تستعد مديرية الثقافة والفنون بولاية بومرداس، لإعادة بعث هياكل ثقافية من خلال تجسيد عمليات تهيئة وترميم لها، خاصة التي تعرّضت لتضرّر كبيير بفعل عوامل الطبيعة والزمن. ستمس العملية في البداية قاعات العروض عبر جلّ البلديات، ما سيساهم في تفعيل وتنشيط الحركة الثقافية بالبلديات وبالولاية بشكل عام. قامت مديرية الثقافة والفنون مؤخرا، بزيارات ميدانية إلى البلديات التي تحصي وجود بعض الهياكل الثقافية قصد المعاينة والتفقّد تحسّبا لإطلاق عمليات تهيئة وترميم، وحسب المديرة دليلة عواس فإنّ هذه العملية تدخل في إطار تثمين الجهود المبذولة بغية تعزيز النشاط الثقافي بولاية بومرداس، وأضافت في تصريح ل"المساء" أنه سيتم خلال عمليات الترميم مراعاة عصرنة البنايات دون المساس بطابعها العمراني، أي الحفاظ على ما كلّ ما هو مادي والعمل على عصرنته، من خلال إضافة لمسات تزيد من جمالية هذه الهياكل الثقافية. وأشارت مديرة الثقافة والفنون إلى أنّها وقفت شخصيا، في سياق جملة من الخرجات الميدانية التي قادتها مؤخرا لعدد من تلك الهياكل الثقافية عبر جل البلديات، على وضعية 4 قاعات عرض، ستسجل انطلاق عمليات ترميم كبداية في كل من بلديات الثنية، برج منايل، دلس وبغلية بالإضافة الى معاينة المركز الثقافي بزموري الذي كان مستغلا كمقر لمصالح البلدية لسنوات، بعدما تعرض مقر البلدية السابق للانهيار بفعل بسبب زلزال2003، موضّحة أنّ هذا المرفق سيعود لسابق عهده باستغلاله كمرفق ثقافي يضم مدرسة للفنون الجميلة بالتنسيق مع مصالح البلدية. وتابعت عواس قائلة، في هذا الصدد، إنّ نفس العملية ستشمل بقية الهياكل التي شملتها الزيارة بهذه البلديات بالتنسيق مع السلطات المحلية. كما لفتت لوجود قاعات في "حالة مقبولة" حيث لا يتطلب أمر تهيئتها سوى بعض التجهيزات لتعزيز قدرتها على استضافة الفعاليات الثقافية المتنوعة على غرار قاعة العروض ببلدية بغلية. من جهة أخرى، لفتت عواس إلى أنّه في سياق زياراتها للبلديات، كان لها لقاءات مع رؤساء المجالس الشعبية لنفس الجماعات المحلية، حول كيفية إعادة تفعيل هذه الهياكل والمراكز الثقافية وإيلاء أهمية لها بهدف توزيع مجموعة من الفعاليات الثقافية بالتنسيق والتعاون مع مصالح البلديات وقطاع الثقافة، ومنه كذلك فتح المجال أمام الشباب المبدع بإقليم كلّ بلدية من أجل استغلال الهياكل الثقافية كلّ حسب موهبته. وختمت مديرة الثقافة بالقول إنّ هذه الجهود تأتي في سياق استراتيجية الدولة في دعم الثقافة وتعزيز النشاطات الثقافية، ما يساهم في تنمية المجتمعات المحلية ورفع الوعي الثقافي بين المواطنين. جدير بالذكر، أنّ ولاية بومرداس تحصي عددا هاما من المرافق والهياكل الثقافية على رأسها المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بمدينة بومرداس، ومكتبة حضرية ببلدية قوروصو، ومكتبة شبه حضرية ببلدية الناصرية، إضافة ل3 مكتبات شبه ريفية بكلّ من بلديات لقاطة، برج منايل وبودواو، إضافة لدار الثقافة "رشيد ميموني" بمدينة بومرداس وقاعة للسنيما ببلدية يسّر، وعدد آخر من المراكز الثقافية والهياكل التي برمجت المديرية زيارات ميدانية للوقوف على واقعها عن كثب تحسبا لإطلاق عمليات إعادة الاعتبار لكلّ هيكل بحاجة، بهدف ترقية وتعزيز الفعل الثقافي بولاية بومرداس.