تنظم الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي والمكتبة الوطنية الجزائرية، منتدى "مالك بن نبي ومسألة الثقافة"، يوم الخميس 24 نوفمبر الجاري، حفل تسليم جوائز البطولة الوطنية للقراءة بمقر المكتبة الوطنية في الجزائر العاصمة. وقد خُصص برنامج، بالمناسبة، يضم معرضا للصور والكتب. وسيُعرض فيلم وثائقي قصير، حول مسيرة المفكر مالك بن نبي، فضلا عن مجموعة من المداخلات لعدد من الأساتذة والباحثين. في المستهل، تُوزع جوائز المسابقة على المتوجين في "البطولة الوطنية للقراءة – مالك بن نبي"، ثم يفتَح المجال للأساتذة المحاضرين، حيث سيقدم الدكتور مولود عويمر، مداخلة عنوانها "هاجس الثقافة عند مالك بن نبي: هل الإنسان كائن ثقافي قبل كل شيء؟"، وفيها يتساءل هل قام مالك بن نبي بقلب النظريات السابقة، فاعتبر الإنسان قبل كل شيء، كائنا ثقافيا وليس سياسيا، كما قال أرسطو (384 - 322 ق م)، وليس كائنا اجتماعيا، كما قال ابن خلدون (1332- 1406 م)؟ وما هي أبرز ملامح نظريته في الثقافة؟ وهل يكفي التحليل الثقافي وحده، لتفسير الصيرورة التاريخية، وفهم واقعنا المعاصر؟ وما هو مستقبل الثقافة في العالم العربي والإسلامي؟ ومن جهتها، ستتناول الدكتورة يمينة شيكو، موضوع البعد الحضاري لمفهوم الثقافة حسب مالك بن نبي؛ إذ تعتقد أن الشغل الشاغل لفكر مالك بن نبي، كان مشكلة تحضُّر العالم الإسلامي؛ فهي قضية وطيدة الصلة بمسألة الثقافة في نظره؛ لأنها تشكل القاعدة التي تُبنى عليها الحضارة، حسبه، فمالك بن نبي نظر إلى الثقافة نظرة وظيفية، لا تقتصر على الجانب النظري؛ قصد التوصل إلى مفهوم فلسفي تجريدي بحت، بعيد عن الواقع، بل هي ضرورة، ربَطها بنظرة عملية فعالة، فتكون الثقافة محددة بما تحركه من قوى الفرد في المجتمع، لذلك كان الهدف من اهتمامه بمشكلة الثقافة، هو البحث عن سبل للإنقاص من تخلّف المجتمع الإسلامي. وقام بدراسة تحليلية نقدية، وتوصل إلى أن مجتمعنا رغم الرصيد الثقافي الثري الذي يمتلكه، إلا أنه يفتقر إلى الفعالية، وعنصر الإبداع، وكيفية استغلال وتطوير ثقافته. أما الدكتور لخضر ميلود شريط فسيتدخل بورقة عنوانها "مالك بن نبي بين التأثر والتأثير (ثقافيا)". وفي هذا البحث مجموعة من المعطيات تأثر بها مالك بن نبي إبان تكوينه العلمي هناك في منبته أولا، وثانيا في الحي اللاتيني في باريس، وهي جملة ما جعلت منه المفكر الذي ينهل، أيضا، من أصوله التراثية، فيما سيسجل الدكتور منير بهادي، مشاركته بمحاضرة عنوانها "تجليات العقل النقدي في فكر مالك بن نبي"، حيث يقف عند تميز تجربة بن نبي الفكرية بخصوصية: الانفلات من المنحى المنهجي الأحادي، والرؤى المغلقة التي وجهت الأنساق الفكرية إلى غاية نهاية العقد التاسع من القرن العشرين. ويتحدث الدكتور لعموري عليش عن "مالك بن نبي ورؤية استشرافية في التغيير لبناء مجتمع جديد"، من النقد إلى التأسيس، مرورا بأهم الأسباب التي كانت من وراء ظهور سؤال الحضارة، ومؤشر التغيير، لأجل بناء الإنسان، وتحقيق مجتمع أفضل، بإعداد مجموعة من العوامل التي تؤسس لرؤية استشرافية. ومن جهته، يتطرق الدكتور وحيد بن بوعزيز، ل "الصراع الفكري والبارانويا الاستعمارية عند مالك بن نبي"؛ إذ يتعجب الباحث حينما لا يجد اسم المفكر الجزائري مالك بن نبي ضمن الميدان الذي يطلَق عليه الدراسات الاستعمارية وما بعدها رغم أن صاحب مقولة "القابلية للاستعمار"، كرس حياته الفكرية والثقافية لفضح استراتيجيات الاستعمار، وتبيين الطريقة التي يمكن بواسطتها، تصفيته في الفكر والثقافة والمجتمع والتاريخ. وسيحاول في مداخلته عرض التقاطعات بين رواد الدراسات الاستعمارية ومالك بن نبي. كما سيحاول التركيز على الاختلافات بين النسقين، لكي نبين أن بن نبي كان سباقا في طرح بعض المقولات المتعلقة بنقد الاستعمار، ونفسر الأسباب التي جعلت الكثيرين يغضّون الطرف عن صاحب كتاب "الصراع الفكري في البلدان المستعمرة". ويتناول الدكتور لخضر شريط فكرة "تفكيك وعي التخلف والنهضة في فكر مالك بن نبي"؛ إذ لا يمكن بحال من الأحوال، فصل المشروع الفكري لمالك بن نبي، عن جل إنتاجاته الفكرية والمعرفية، التي غدت تشكل ترابطا عضويا بين كل مؤلَّفاته وسجلاته الفكرية والسياسية، والتي مثلت في النهاية، مشروعا فكريا متكاملا، يتقصد الشعوب العربية والإسلامية والإفريقية والآسيوية على حد سواء، في معركة التحرر، والبناء، والنهضة.