مازال سكان ولاية سكيكدة يحافظون على العديد من الأطباق التقليدية والأكلات الشعبية المتوارَثة التي تتزين بها موائدهم على مدار السنة، حسب المناسبات والأوقات وحتّى المواسم، إلى حدّ أنّه أصبح يشكّل، اليوم، حقيقة ومجازا، إرثا متوارَثا عبر الأجيال التي تبقى متمسّكة به. ومن بين تلك الأطباق التي ماتزال تفرض نفسها على موائد السكيكديين، طبق الفول الأخضر المفوّر الممزوج بزيت الزيتون والكمون أو زيت الزيتون والبسيسة المصنوعة من الشعير، الذي يُعدّ طبق الموسم هذه الأيام، إذ لا تخلو مائدة من موائد العائلات السكيكدية من هذا الطبق المميّز الذي تتفنّن المرأة في إعداده. والفول الأخضر المفوّر أو "بوسكسف" كما يسمى في العديد من المناطق الداخلية من الولاية، طبق تقليدي عريق بامتياز، له مكانة متميّزة عند جل العائلات السكيكدية، لاسيما القاطنة في المناطق الداخلية. كما يشكّل مع دخول الأيام الأولى من فصل الربيع، وتوفّره الأسواق بأسعار في متناول الجميع، حيث يقدّر سعر الكيلو منه ما بين 50 و70 د.ج. أحد الأطباق الأساسية، على اعتبار أنه إلى جانب الفول المفور الممزوج بزيت الزيتون، متواجد في كل الأطباق كالكسكس بالفول، والفول بالصلصة الحمراء، وطاجين الفول، إلى جانب طمينة بالفول المفور، وغيرها من الأطباق التي يكون فيها الفول الأخضر حاضرا بقوّة. ولعلّ أكثر الأنواع المحبّبة عند العائلات من حيث المذاق والنكهة، الفول بالطحينة أو بالبسيسة. ويليه الفول بالكمون وزيت الزيتون مع قليل من الملح والفلفل الذي يُعد من المكونات الأساسية في تحضيره. ويؤكل عند غالبية العائلات، بقشوره؛ ما يُكسبه طعما مميّزا لا يقاوَم. ولا يقتصر الفول المفوّر بزيت الزيتون والكمون على المنازل، بل حتى على مستوى المطاعم، خصوصا التقليدية منها، التي تتفنّن في عرض مختلف أطباق الفول الأخضر بزيت الزيتون والكمون. وخلال حديث "المساء" مع بعض المواطنين التقيناهم على مستوى السوق المتواجدة بطريق الزفزاف بسكيكدة قاموا باقتناء كميات من الفول الأخضر، قالوا إنّهم معتادون كل سنة، على اقتناء الفول الأخضر الذي يُعدّ من بين الأطباق التي تتزيّن موائدهم به، لا سيما الفول الأخضر المفوّر بزيت الزيتون، أو طمينة الفول، ناهيك عن تواجده في بعض الأطعمة. وما ساعدهم على اقتنائه بكميات، أسعاره المنخفضة.