ووري الثري، أمس، جثمان المخرج والمنتج الكبير محمد لخضر حمينة بمقبرة سيدي يحيى. وقد توفي حمينة الجمعة الماضي، بمنزله في الجزائر العاصمة عن عمر ناهز 95 سنة، بعد مسيرة فنية ثرية، نال من خلالها تقدير الجمهور ونقاد السينما، كما تحصل على عدة جوائز، تأتي في مقدمتها "السعفة الذهبية" لمهرجان "كان" السينمائي، عن فيلمه "وقائع سنين الجمر" عام 1975، علما أنه المخرج العربي الوحيد الذي ظفر بهذه الجائزة. وعلى ذكر مهرجان كان السينمائي، الذي اختتمت فعالياته أمس، تم خلال طبعته الحالية، تكريم المخرج حمينة، من خلال عرض عمله "وقائع سنين الجمر" بصيغة "K4"، ضمن برنامج "كان كلاسيك". كما أن حمينة هو أحد المخرجين الأفارقة والعرب القلائل، الذين نافسوا 4 مرات في مسابقة مهرجان "كان" السينمائي، وفاز بجائزتين رئيسيتين، هما جائزة أفضل فيلم أول عن "ريح الأوراس"، وجائزة "السعفة الذهبية" العريقة عن فيلم "وقائع سنوات الجمر" عام 1975. وكان يعتبر عميد الفائزين بجائزة "السعفة الذهبية" الذين لا يزالون على قيد الحياة. ليترك بصمة في تاريخ مهرجان "كان"، وفي الفن السابع بشكل عام. جاء في بيان نشرته عائلة المخرج الراحل؛ إن حمينة خلف وراءه إرثا سينمائيا لا يقدر بثمن، منوهين برؤيته الفريدة التي طبعت تاريخ السينما، علاوة على تمكنه من إقامة جسر ثقافي فعلي بين الجنوب والغرب، ليصبح بذلك صوت العالم الثالث وبلده، على مدى خمسة عقود. ولد محمد لخضر حمينة في 26 فبراير 1934، بمدينة المسيلة في الجزائر. تلقى دراسته في كلية زراعية، ثم درس في فرنسا وتحديدا في أنتيب؛ حيث التقى بزوجته، أم أولاده الأربعة. خلال الحرب التحريرية، خطف الجيش الفرنسي والده وعذَّبه قبل قتله. لينضم حمينة شخصيا عام 1958 إلى صفوف المقاومة الجزائرية في تونس. تعلم حمينة السينما بالممارسة، عن طريق تدريب في إحدى القنوات التونسية، قبل الشروع في أفلامه القصيرة الأولى. كما بدأ مسيرته مخرجا عام 1964 مع الفيلم الوثائقي "لكن في أحد أيام نوفمبر". أخرج خلال مسيرته الفنية الممتدة على 50 عاما (1964- 2014)، فيلما وثائقيا و7 أفلام أخرى، هي: "ريح الأوراس" (1966)، "حسان طيرو"" (1968)، "ديسمبر " (1973)، "وقائع سنين الجمر" (1975)، و"رياح رملية" (1982)، "الصورة الأخيرة" (1986)" و"شفق الظلال" (2014).