يثير الحصار الذي يفرضه الاحتلال المغربي على الجزء المحتل من الصحراء الغربية، اهتماما واسعا من قبل الصحافة الدولية، التي سلّطت الضوء على الانتهاكات المتواصلة التي يتعرض لها الصحفيون الصحراويون لمنعهم من توثيق الجرائم الحقوقية المتواصلة منذ غزو الإقليم عام 1975. في هذا الإطار، تناولت وكالة الأنباء الرسمية الكوبية "برنسا لاتينا"، في مقال لها منع المغرب للوفود الأجنبية من دخول الصحراء الغربية المحتلّة، والحصار الإعلامي الخانق الذي يفرضه على الإقليم لحجب ممارساته القمعية بحق المدنيين الصحراويين والحقوقيين الذين يناضلون من أجل الحق في تقرير المصير. كما سلّطت الوكالة الضوء على الدور الذي تقوم به الصحافة الصحراوية المقاومة في فضح جرائم الاحتلال المغربي، وعلى إصرار الصحفيين الصحراويين على كسر الحصار المفروض رغم الملاحقات والاعتقالات والتضييق المستمر. وتوقفت عند الفيلم الوثائقي الصحراوي "ثلاث كاميرات مسروقة"، معتبرة أن ما وثّقه يدعو إلى التفكير في قضية الشعب الصحراوي العادلة وقمع النظام المغربي للصحفيين. ونقلت "برنسا لاتينا" تصريحا لمخرج الفيلم الصحفي أحمد الطنجي، أكد فيه أن الفيلم "ينبع من الحاجة الملحة لكسر الحصار الإعلامي الذي يفرضه المغرب على الصحراء الغربية وإظهار انتهاكات حقوق الإنسان بها للعالم"، مبرزا بأن الصحفيين الذين يعملون في الجزء المحتل يخاطرون بحياتهم من أجل تصوير والتقاط صور للقمع، حيث لا يمكن لأي وسيلة إعلام دولية أن تعمل في الأراضي المحتلّة. كما أبرز أن هدف الصحفيين الصحراويين هو كسر الرقابة المطلقة بصور فريدة لمنطقة تحاول فيها سلطات الاحتلال المغربية فرض حصار إعلامي كامل، مشيرا إلى أن عرض هذا الفيلم مكّن من إظهار القضية الصحراوية في أماكن لم يسبق لها مثيل من قبل على غرار المهرجانات الدولية والجامعات. من جانبها نشرت صحيفة "لاسنقري" الأرجنتينية، مقابلة مع رئيس وكالة "ايكيب ميديا" أحمد الطنجي، تناولت فيها وبإسهاب الحصار الإعلامي المفروض من قبل المغرب على الأراضي المحتلّة والدور المحوري الذي تقوم به هذه الوكالة "في كسر هذا التعتيم وإيصال صوت الشعب الصحراوي إلى العالم". بدورها أعادت صحيفة "لا نويفا ريفوليسيون" الإسبانية نشر هذا الحوار وتوقفت عند ما يتعرض له الصحفيون الصحراويون في الجزء المحتل من بلادهم، في سبيل توثيق انتهاكات المغرب لحقوق الشعب الصحراوي الذي يكافح من أجل حقّه في الاستقلال وأرضه وموارده الطبيعية. وتعتقل سلطات الاحتلال 6 صحفيين صحراويين تتراوح أحكامهم بالسجن لمدة 20 سنة والمؤبد، وأدينوا بنفس التهم التي أدين بها المعتقلون السياسيون، حيث أشارت نفس الصحيفة إلى أن "بعض الصحفيين أجبروا على توقيع لوائح اتهام تحت التعذيب". وهو ما ندّدت به الأممالمتحدة وعدة منظمات حقوقية مثل "هيومن رايتس ووتش". وفي ألمانيا، أكدت صحيفة "يونغ فيلت" أن المغرب هو من يعرقل الحل في الصحراء الغربية، مستدلة بالتصريحات الأخيرة لمستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، جون بولتون، التي أكد فيها أن المغرب يعد العقبة الأكبر أمام التوصل إلى حل لنزاع الصحراء الغربية. وتحت عنوان "الصحراء الغربية.. المغرب هو من يعرقل الحل"، تناولت الصحيفة تطورات القضية الصحراوية وتماطل الاحتلال المغربي في تسويتها رغم وجود قرارات أممية لحل النّزاع الذي يمتد لحوالي 50 سنة، كما توقفت نفس الصحيفة عند ما تتعرض له ثروات الصحراء الغربية من نهب، وإلى الحرب الدائرة في الإقليم المحتل، حيث نقلت عن وكالة الأنباء الصحراوية، خبرا نشرته الجمعة الماضي، بخصوص استهداف جيش التحرير الشعبي الصحراوي لقواعد قوات الاحتلال المغربي بقطاع السمارة. واللافت أن القضية الصحراوية تحظى باهتمام كبير عند الصحافة الألمانية التي تخصص لها مقالات دورية، ناهيك عن برامج تلفزيونية تسلّط الضوء على آخر التطورات في هذا الإقليم المحتل. وقبل أيام نشرت صحيفة "نويس دويتشلاند" مقالا تحت عنوان "الصحراء الغربية.. تطبيع الاحتلال الاستعماري"، تناولت فيه التحوّلات الأخيرة في المواقف الدولية تجاه قضية الصحراء الغربية، مبرزة الخلفيات السياسية والاقتصادية وراء ذلك والانعكاسات على وضع الإقليم الذي لا يزال يصنّف دوليا كمنطقة غير متمتعة بالحكم الذاتي، وأكد المقال أن الدوافع الاقتصادية تقف وراء كثير من مواقف الدول الداعمة للمغرب في تجاهل للشرعية الدولية وحقوق الشعب الصحراوي. كما نقلت ذات الصحيفة تصريحات لممثلة جبهة البوليساريو في ألمانيا، نجاة حندي، أكدت فيها أن تنظيم استفتاء لتقرير المصير هو السبيل الوحيد لحل قضية السيادة في هذا الإقليم.