عادت نشرية "العزيمة" الفصلية التي تُعنى بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بالجزائر، إلى محبيها بعد غياب فرضته الظروف سبعة أشهر، كما أشار مسيّرها عبد القادر عزوز إلى "المساء" عند زيارته لها؛ إذ تطرقت "العزيمة" في عددها 190 باللغتين العربية والفرنسية، لمواضيع مختلفة على غرار إدماج المصابين بطيف التوحد اجتماعيا، مع عرض العراقيل التي تقف في مسارهم، إلى جانب الحديث عن مشروع مصحف الإشارة، الذي تحدّث عنه وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي. جاء في افتتاحية المجلة التي كتبها الصحفي عيسى إسماعيل، أن الانقطاع كان مؤلما على "العزيمة" وقرائها، بصفتها منبرا إعلاميا وحيدا على المستوى الوطني لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكونها ناطقة ومدافعة عنها، ورافعة مشاكلها وانشغالاتها، موضحا أن المعضلة المادية وراء الانقطاع، ومطمئنا في السياق بأن وزارة الاتصال أعطت الأمل من جديد من خلال منحها الاعتماد، في موقف مساعدة يُحسب لها. وأضاف أن "العزيمة" الآن مضطرة لمواجهة التحديات الجديدة، والحرص على تقديم الأفضل لشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة، لا سيما المتضررة من الناحية الاجتماعية، والعاجزة عن التكفل بنفسها، مع الإشارة الى أن الظرف المادي حتّم ضرورة تناول الملفات الاقتصادية. وتنوعت المواضيع التي تم التطرق لها في هذا العدد، بين كل ما قدمته الدولة الجزائرية لهذه الفئة، والتذكير ببطولات الرجال؛ على غرار ذكرى استشهاد البطل الرمز ديدوش مراد، وعرض إرادة ذوي الاحتياجات، والتحديات التي تعترض مسارهم، وقراءة في مشروع القانون الجديد المتعلق بتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وما عُرض منه، وما يجب ان يكون فيه بلسان رجل القانون. وفي الجانب الصحي تم التطرق للمتاعب الصحية والأمراض؛ على غرار "سبينا بفيديا" أو "السنسنة المشقوقة" التي تطرق لها البرفيسور ببولاطة لطفي مختص في جراحة الأعصاب بمستشفى شرشال. وهي حالة مَرضية تحدث عندما لا يتكوَّن العمود الفقري والحبل النخاعي بالشكل الصحيح. وهي نوع من عيوب الأنبوب العصبي، التي تصيب الجنين خلال مرحلة النمو، وتصل لاحقا إلى دماغ الطفل والحبل النخاعي والأنسجة التي تحيط بهما، موضحا أن الوقاية خير من العلاج؛ ما يستوجب على الحوامل مراعاة تناول حمض الفوليك. كما طافت "العزيمة" بين الجمعيات والمختصين، ونقلت انشغال أولياء مرضى طيف التوحد، من خلال جمعية "الإرادة" للأطفال المصابين بطيف التوحد بالولاية المنتدبة مسعد، بعنوان: "الإدماج في مراكز التكوين والأقسام المكيَّفة حلم الأولياء ومسيّري الجمعية".