أطلقت الجمعية الشبابية "فاعل خير" للأعمال التطوعية، عبر صفحتها، مؤخرا، حملة تحسيسية توعوية لفائدة الشباب والأطفال، لمنع السباحة في الشواطئ غير المحروسة، حيث بادر شباب الجمعية، بعد الواقعة المؤلمة التي راح ضحاياها أطفال غامروا بالسباحة في شاطئ "الصابلات" بالعاصمة، إلى تحذير المواطنين من عدم المخاطرة والسباحة في الشواطئ غير المسموحة، أو البرك المائية الخطيرة، أو بكل بساطة، عدم السباحة بعيدا ودون مراقبة شخص بالغ، لاسيما بالنسبة للأطفال. أوضح فارس حفير، المكلف بالاتصال لدى الجمعية، في حديثه ل"المساء"، أن هذا النوع من الحملات، عادة ما يتم تنظيمه بعد الارتفاع المحسوس في درجات الحرارة، وانطلاق موسم "مغامرة" الشباب والأطفال، على حد تعبيره، موضحا أنه في كل سنة، يتم تسجيل عدد من ضحايا الغرق، بسبب السباحة في الأماكن غير المسموحة، أو في شواطئ لم يتم نصب فرق الحراسة وأعوان الأمن أو الحماية المدنية على مستواها بعد، بحكم أن عملها يبدأ عند الانطلاق الرسمي لموسم الاصطياف، من أجل السهر على سلامة المصطافين. أضاف أن استباق الموسم لإطلاق هذه الحملة، جاء بعد الواقعة الحزينة التي تم تسجيلها مؤخرا، لأطفال جازفوا بالسباحة في شاطئ الصابلات "غير المهيئ للسباحة"، على حد قوله، وهو من أخطر الشواطئ بالعاصمة، لأنه تم تهيئته والتغيير من شكله وفقا للتهيئة العمرانية التي جرت على مستواه. وقال إن ذلك الشاطئ حاليا هو شاطئ اصطناعي، لأن الشط كان يصل إلى حد الطريق العام هناك، وهذا يوضح المسافة الكبرى التي تفصل بين الشاطئ الأصلي والشاطئ الحالي، بتعبير آخر، يضيف: "ما نراه اليوم شاطئ، هو في حقيقة الأمر "عمق البحر"، لذا يمكن أن تجد خلال السباحة نوعا من الثغرات والغيران التي تسحب السباح هناك، خاصة عند وجود رياح ولو خفيفة، يمكن أن تحدث تيارات جد قوية، مؤكدا أن حتى "الصيادين" الذين يعتمدون الغوص البحري للاصطياد، يعرضون حياتهم للخطر، بالرغم من تجربتهم ومعرفتهم للبحر هناك. كما أوضح أن بعض الشواطئ بالعاصمة ملوثة، ولا تصلح السباحة فيها، بسبب تعرضها لتفريغ النفايات والفضلات، وبقايا البواخر، وحتى تسربات المواد الكيماوية من المحركات وغيرها، إلا أنه رغم ذلك، نجد الأطفال وفي أول فرصة لهم، يقفزون وسطها، لتخفيف حرارة الجو التي قد تكون دافعا مغريا من أجل التوجه نحو تلك الشواطئ، دون إدراك الخطر الحقيقي لتلك المغامرة. كما أشار المتحدث إلى باقي الأماكن الخطيرة، وتُمنع السباحة تماما فيها، على غرار السدود، النافورات، الأودية والأنهار، وكذا الشواطئ الصخرية غير المحروسة، مشددا على أنه في كل سنة تصل إلى مسامعنا، قصص مؤلمة لشباب وأطفال راحوا ضحايا غرق خلال سباحتهم في تلك الأماكن، رغم التحذيرات، إذ تتم السباحة في شاطئ بعيد عن مرئ أعوان الأمن والحماية المدنية. وفي الأخير، دعا فارس حفير، إلى ضرورة تعميم الحملة التحسيسية عبر كافة الولايات والمناطق التي تشهد أي وجهة من هذا النوع، لمحاولة تحسيس أكبر قدر ممكن من المواطنين، وتوضيح الخطر الكبير لتلك السلوكيات غير الواعية، مضيفا أن تعجيل تنظيم حملة وطنية هذه الأيام، كفيل بكبح الظاهرة التي قد تتزايد، مع ارتفاع درجة حرارة الجو هذه الأيام.