أطلقت المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، حملة تحسيسية ضد مخاطر المواد الكيماوية المتواجدة في البيت، من منظفات ومبيدات حشرات، تركز على التهديد المحدق بصحة الأطفال الرضع، نتيجة ابتلاعهم تلك السوائل الكيماوية والمنظفات بأنواعها داخل البيئة المنزلية، وجاء ذلك إثر تسجيل حالات تسمم خطيرة، ووفيات، مؤخرا، بمصلحة التسمم الطبي في المستشفى الجامعي بباب الوادي. في تقرير نشرته المصلحة، رُصدت عدة حالات جنينية ووفيات بين الرضع، بسبب تناولهم منظفات منزلية عن طريق الخطأ، لتواجد تلك السوائل في متناولهم بأماكن مكشوفة، وقد أدى هذا الوضع إلى إطلاق حملة طارئة بعنوان "بيوت آمنة للأطفال"، وارتأت المنظمة الوطنية لحماية المستهلك، رفع مستوى وعي الأولياء بالمخاطر اليومية، بسبب الحوادث المنزلية. حسب رئيس منظمة حماية المستهلك، مصطفى زبدي، فإن الحملة تهدف إلى توعية الأسر بضرورة تخزين المنظفات والمواد الكيماوية بأنواعها وكذا الأدوية، في أماكن بعيدة عن متناول الطفل أو حتى الرضيع الذي يحبو، والذي تتكون لديه في تلك المرحلة، روح فضولية على كل ما هو متواجد داخل البيت وبين الغرف، وتثبيت قواعد أمان من أقفال وصمامات محكومة الغلق. كما دعا المتحدث إلى أهمية إعادة النظر في أغلفة تلك المواد، التي تكون عادة بألوان زاهية وجذابة، تثير الأطفال وتجذبهم نحوها، ليكون رد فعلهم الأولي، سحبها نحو أفواههم، إذ تبدو لهم كأطعمة ومشروبات تثير رغبتهم في تذوقها. كما شدد على أهمية تدريب الأولياء على الإسعافات الأولية الأساسية والإجراءات العاجلة، عند الشك في حدوث تسمم، بسبب عدم تضييع الوقت، مثل عدم تقديم الحليب وعدم تحفيز التقيؤ والاتصال الفوري بالدعم الطبي أو اصطحاب الطفل إلى أقرب مصلحة استعجالية، لتدخل علاجي فوري، إلى جانب تفعيل الرقابة على المنتجات الاستهلاكية، وعلى وجه الخصوص، منتجات التنظيف لضمان توفر مواصفات الأمان في العبوات، التي لابد أن يكون لها صمام غلق خاص، لا يمكن فتحه إلا من قبل شخص بالغ، مثلما هو متوفر في بعض عبوات الأدوية. من جهته، قال رئيس فرع العاصمة في المنظمة، كمال يويو، إنه رغم أن البيت يبدو بيئة آمنة، إلا أن الأطفال معرضون بشكل خاص للمخاطر والحوادث المنزلية، منها التسممات، بسبب المواد الكيماوية التي قد تكون قاتلة، وتتفاقم هذه التهديدات، يضيف، عندما تغفل الأسر تفاصيل السلامة المنزلية الأساسية، التي لابد أن تكون عبارة عن جملة من القواعد لحماية الطفل من أي تهديد محتمل، من خلال تخيل جميع السيناريوهات التي يمكن أن تحدث داخل البيت، وتفعيل خطط سلامة من أجل تفاديها. وأكد يويو، أن غياب ثقافة السلامة، خاصة تهاون الرقابة، يساهمان في وقوع الحوادث المؤسفة، ودعا إلى أهمية تفعيل تلك الحملات عبر المدارس والروضات ومختلف الساحات العمومية، للتقرب أكثر من الأمهات وتوعيتهن بهذا المشكل المحتمل، مشددا على أن حالات التسمم في الجزائر في ارتفاع ملحوظ، خصوصا في ظل غياب التبليغ الرسمي لبعض الحالات "غير الخطيرة"، وكذا غياب السيطرة الدقيقة على الوضع من طرف الأولياء.