تطلق جمعية "الدلفين"، لبلدية دلس، خلال الأيام القادمة، دورات تكوينية في الغوص البحري لفائدة الشباب الهاوي، بهدف تلقي مهارات الغوص، وتقنيات الإسعاف والإنقاذ البحري، إضافة إلى نشاطات ترفيهية أخرى، فيما تطمح إلى إقامة متحف للكائنات البحرية، يكون بمثابة معلم سياحي آخر، يساهم في عوامل الجذب بمدينة دلس العريقة، علما أن هذا المسعى، سبق وأن رُفع للسلطات الولائية التي أبدت موافقتها، في انتظار تجسيد هذا المشروع الطموح. أكد مراد مقراني، رئيس جمعية "الدلفين"، الكائنة بمدرسة البحرية في بلدية دلس، أنه من بين مساعي الجمعية، تلقين الأجيال الناشئة مهارات الغوص البحري، من خلال تقديم دورات تكوينية، تلقن خلالها التقنيات الصحيحة لهذا النشاط البحري. وأضاف مقراني، في تصريح ل«المساء"، أن الجمعية، ستنطلق بداية شهر أوت، في تجسيد هدفها هذا، بالتنسيق مع عدة شركاء، من خلال تكوين أفواج متربصين في الغوص البحري، بداية بكيفية ارتداء بذلة الغوص والتنفس الاصطناعي الصحيح، إلى تعلم تقنيات الإسعاف والإنقاذ البحري، مرورا بنشاطات ترفيهية متنوعة في الأعماق. وقال محدثنا، إن الجمعية "أحصت إلى حد الساعة، عشرات الراغبين في التكوين المتخصص، فيما ستنطلق أولى الأفواج في تربص تطبيقي، خلال الأيام المقبلة، حيث سيضم كل فوج حوالي 6 متربصين، تتراوح أعمارهم من 14 سنة فما فوق". الغوص البحري.. متعة موسمية لاستكشاف الأعماق يستفيد الراغبون في تعلم الغوص البحري، من جولات في عمق البحر، يكتشفون من خلالها، كنوز الأعماق بشاطئ دلس، من كائنات ونباتات بحرية فريدة. وحسب مراد مقراني، فإن تجربة الغوص مع الهواة مثيرة للغاية، بفعل الانبهار الكبير الذي تولده هذه التجربة لديهم، بعد اللحظات الأولى للغوص. كما أن المعرفة المسبقة للمؤطرين بعالم الأعماق، تجعلهم يلقنون محبي الغوص، سواء من الهواة أو المتربصين، كيفية الاستمتاع لأقصى درجة بالأوقات تحت المياه، والتقرب من الحيوانات البحرية ولمس النباتات، مع تثقيفهم حول هذه الأنظمة البحرية التي تبقى إرثا بيئيا لا بد من الحفاظ عليه. وتعمل الجمعية، ضمن مساعيها التعليمية والتثقيفية هذه، على تمكين الراغبين في استكشاف أعماق البحر، من عيش تجربة فريدة من نوعها، من خلال توفير وسائل الغوص، التي لا يمكن للأفراد اقتناؤها، بالنظر إلى أسعارها المرتفعة، ناهيك عن وجود طواقم غواصين محترفين، يشرفون على عملية التأطير، بالتنسيق مع رابطة نشاطات الغوص البحري، بما يسمح بتمرير رسائل توعوية، للحفاظ على البيئة عموما. في هذا السياق، نظمت نفس الجمعية، رحلة استكشافية لصالح عدد من الأطفال، بمناسبة إحياء عيد الاستقلال الخامس جويلية، تمكنوا خلالها من الاطلاع على ما يكتنزه عمق البحر بمدينة دلس، إلى جانب تمكينهم من أخذ صور تذكارية تحت سطح البحر. وقال مقراني في معرض حديثه، إنه يستمتع شخصيا بتجربة الغوص، حيث يستكشف عالما بحريا رائعا، رغم كونه يمارس هذا النشاط منذ 30 سنة، وهو اليوم يحمل على عاتقه رفقة زملائه من أعضاء الجمعية، مهمة الحفاظ على هذا النشاط الفريد من نوعه، وتلقينه للأجيال الناشئة، خاصة وأن الجمعية تتمتع، يقول، بمرافقة من قبل مديريات الصيد البحري والشباب والرياضة، وكذا رابطة نشاطات الغوص البحري ومصالح بلدية دلس، بما يحفزها على المضي قدما في تحقيق أهدافها، بما في ذلك، مساعيها لإقامة متحف بحري. نحو إقامة متحف بحري بدلس في هذا الصدد، أوضح مقراني، أن من أهداف جميعة "الدلفين"، إقامة متحف بحري بمدينة دلس، يعكس الكنوز البحرية لهذه المدينة العريقة، ويكون معلما يضاف إلى قائمة المعالم السياحية بها، ويساهم في عوامل الجذب السياحي إليها. وأضاف محدث "المساء"، أن الجمعية سبق لها وأن رفعت هذا المقترح مؤخرا، إلى والي بومرداس، في زيارة سابقة لها للمدينة، حيث أبدت الموافقة على تجسيد هذا المشروع الطموح. كما اقترح رئيس بلدية دلس، من جهته، قطعة أرض قريبة من "قصبة دلس"، يمكن أن يقام بها هذا المشروع، في انتظار إطلاق الإجراءات اللازمة. وأكد المتحدث، أن تجسيد هذا المشروع، سيكون له انعكاس إيجابي كبير، ليس على نشاط الغوص فحسب، بل على المنطقة ككل، بالنظر للمقومات الكبيرة التي تزخر بها مدينة دلس، حيث تلقى قاعة العرض لنشاطات الجمعية بمدرسة البحرية الحالية، رواجا كبيرا لكل زوار المدينة الساحلية، بما في ذلك الوفود الرسمية التي تحل بالمدينة، في سياق زيارات مختلفة، وهو ما يؤهل المتحف البحري لأن يحتل فور إقامته، مكانة هامة وسط معالم المدينة السياحية من جهة، ويمكّن الجمعيات الناشطة في المجال البحري والبيئي من تكثيف عملها النبيل في الحفاظ على النظم البيئية والبحرية، من جهة ثانية. وتحتوي قاعة العرض، أسماكا وكائنات بحرية تعيش في قاع البحر، ونباتات بحرية نادرة وحفريات وأصداف بحرية، إلى جانب مكتبة علمية ثرية بالكتب المتخصصة. تجدر الإشارة، إلى أن جمعية "الدلفين" بدلس، تأسست منتصف تسعينيات القرن الماضي، وتضم في صفوفها مئات المنخرطين من مختلف الأعمار، وتهدف بالأساس إلى تكوين غواصين محترفين ومسعفين بحريين، ناهيك عن تنمية مجال حماية البيئة البحرية. كما أنها تعمل بالتنسيق مع عدة شركاء، على توفير برنامج تبادلات ما بين الولايات، في مجال التكوين في التخصصات المذكورة.