عبر الإمام عبد الرشيد بوبكري عن أسفه للوقوف خلال الشهر الفضيل على الكثير من حالات الغضب والتوترات التي يثيرها بعض الأشخاص في الشارع، تزداد حدتها مع الفترة المسائية من اليوم، لتبلغ الذروة قبيل آذان المغرب بساعات قليلة، مشيرا الى أن ظاهرة الغضب بشكل عام من أكثر الميزات غير الحميدة للإنسان، فما بالك تكون تلك التوترات خلال الشهر الفضيل، الشهر الذي لابد أن يتفرغ فيه الانسان لعبادة الله وحده، ويحاول توطيد علاقته مع الله بالطاعات والأعمال الصالحة. أوضح الإمام أن الغضب من الأمور التي لابد أن يتحكم فيها الإنسان، وقال "عن أَبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رَجُلًا قَالَ للنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: أَوْصِني، قَالَ: لا تَغْضَبْ، فَرَدَّدَ مِرَارًا قَالَ: لا تَغْضَبْ.."، وهذا دليل على أن الغضب من الصفات المكروهة، وهو محفز بدرجات متفاوتة لكل فرد، والتحكم فيه يختلف من شخص لآخر. وأضاف الامام، أن الغضب قد يقود الى سلوكيات قد لا يحمد عقباها، وأن الندم غالبا ما يكون عند القيام بأمر تحت تأثير الغضب والقلق، حيث تتحكم في الإنسان تلك المشاعر السلبية، التي تدفعه للقيام بأمور غير جيدة، مؤكدا أنه خلال الشهر الفضيل تنتشر تلك الحالات بين الصائمين الذين يدمنون بعض المواد، والذين أيضا لديهم مشكل في إدارة مشاعرهم وبالأخص غضبهم، وهنا المشكل، لكون هؤلاء لا يعطون أولوية لعلاقتهم بالشهر الفضيل، ولا يدركون مفهوم الشهر أو مفهوم الصيام، الذي في معناه لا يقصد فقط الصيام عن الأكل والشرب بل هو توطيد العلاقة مع الله بالصيام والصلات ومختلف العبادات الأخرى، التي تقوي تلك العلاقة، والتنازل على كل الشهوات والرغبات التي تبطل الأعمال الصالحة. وشدد الإمام على أن السب والشتم والغضب درجات وبلوغ البعض منها سب الله والدين والرسول هو كفر، وعلى فاعله الدخول للإسلام من جديد، ولا يدرك الكثيرون عظمة هذا فتجد سب الدين على ألسنتهم بشكل متكرر ثم يقيمون الصلاة ويصلون دون أن يدركون أن سلوكيات صغيرة قد تبطل أعمال كبيرة، إلا إذا دخل الانسان حالة من الاغلاق الذي تعرف في علم النفس وهي بلوغ مرحلة من الغضب والقلق يصبح الإنسان غير واعي لتصرفاته ويدخل في نوع من الغيبوبة لا يدرك ما يقوم به، وهنا يرفع عليه التكليف. وعلى المتعمد في السب والشتم خلال الصيام، وإيذاء الناس، مراجعة نفسه، وحتى وإن لم يبطل صيامه على الغضب فقط، وإنما عليه إعادة صيام اليوم، إذا ما بدر منه من تصرفات مسيئة للناس، أو ظالمة لتصحيح صيام الشهر الفضيل.