عرف قطاع النقل بولاية عنابة، مؤخرا، دفعة جديدة من المشاريع والبرامج الهيكلية، تزامنًا مع إعادة بعث عدد من المرافق المتوقفة، ووضع مخطط جديد، يراهن على تكامل أنماط النقل البري، البحري والجوي، من أجل دعم الحركية الاقتصادية وتحسين الخدمة العمومية. شكلت مؤسسة "ميناء عنابة"، محطة محورية في هذا المسار، من خلال عرض شامل لوضعية القطاع، تضمن تقييما دقيقا لحركة الحاويات والمسافرين، إلى جانب أثر تطبيق نظام العمل بنظام 24 على 24 ساعة، و7 أيام في الأسبوع، الذي ساهم في رفع مردودية الأنشطة المينائية، خاصة في فترات الذروة، كالصيف، واستيراد أضاحي العيد. وتم خلال العرض المقدم، التطرق إلى مشاريع النقل الكبرى التي تعرفها الولاية، على غرار مشروع إنجاز الميناء الفوسفاتي بطول 1600 متر، وخط السكة الحديدية الرابط بين بلاد الهدبة وعنابة، ومشروع ازدواجية الطريق الرابط بين عنابة وبوشقوف، وهي مشاريع تراهن على تحسين الربط البيني ورفع القدرة التنافسية للولاية. في نفس السياق، تم التأكيد على مواصلة تعزيز النقل الحضري وشبه الحضري، من خلال توسيع الشبكة وتحديث الأسطول، حيث تم اقتناء 24 حافلة جديدة، إضافة إلى 10 أخرى في طور التدعيم، مع التوجه نحو فتح خطوط تربط المجمعات السكنية الجديدة بشبكة السكة الحديدية، لتقليص العزلة وتحسين الربط اليومي. كما تم طرح جملة من المشاريع الموجهة للمديين القريب والمتوسط، على غرار مشروع "ترامواي" عنابة، إلى جانب إنجاز محطة متعددة الخدمات، وإعادة تهيئة محطات القطار، مع استحداث مواقف ذات طوابق، لامتصاص الضغط المتزايد على المرافق القديمة. من جهة أخرى، عرفت مؤسسة "ميناء عنابة"، تقديم عرض مفصل حول الأهداف الاستراتيجية المتعلقة بعصرنة المرافق، تحسين ظروف استقبال الجالية، ورقمنة الخدمات. وتشمل الأشغال الجارية، تدعيم الرصيف رقم "2"، جرف الأرصفة "14، 17 و19"، وتهيئة الطرقات ومساحات التخزين، إلى جانب تدعيم قدرات الميناء بالموارد البشرية والمادية اللازمة، لمواكبة التحولات اللوجيستية. وفي مجال النقل الجوي، تم تثمين القرار الأخير، القاضي بضم شركة طيران "طاسيلي" إلى الخطوط الجوية الجزائرية، تحت اسم "الجوية الجزائرية للنقل الداخلي"، وهي خطوة من شأنها تعزيز الرحلات الداخلية، وتغطية الخطوط غير المستغلة سابقا. كما عرفت المحطة البحرية بعنابة، فتح رحلات منتظمة، ساهمت في استقبال أفراد الجالية المقيمة بالمهجر، في ظروف تنظيمية حسنة، بفضل العمل بنظام المداومة المستمر، الذي أقرته السلطات العمومية في مجلس وزاري سابق، دعما لموسم العودة والعطلة. ويُنتظر، أن تُستكمل هذه الديناميكية، بتنفيذ مشاريع إعادة تأهيل المرافق المتضررة، وضبط أولويات الاستثمارات المجمدة أو المقترحة، مع التركيز على الجودة، سرعة الإنجاز، وتلبية متطلبات المواطنين، بما يجعل من عنابة قطبا متكاملًا في منظومة النقل الوطنية.