الكثير من الحرفيات من اللواتي ارتأين إعادة بعث هذا التراث الشعبي القديم، الذي كان يمثل جزءا من تقاليد الأسر الجزائرية، التي كانت تصنع ببعض الخيوط وقطع من القماش، دمى مختلفة لأبنائها. الحرفية "خولة. د" ابنة ولاية البليدة، اختارت بعد أن أنهت دراستها الجامعية، أن تلج عالم صناعة الدمى، فكانت البداية بدمية من الخيط قدمتها كهدية، لتتحول إلى مشروع واعد، لقي رواجا كبيرا عبر منصات التواصل الاجتماعي. تقول الحرفية خولة في بداية حديثها مع "المساء" على هامش مشاركتها مؤخرا في معرض للصناعات التقليدية بدار الصناعات التقليدية بأولاد يعيش، بأنها خريجة الإعلام الآلي بجامعة البليدة، وأن فكرة صناعة الدمى كانت عبارة عن حرفة استهوتها في طفولتها. فخلال العطل كانت في كل مرة، تحاول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تعلمها، ومن هنا كانت الانطلاقة، مضيفة: "مكنني تحكمي في اللغتين التركية والإنجليزية، من فهم ما يعرض على منصات التواصل الاجتماعي، من نماذج حول الطريقة التي تصنع بها دمية من الخيط بتقنية الكروشي. وشيئا فشيئا تمكنت من صناعة أول دمية لقيت إعجاب أفراد الأسرة، وكانت بمثابة الهدية التي قدمتها لبعض المقربين من الأطفال". ولم تكتف الحرفية خولة بعد احتراف صناعة الدمى، بإبقائها مجرد هواية فقط، وإنما اختارت أن تتخصص فيها، وتوسع مشروعها. وعوض الاكتفاء بتقديمها كهدايا على مستوى المحيط العائلي، قررت أن تعرض صنعتها على مواقع التواصل الاجتماعي. ولشدة إتقانها لقيت إعجاب كل من شاهدها. وفي المقابل بدأت الطلبات تتهافت عليها من داخل ولاية البليدة ومن خارجها، وهو الأمر الذي زاد من تمسكها بصناعة الدمى بأشكال وأحجام وألوان مختلفة. وفي السياق، أشارت المتحدثة إلى أن رواج صنعتها عبر منصات التواصل الاجتماعي، جعلها تتلقى عروضا من عدد من الزبونات، يرسلن إليها صور شخصيات رسوم متحركة، ويطلبن منها صناعتها في شكل دمى، مشيرة إلى أنها لم تكتف فقط بتحقيق رغبات الزبونات الراغبات في تصميم دمية معينة، وإنما انتقلت، أيضا، إلى صناعة عدد من الأكسسوارات المختلفة، لفائدة الجنس اللطيف. وتمكنت الحرفية خولة، بفضل صناعة الدمى، من أن تكسب جمهورا كبيرا من فئة الأطفال من محبي الدمى المصنوعة من الخيط، وتتطلع لأن توسع من شهرتها من خلال التواجد المكثف في المعارض، خاصة بعد تراجع وباء كورونا، الأمر الذي يفتح لها المجال واسعا للاحتكاك بالجمهور. وهي تتطلع من وراء امتهان حرفة صناعة الدمى، أن تعيد إحياءها من خلال الترويج لها بين فئة الأطفال، الذين ينجذبون كثيرا للدمى المصنوعة من الخيوط.