تم يوم الأحد بجنيف عرض فيلم وثائقي للصحفية الأمريكية ايمي غودمان, مقدمة برنامج الأخبار اليومي "ديمقراطية الآن!" الحائز على جوائز عالمية, تحت عنوان "أربعة أيام في الصحراء الغربية المحتلة", والذي يسلط الضوء على معاناة الشعب الصحراوي في الجزء المحتل من الصحراء الغربية. ويقدم هذا الفيلم الوثائقي, الذي ساهم في كسر الحصار الذي يفرضه المغرب على الجزء المحتل من الأراضي الصحراوية -عندما تمكنت منتجة الفيلم وفريقها من دخول الصحراء الغربية رغم الرقابة المشددة- نظرة نادرة عن ما يحدث داخل آخر مستعمرة في افريقيا. ويعرض هذا الوثائقي شهادات مجموعة من المناضلين الصحراويين من ضحايا الاختفاء القسري والتعذيب والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان, كما يسلط الضوء على سياسة إدارة الاحتلال للحيلولة دون تمكين الإعلاميين والحقوقيين والمنظمات الدولية من زيارة المناطق المحتلة من الصحراء الغربية. ويجسد الفيلم الوثائقي مأساة الشعب الصحراوي ومعاناته بالجزء المحتل وهو يخوض معركة سلمية, دفاعا عن أرضه وحقه الثابت وغير القابل في التصرف او التقادم في تقرير المصير والاستقلال. وبعد العرض, تم فتح نقاش مع الجمهور نشطته ايمي غودمان ومدافعات صحراويات عن حقوق الإنسان على غرار سلطانة خيا, الغالية الدجيمي والعصرية محمد. وفي السياق, أكدت عضو المكتب التنفيذي للهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي, الغالية الدجيمي, أن هذا الفيلم الوثائقي "يوثق معاناة الشعب الصحراوي بعيون أجنبية, حيث قامت بإعداده صحفية أمريكية خلال زيارتها لمدينة العيون المحتلة في الصحراء الغربية لمدة أربعة أيام قبل 9 سنوات". وأضافت : "لقد عاشت معنا هذه الصحفية لحظات عصيبة و ذاقت جزء من معاناة الشعب الصحراوي التي تمتد لأكثر من 50 سنة", واليوم -تضيف- "تسألنا الصحفية الامريكية كنساء قادمات من الأراضي المحتلة عن ما هو الجديد في الإقليم المحتل وعن تزايد الانتهاكات الحقوقية للمغرب الذي يتمرد على الشرعية الدولية, برفضه لكل قرارات الأممالمتحدة التي تمنح الشعب الصحراوي حق تقرير المصير". من جهتها, أكدت الحقوقية الصحراوية, سلطانة خيا, أن الفيلم الوثائقي "ينقل ويوثق ما يعيشه الشعب الصحراوي من معاناة منذ 1975 إلى يومنا هذا", مؤكدة أن الاحتلال المغربي للصحراء الغربية "آيل للزوال, لأننا مصممون على الحرية و الاستقلال". وإلى جانب عرض هذا الفيلم, نصبت خيمة صحراوية تضم معرضا من التراث الصحراوي العريق, مما أتاح للحضور فرصة التعرف على جوانب من الحياة الصحراوية اليومية. وشهدت الندوة حضور عدد من ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بسويسرا والمجتمع المدني والنشطاء الدوليين والخبراء المختصين في مجال حقوق الإنسان و رؤساء بعض المنظمات الدولية, اضافة الى سياسيين وأكاديميين ومثقفين.