توالت دعوات مختلف الفعاليات السياسية في العراق لتهدئة الأوضاع في العاصمة بغداد في أعقاب الاحتجاجات المستمرة التي ترافقت مع اقتحام مبنى البرلمان ب"المنطقة الخضراء"، الأكثر تحصينا في البلاد، ما أسفر عن إصابة عشرات المتظاهرين. وتأتي هذه الدعوات فيما يواصل متظاهرون اعتصامهم المفتوح داخل مقر مجلس النواب في "المنطقة الخضراء" تنديدا بترشيح الوزير والمحافظ السابق محمد شياع السوداني، لتولي مهام رئاسة الوزراء. ودعا الرئيس العراقي برهم صالح الفرقاء السياسيين إلى حوار وطني صادق يبحث في جذور الأزمة التي تشهدها البلاد بقناعة أن الظرف الدقيق الذي تمر به البلاد يستدعي من الجميع التزام الهدوء وتغليب لغة العقل والحوار وتقديم المصلحة الوطنية العليا فوق كل اعتبار، وحماية الوطن بسواعد كل أبنائه ليظل قويا ومنيعا وعصيا لا تفرقهم خلافات داخلية". وأضاف أنه، لتدارك الأزمة الراهنة والحيلولة دون أي تصعيد فإن الحاجة ملحة لعقد حوار وطني صادق وحريص على مصلحة الوطن والمواطنين، لضمان حماية أمن واستقرار البلد وطمأنة العراقيين، وترسيخ السلم الأهلي والاجتماعي وتحصين البلد أمام المتربصين لاستغلال الثغرات وإقحام العراقيين بصراعات جانبية". من جانبه دعا رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الجميع إلى "التحلي بالهدوء والصبر والعقلانية وعدم الانجرار إلى التصادم"، كما طالب المواطنين "بعدم الاصطدام مع القوى الأمنية واحترام مؤسسات الدولة". وطالب محمد الحلبوسي رئيس مجلس النواب العراقي، بدوره المتظاهرين بالحفاظ على سلمية التظاهر وعدم التعرض للمتظاهرين أو المساس بهم، وعدم حمل السلاح داخل البرلمان، وتوجيه الأمانة العامة لمجلس النواب بالبقاء في المجلس للتواصل مع المتظاهرين. كما حث رئيس مجلس القضاء الأعلى، فائق زيدان جميع الأطراف السياسية لتبني لغة الحوار لمعالجة النقاط الخلافية وضرورة احترام السياقات الدستورية. وناشد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، جميع القوى السياسية العراقية، العمل على وأد الفتنة بسرعة ووقف منحنى التصعيد، مشددا على أن "خروج الامور عن السيطرة لن تكون في مصلحة العراق ولا لصالح أي طرف". وأفاد المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية، جمال رشدي، في تصريح له بأن "أبو الغيط يتابع عن كثب مجريات الأزمة الجارية بالعراق وأنه يضم صوته إلى صوت القيادات العراقية الحكيمة التي تطالب بضرورة تحمل الجميع المسؤولية وأن تتصرف كل الأطراف بتعقل وأن تضع مصلحة العراق العليا قبل أية مصالح شخصية أو حزبية ضيقة". كما توالت الدعوات الدولية المطالبة بضبط النفس، حيث دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة في العراق إلى "اتخاذ خطوات فورية لتهدئة الموقف وتجنب المزيد من العنف، وضمان حماية المتظاهرين السلميين ومؤسسات الدولة". وحث غوتيريس كافة الأطراف على "تجاوز خلافاتها وتشكيل حكومة وطنية فعالة من خلال الحوار السلمي والشامل تكون قادرة على تلبية مطالب الإصلاح القائمة منذ فترة طويلة دون مزيد من التأخير". وقال إنه يتابع ب"قلق" الاحتجاجات المستمرة في العراق والتي أُصيب خلالها عدد من الأشخاص، مشيرا إلى ضرورة احترام حرية التعبير. وفي سياق متصل، دعا الاتحاد الأوروبي الأطراف العراقية إلى "ضبط النفس واللجوء للحوار السياسي". وقال الاتحاد الأوروبي في بيان "نشعر بقلق إزاء الاحتجاجات المستمرة والتصعيد المحتمل في بغداد". ودعا جميع الأطراف على ممارسة "ضبط النفس لمنع المزيد من العنف"، مشددا على ضرورة "أن تحل القوى السياسية القضايا من خلال حوار سياسي بناء في الإطار الدستوري". وأضاف أن "الحق في الاحتجاج السلمي ضروري للديمقراطية"، مشيرا إلى "أهمية احترام القوانين ومؤسسات الدولة". وتشهد العاصمة العراقيةبغداد مظاهرات اندلعت يوم الأربعاء الماضي للتنديد بترشيح "الإطار التنسيقي" أبرز تحالف في البرلمان العراقي، الوزير والمحافظ السابق محمد شياع السوداني، لرئاسة الوزراء وإعلان رفضهم للمحاصصة في العملية السياسية.