التحق تلاميذ مختلف المؤسسات التربوية بالعاصمة، أمس، بمقاعد الدراسة في أجواء ميزها التفاؤل بموسم دراسي حافل بالجد والاجتهاد والنجاح، بعد عطلة دامت حوالي أربعة أشهر، حيث ارتدى هؤلاء أجمل الملابس في اليوم الأول الذي بدا وكأنه يوم عيد، تعبيرا عن فرحتهم بالعودة للدراسة وتحقيق نتائج جيدة، في ظل الظروف التي وفرتها السلطات المعنية، لتلاميذ الأطوار الثلاثة، خاصة ما تعلق منها بتخفيف البرنامج الدراسي للسنة الثالثة ابتدائي، وتقليص الحجم الساعي للغة الفرنسية للسنة أولى متوسط، وزيادة الحجم الساعي للإنجليزية، مع فتح مؤسسات جديدة، وتوفير الإطعام والنقل المدرسيين، بالموازاة مع تنظيم معارض لبيع الأدوات المدرسية بأسعار تنافسية، وغيرها من الإمكانيات المتاحة للمتمدرسين. وقد عرفت مختلف المؤسسات التربوية بالعاصمة، وكذا الطرق المؤدية إليها، أمس، أجواء مميزة، كسرت هدوء أيام العطلة الصيفية، حيث استقبل التلاميذ أول يوم من العودة إلى مقاعد الدراسة، في أجواء عائلية شبيهة بالعيد، خاصة بالنسبة للأطفال الذين التحقوا بالمدرسة لأول مرة، حيث استقبلوا بالحلويات والنشيد الوطني يدوي ساحات المؤسسات التربوية، مثلما لاحظناه خلال الخرجة الميدانية التي قمنا بها، ما أضفى أجواء من البهجة والسرور وسط التلاميذ وأوليائهم، الذين ابدوا استعدادهم لمرافقة أبنائهم من أجل النجاح، فيما عبر بعض الأساتذة ل"المساء"، عن جاهزيتهم للانطلاق في العمل للموسم الدراسي الجديد، لتحقيق نتائج مشرفة. مؤسسات جديدة تفتح أبوابها في انتظار أخرى في مقابل ذلك، عبر بعض الأولياء، بعد اطلاعهم على قوائم أسماء التلاميذ، التي كانت معلقة بمدخل المؤسسات، عن تخوفهم من مشكل الإكتظاظ الذي لايزال يشكل هاجسا بالنسبة للأولياء والأستاذة، على حد سواء، خاصة على مستوى بعض المؤسسات، على غرار متوسطة محمد بوخالد بالرويبة، التي قارب عدد تلاميذ قسم سنة ثالثة متوسط 50 تلميذا، في ظل نقص قاعات التدريس، ما أدى إلى اعتماد الأقسام الدوارة بالنسبة للسنة الثانية متوسط، وهو مشكل يطرح في العديد من متوسطات الناحية الشرقية للعاصمة، التي تسجل عجزا في عدد المتوسطات، فيما استلمت مديرية التربية شرق هذا الموسم، متوسطتين، واحدة على مستوى الرويبة وأخرى على مستوى هراوة من مجموع ستة متوسطات استلمتها ولاية الجزائر، في انتظار استلام وإنجاز متوسطات أخرى، وهو نفس هاجس تلاميذ المرحلة الثانوية، التي شهدت فتح ثانويتين، واحدة بالمعالمة وأخرى بالرحمانية، على أن تستلم مؤسسات أخرى تدريجيا، كما عمت الفرحة أولياء تلاميذ حي 916 سكن ببلدية برج البحري، الذي شهد فتح المدرسة الابتدائية، التي كانت تمثل مطلب ملح بالنسبة اليهم، حيث كان الدخول جد مميزا، بارتداء التلميذات اللباس التقليدي بمناسبة افتتاح هذه المؤسسة التي تعد مكسبا هاما لسكان الحي، كما استقبلت مدرسة علي صادق 1 ببلدية برج الكيفان التلاميذ في ظروف متميزة، وفي حلة جديدة، بعد غلقها سابقا بسبب تدهور وضعيتها، حيث عبر أولياء التلاميذ عن ارتياحهم بعد هذا الإنجاز الهام. دخول تدريجي في أغلب المؤسسات وقد فضلت أغلب المؤسسات التربوية، في مرحلة المتوسط، اعتماد دخول تدريجي للتلاميذ، كخطوة لتنظيم الدخول، وتسهيل التحاق المتمدرسين بمؤسساتهم، حيث صنع هؤلاء الفرحة عند التقائهم، ترجمها العناق الحار بينهم، وعلقت بعض التلميذات في ردها على "المساء"، حول انطباعها بخصوص اليوم الأول من العودة للدراسة، أنها سعيدة بالتقائها بصديقاتها، بمتوسطة محمد بوخالد بالرويبة، التي التحق بها تلاميذ السنوات الأولى والثانية في الفترة الصباحية و الثالثة والرابعة متوسط في الفترة المسائية، وهو نفس النظام الذي اعتمدته متوسطة أولاد سيد الشيخ بالمرجة الجديدة بنفس البلدية، التي استقبلت أيضا تلاميذ مدرسة الشهيدة حسيبة بن بوعلي في حلة جديدة، بعد هدمها واعادة بنائها، فيما فضلت مدرسة مفدي زكرياء ببلدية جسر قسنطينة اعتماد هذا النظام أيضا، حيث التحق تلاميذ سنوات الأولى، الثانية والثالثة ابتدائي في الفترة الصباحية، بينما التحق تلاميذ الرابعة والخامسة ابتدائي ابتداء من الواحدة والربع، كما نظمت متوسطة محمد زواوي بنفس البلدية الدخول، باستقبال تلاميذ الأولى والثالثة متوسط أمس الأحد من الثامنة إلى العاشرة صباحا، فيما تستقبل سنوات الثانية والرابعة اليوم الإثنين، بينما كان دخول تلاميذ معظم الثانويات في يوم واحد بالنسبة لجميع تلاميذ العاصمة، التي شهدت أمس صورا جميلة لأولياء يصطحبون أبنائهم نحو المدارس، لاسيما في الطور الابتدائي الذي صنع تلاميذه أجواء مميزة. تنظيم محكم داخل وخارج المؤسسات من جهتهم، أبدى بعض مسؤولو المؤسسات التربوية، والقائمون عليها، صرامة تامة لضمان دخول ناجح، من خلال فرض الانضباط داخل المؤسسات، من خلال إجبار التلاميذ على ارتداء المئزر في اليوم الأول، في إشارة منهم لانطلاق الدراسة وعدم التهاون حتى تكلل هذه السنة بالتوفيق والنجاح، وهو ما استحسنه الأولياء، مؤكدين أنهم سيسهرون إلى جانب الطاقم الإداري، من أجل موسم دراسي ناجح لأبنائهم، خاصة المقبلين على امتحانات رسمية نهاية السنة، الذين شرع العديد منهم للتحضير من أجل التفوق، آملين ان يتم استلام مؤسسات أخرى، تضاف إلى ال27 مؤسسة تربوية جديدة، التي فتحت هذا الموسم، الى جانب فتح أقسام توسعة بعدد من المؤسسات، لاستيعاب العدد المتزايد من التلاميذ، الذي لايزال هاجس الإكتظاظ، يشغلهم و أوليائهم، خاصة في بعض المتوسطات والثانويات، حيث عبر عدد من الاولياء ل" المساء"، عن تخوفهم من انعكاس ذلك على الدراسة هذا الموسم، مقابل ارتياحهم للتنظيم المحكم الذي تميز به الدخول المدرسي بأغلب المؤسسات، حيث اتفق جل الذين تحدثنا اليهم، على أن التحضيرات والدخول كان في المستوى، وقالت إحدى المعلمات بابتدائية سنطوحي بالرويبة، أن أجواء الدخول كانت جيدة، حيث عاد التلاميذ وهم يحملون معهم آمالا بأن تكلل سنتهم الدراسية بالتفوق والنجاح، كما تم فتح المطاعم المدرسية في اليوم الأول في عدة مدارس مثلما وعدت به السلطات المحلية، ووقف عليه الولاة المنتدبون، تجسيدا لتعليمات والي الولاية محمد عبد النور رابحي.