أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، أن تأهيل عروض التكوين المعتمدة في جامعة التكوين المتواصل يخضع لنفس إجراءات التقييم والمصادقة المعتمدة في عروض التكوين الحضوري، مشيرا إلى أن شهادتي الليسانس والماستر في "الحقوق" الصادرة عن جامعة التكوين المتواصل، مطابقة لمواصفات الشهادات الجامعية التي تمنحها المؤسسات الجامعية الأخرى. كما تخول لحامليها الحق في المشاركة في المسابقات الوطنية على غرار مسابقة الالتحاق بمهنة المحاماة أو الالتحاق بسلك القضاة، أو الالتحاق بالوظائف العليا والاستفادة من الترقية المهنية. أوضح بداري، في رده على سؤال كتابي وجهه إليه عضو بالبرلمان، أن قطاعه أعاد هيكلة جامعة التكوين المتواصل لجعلها تواكب الإصلاحات التي شهدها نظام التعليم العالي بعد تبنّي نظام التكوين في الأطوار الثلاثة ليسانس ماستر دكتوراه، وذلك لتعزيز دورها وانفتاحها على محيطها الاقتصادي والاجتماعي، وضمان مرئية أكثر للشهادات التي تمنحها لا سيما عبر تأهيلها لضمان تكوينات جامعية جديدة أسوة بنظيراتها الكلاسيكية. وقصد تجسيد هذا التوجه أصدر القطاع حسب الوزير قرارا وزاريا يحدد مهام وشروط الالتحاق بجامعة التكوين المتواصل، بموجبه أصبح بإمكان الجامعة تسجيل حصريا الطلبة الحاملين لشهادة البكالوريا أو شهادة أجنبية معادلة لها للالتحاق بالطورين الأول والثاني وفق نظام (LMD) باعتماد نمط التعليم عن بعد. وتبعا لذلك تتولى جامعة التكوين المتواصل التكوين في مختلف التخصصات، لاسيما في ميادين العلوم الاقتصادية والحقوق والعلوم السياسية والعلوم الإنسانية والاجتماعية والآداب واللغات. كما أشار إلى أن المرسوم التنفيذي 22-200 المتضمن نظام الدراسات والتكوين للحصول على شهادات التعليم العالي، حدد نظام الدراسات في الطورين الأول والثاني، وجعل من نظام التكوين عن بعد نمطا من أنماط التكوين والتعليم العاليين تكملة لمنظومة التعليم العالي الحضوري، حيث نصّت المادة 29 منه أنه زيادة على التكوين الحضوري، يمكن تنظيم التكوين في الطورين الأول والثاني والتكوين في الهندسة والهندسة المعمارية عن طريق التكوين عن بعد وفق النّمط المختلط والتكوين الحركي والتكوين الموطن والتكوين التناوبي، كما يخضع تأهيل عروض التكوين في جامعة التكوين المتواصل لنفس إجراءات التقييم والمصادقة من طرف الهيئات المعنية على غرار تلك المعتمدة في عروض التكوين الحضوري. وأكد بداري، أن تأهيل جامعة التكوين المتواصل لضمان التكوين العالي في طوري الليسانس والماستر، معتمد من طرف المديرية العامة للوظيفة العمومية، ما مكنها من الإشراف على دورات التكوين الخاصة بالترقية إلى رتبة متصرف لحاملي شهادة الليسانس ومتصرف محلل لحاملي شهادة الماستر. وبذلك أصبح لخريجي جامعة التكوين المتواصل كامل الحق في الالتحاق بسوق العمل والمشاركة في مسابقات الالتحاق بالطور الثالث "دكتوراه" بالنسبة لحاملي شهادة الماستر عن بعد، مما يعزّز مكانة شهاداتهم ويوفر لهم فرصا أكبر لمواصلة مسارهم الأكاديمي والمهني. وقال في ذات الصدد، إن طلبة الحقوق المسجلين في جامعة التكوين المتواصل يخضعون لنفس نظام التقييم والتدرج المعتمدين في كليات الحقوق، حيث يحدد القرار الوزاري رقم 396 المؤرخ في 21 مارس 2023، شروط الالتحاق وكيفيات تنظيم وتقييم الدراسة في التكوين عن بعد لنيل شهادات الليسانس والماستر ومهندس دولة ومهندس معماري. وتعتمد الجامعة على نمط تكوين هجين يدمج بين التعليم عن بعد والتعليم الحضوري مناصفة، "أما بالنّسبة لمدى تطابق التكوين في تخصص الحقوق الذي تضمنه جامعة التكوين المتواصل مع نظيره في باقي الجامعات، فهو يعتمد على نفس المحتوى التكويني ويخضع لنفس الحجم الساعي والمعايير المطبّقة في كليات الحقوق التابعة للجامعات الأخرى، والذي صادقت عليه اللجنة البيداغوجية الوطنية الميدان حقوق وعلوم سياسية، وضبطت برنامج التكوين لمستوى الليسانس لهذا الميدان، والتي تجسدت من خلال القرارين الوزاريين 891 و892 ل20 جويلية 2023، اللذين يحددان برنامج التعليم لنيل شهادة الليسانس في شعبة "حقوق" تخصص "قانون عام"، وبرنامج التعليم لنيل شهادة الليسانس في شعبة "حقوق تخصص قانون خاص"، لدى الجامعات والمراكز الجامعية بما في ذلك جامعة التكوين المتواصل. * إيمان بلعمري بداري يشرف على اختتام السنة الجامعية من سطيف الجامعة قاطرة التنمية الوطنية ❊ التحضير لمهن الغد حتى تصبح الجزائر من الدول النّاشئة بحلول 2027 أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، أمس، بأن الجامعة الجزائرية تشهد اليوم "وثبة نوعية" جعلت منها فعليا قاطرة تقود مسار التنمية المحلية والوطنية في البلاد. أوضح بداري، خلال إشرافه على اختتام السنة الجامعية 20242025، بجامعة "فرحات عباس" في ولاية سطيف، بأن "الجامعة الجزائرية أصبحت اليوم، ذلك الصرح التعليمي العصري الذي يبنى على تعلّم التكنولوجيا الدقيقة والذكاء الاصطناعي والرقمنة، مما يسهل الخدمات البيداغوجية والخدماتية والعلمية، وكذا نموذجا لجامعة من الجيل الرابع وأيضا جامعة التمكين والتكوين مدى الحياة لتكون القاطرة التي تقود مسيرة التنمية والفضاء الذي يتم فيه إيجاد حلول لانشغالات المواطن". وذكر بأن العناية كانت موجهة خلال سنة كاملة نحو البيداغوجيا بإدخال مواد جديدة كالبرمجيات المفتوحة والذكاء الاصطناعي وتعلّم اللغة الإنجليزية، الهندسة العكسية وغيرها تحضيرا لمهن الغد التي "تعمل من أجلها الجزائر حتى تصبح بحلول 2027، من الدول النّاشئة بمؤشرات تكنولوجية واقتصادية وعلمية". وأضاف بأنه "خلال هذه السنة تم استكمال ما يسمى بالإطار الجزائري للتأهيل وهو الإطار الأول في الجزائر الذي بني على 4 مراجع أساسية هي التكوين والتقييم والمهن والمهارات، مما سيجعل من الديبلومات والشهادات الجزائرية مقروءة على المستويين الوطني والدولي". وتأتي هذه المكتسبات حسب الوزير "تجسيدا لبرنامج رئيس الجمهورية السيّد عبد المجيد تبون، الذي يجعل من الجامعة مركزا للتكوين الجيّد وتجويد التعليم بما يتماشى مع متطلبات المجتمع ويجعل البحث العلمي بحثا مفيدا يستجيب للاقتصاد الوطني من خلال تثمين نتائجه، والابتكار والتفتح على عالم الشغل والمحيط الاجتماعي والاقتصادي ركيزة من الركائز التي تصبح فيها الجامعة بالفعل قاطرة للتنمية المحلية والوطنية". وفيما يتعلق بالبحث العلمي ذكر الوزير، بأن دائرته الوزارية عملت هذه السنة على توجيهه نحو كل ما له علاقة بمتطلبات المجتمع في مجال الأمن الغذائي والأمن الطاقوي والأمن الصحي وغيرها من المحاور الاستراتيجية "التي تجعل البلد بلدا متقدما ومستنيرا وناشئا"، مشيرا إلى أن الجامعة الجزائرية أصبح لها صيت في مختلف الترتيبات العالمية. وحيا بالمناسبة الجامعات التي نالت المراتب الأولى في هذه الترتيبات والتصنيفات على غرار جامعات الواديوسطيف وسيدي بلعباس وكذا جامعة بجاية التي تحصلت على وسم في مجال المعرفة والفضيلة وجامعة ورقلة لحصولها على شهادة إيزو 9001. وأشرف بداري، بالمناسبة على تسليم شهادات تخرّج طلبة الدفعة الأولى طور ماستر شعبة الإعلام الآلي تخصص الحوسبة الكمومية بجامعة سطيف، وتكريم جامعة "قاصدي مرباح" (ورقلة) نظير حصولها على شهادة إيزو 9001 المتعلق بإدارة الجودة، وكذا مدير جامعة "عبد الرحمان ميرة" (بجاية) الأستاذ عبد الكريم بن يعيش، لحصوله على جائزة الفضيلة والمعرفة في طبعتها التاسعة بإيطاليا. كما طاف بأجنحة معرض الابتكار المقام ببهو ذات الجامعة الذي تضمن مشاريع لطلبة المدينة الجامعية في سطيف، وزار دار الذكاء الاصطناعي وحاضنة الجامعة ومخبر التصنيع والنمذجة وكذا مركزي تنمية التكنولوجيات المتطورة وتطوير المقاولاتية، والمكتبة الرقمية وقاعة تدريس من الجيل الرابع بكلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير. * م .ي