اختتم معرض الفنانة التشكيلية رقية مرغيش، مؤخرا، برواق "عائشة حداد"، الذي حمل عنوان "على حدود الواقعي والافتراضي"، وعرف حضورا مكثفا للجمهور والأصدقاء، الذين تابعوا شروحات الفنانة، التي خاضت لأول مرة في مشوارها الفن الرقمي. أُعجب الجمهور بهذه الفنانة العصامية، التي تحمل روح الشباب، رغم مشوار حياتها الطويل، إذ لا تزال تبحث وتستكشف وتجرب، لتقدم فنا مختلفا بمعنى وحس ورسالة تنبع من قناعاتها. رحبت الفنانة ب"المساء"، في معرضها، معتبرة أن "على حدود الواقعي والافتراضي" هو في الأساس انعكاس لتمكنها من إنجاز لوحات ذات عمق وتنوع بأدوات رقمية، تختلف تماما عن الرسم العادي الكلاسيكي، بالتالي الوصول إلى أشكال تعبيرية جديدة، وتقول "أستعمل أدوات تقنية في نسيج اللوحة وفي الألوان وفي المؤثرات الخاصة، فالفن الرقمي له تقنياته وأدواته المستمدة من البرمجيات طبعا، بينما الرسم الكلاسيكي يعتمد على الريشة والألوان". وقفت الفنانة عند إحدى لوحاتها 35، التي تعبر عن الطبيعة وما فيها من صخب ألوان الحياة، مؤكدة ل"المساء"، أنها ثورة بصرية تحاول اختراق الحدود والسياج، لتنطلق للأفق وتكسر الحدود التي يحدده إطار اللوحة، أو مجال بصر الجمهور، علما أن بعض ألوانها، كالأصفر، تبدو متدفقة، تتسرب إلى ما خارج اللوحة، وهذا ما يعكس نفسية الفنانة التي لا تحب القيود والأطر الجاهزة المألوفة، التي تحد من حرية الإنسان. قالت الفنانة أيضا، إنها أنجزت فيما مضى، العديد من المعارض في الفن الكلاسيكي، لكنها اليوم، تنظم معرضها الرقمي خالصا 100 بالمائة، ومن اللوحات الأخرى التي عرضتها، هناك "بين البارح واليوم" الخاصة بلباس الكراكو، و"المرأة القصبوية" بالأسلوب التكعيبي، و"القويط" مع العاصمية التي ترتديه تماما كعارضة أزياء، و"البدرون الأزرق"، ناهيك عن لوحات الطبيعة التي تفتح السبيل لعوالم أخرى ممتدة، كما تحدثت الفنانة عن لوحة خصصتها ل"حرائق تيزي وزو"، صورت فيها الأرض المنشقة الجافة وعجلات مطاطية، ثم ألم السكان، وعبرت عن كل ذلك ب"الكسر"، وفي لوحة أخرى، هناك الأشكال المائية والبحرية ذات الإيقاع الرباني، ولوحات تجريدية بها الكائنات البحرية متداخلة الأشكال، يراها الجمهور وفق خيال الفنانة. عن تجربتها، قالت الفنانة "أمسكت شاشة الحاسوب عند ابني ورسمت عليها، ليقوم هو بنشرها، فلقيت الإعجاب، وقرر ابني تشجيعي على الرسم التقني، وبدأ يدربني على مختلف التقنيات، ثم خضعت لتكوين خاص بعدها، لكنني أقول إنه وحده الفنان الرسام من يرسم على الآلة ويبدع عليها، فأنا أرسم، ثم أطبع، وبعدها تأتي تقنيات العرض، علما أنني أختار الألوان وأمزجها وفق تقنية خاصة، وكل هذه اللوحات أنجزتها بين سنتي 2020 و2022". رقية مرغيش فنانة عصامية، ولدت في الأبيار، ظهر ولعها بالرسم منذ الصغر، فشجعتها عائلتها عليه في سن مبكرة، ظل شغفها طيلة مشوارها هو الألوان المعبرة عن إحساسها، لديها معارض فنية عديدة منذ سنة 1983.