مع ارتفاع درجة الحرارة وحلول فصل الربيع، الذي يتزامن هذه السنة، مع شهر رمضان، وخلال اليوم الرابع من الصيام، فضلت العائلات العنابية، بعد صلاة التراويح مباشرة، قضاء وقتها وسهرتها مع الأهل، في الساحات العمومية، خاصة ساحة الثورة "الكور العنابي"، التي امتلأت هذه السنة على غير عاداتها، بالصائمين وعشاق الشاي والمكسرات و"قلب اللوز" المعروف في اللهجة العنابية المحلية ب"الهريسة". فالصائم يفضل خلال شهر رمضان، ارتشاف الشاي المجمر الذي يقدم مع "المقيرط" العنابي، حيث ذاع صيت هذه المنطقة بالشاي والعصير الطبيعي، بالإضافة إلى مجموعة من الحلويات التقليدية المنكهة بماء الورد، وهو ما يفتح شهية الزوار الذين يتلذذون بعبق خاص لهذا الشاي، والذي يزيد من جمال "الكور" العنابي، هذا المكان الجميل الذي تقصده العائلات طوال أيام الأسبوع، خاصة خلال سهرات رمضان، وحتى في فصل الصيف، وتكمن روعة "الكور" في قربه من الميناء، وكذلك المدينة القديمة بلاص دارم، وهنا يكتشف الزائر أن للمكان حضور قوي من الجانب السياحي والروحي، فسكان بونة تجدهم يحملون قصصا جميلة تجمعهم مع الأصدقاء والأهل، وكذلك العشاق، بالإضافة إلى أن "الكور" هو النقطة الفاعلة لنشاط الباعة وأصحاب الأكشاك، الذين خلقوا صداقات كثيرة مع السياح الأجانب والمحليين. شاي برابح، من لا يعرف صاحب هذا المحل العتيق، الذي يتوسط الكور العنابي، وتميز أهل المكان ب«الكريبوني" الممزوج بالليمون، ناهيك عن الاستقبال الحسن للضيوف والوافدين من كل مكان، حيث أخذ "الكور" شهرة كبيرة، بفضل المعاملة الحسنة المرفوقة باللكنة العنابية الجميلة. وفي سياق متصل، برمجت مديرية الثقافة ودار الثقافة، خلال سهرات رمضان، قعدات فنية ستقام بساحة الثورة، باعتباره المكان المميز بالمدينة، حيث سيتم تنصيب خيمة كبيرة وفيها تستقبل الناس للتعرف على الطبوع الغنائية الجميلة، منها المالوف العنابي الأندلسي، وغيره، حتى المسرح الجهوي "عزالدين مجوبي" أخذ مكانة كبيرة لدى العائلات العنابية، فهو يبعد ببعض المترات عن ساحة الثورة، وكل سهراته الرمضانية المبرمجة يتم إخراجها إلى الشارع، وبالضبط إلى الساحة، حتى بعض العروض المسرحية تقدم ب«الكور"، لأنه يحتوي على ديكور رائع، يزيد من جمالية السينوغرافيا، ناهيك عن صوت الآذان، الذي تصدح به مأذنة جامع "أبو مروان الشريف". تتحول "ساحة الثورة" مع حلول شهر رمضان، إلى فضاء للعب من طرف الصغار والأطفال، الذين هم في عطلة، إلى جانب أخذ صور تذكارية جميلة، تبقى حاضرة لدى المواطنين الباحثين عن تراث بونة الأنيقة