شهد نادي الفنانين بالمسرح الجهوي "الجيلالي بن عبد الحليم" بمستغانم، أوّل أمس، ندوة صحفية خصّصت لتسليط الضوء على أبرز محطات التحضير الخاصة بتنظيم الدورة السادسة والخمسين من مهرجان مستغانم الوطني لمسرح الهواة، المرتقب من 1 إلى 6 نوفمبر 2025، وتم الكشف عن تفاصيل جديدة تتعلّق ببرمجة هذه التظاهرة الثقافية الكبرى التي تحافظ على مكانتها كأحد أعرق المواعيد المسرحية في الجزائر. جرّت الندوة بحضور مدير قطاع الثقافة لولاية مستغانم محمد مرواني، بإشراف محافظ المهرجان عبد الله مبرك، الذي قدّم الخطوط العريضة للدورة الجديدة، مستعرضًا المرحلة الانتقالية التي شهدها المهرجان من حيث التنظيم والتسيير، والتي أفرزت ديناميكية جديدة يطمح من خلالها المنظّمون إلى تطوير مضمون المهرجان وتوسيع إشعاعه الثقافي. خلال الندوة، أُعلن رسميا عن أعضاء المحافظة الجدد، وكذا عن عدد الفرق المسرحية المختارة للمشاركة في المنافسة الرسمية، حيث تم انتقاء ثمانية عروض من أصل خمسين جمعية وتعاونية مسرحية ترشّحت عبر منصة رقمية، في خطوة تعكس الانفتاح على أدوات العصر وتسهيل عملية الترشّح. وقد أشرفت لجنة تحكيم متخصّصة على عملية الانتقاء، وضمّت الفنان والمخرج المسرحي جمال ڨرمي، والمخرج عبد الله مداح، إلى جانب الأستاذ الجامعي يوسف زعفان. تشارك في المنافسة الرسمية لهذه الطبعة ثمانية عروض مسرحية تمثّل تنوّعا فنيا وجغرافيا يعكس حيوية المسرح الهاوي في الجزائر، ويتعلّق الأمر بمسرحية "العقل في زمان القلب" لجمعية حركة مسرح القليعة من ولاية تيبازة، ومسرحية "أهنا وينا" لجمعية "محفوظ طواهري" للفنون الدرامية من عين الدفلى، إضافة إلى مسرحية "الهف" لجمعية كلمة للفنون من المسيلة، ومسرحية "القبلة" لجمعية "محي الدين بشطارزي" للفنون الدرامية من عين الدفلى، كما تشارك مسرحية "الذيب" لجمعية "ماسينيسا" الثقافية للفنون الدرامية من ولاية أدرار، ومسرحية "البشيم" لجمعية "ولاء" للمسرح والفنون الثقافية من تبسة، ومسرحية "قابيل" لفرقة المسرح الجديد من وهران، إلى جانب مسرحية "لخيال" لجمعية "تيقري" من ولاية تيزي وزو. في نفس السياق، استعرضت خلال الندوة الصحفية الأهداف العامة للتظاهرة، التي تسعى إلى دعم وتشجيع المواهب الشابة في مجال المسرح، وترسيخ ثقافة الإبداع والتبادل الثقافي بين الهواة من مختلف ولايات الجزائر. كما تمّ الكشف عن أبرز الأنشطة المبرمجة، والتي تشمل إلى جانب العروض المسرحية، لقاءات فكرية وندوات بيداغوجية، بالإضافة إلى تخصيص مساحة لأوّل مرة لمسرح الطفل، إلى جانب عروض مسرح الشارع التي ستقام عبر عدد من الفضاءات المفتوحة في الولاية وبعض البلديات المجاورة مثل عين تادلس وماسرة. في كلمته خلال الندوة، أكّد محافظ المهرجان عبد الله مبرك على أهمية هذه التظاهرة الفنية، معتبرا إياها تقليدا ثقافيا متجذّرا يعزّز مكانة مستغانم كعاصمة للمسرح في الجزائر. كما ثمّن مجهودات كلّ الأطراف الداعمة والشركاء المؤسساتيين الساعين إلى إنجاح هذه الدورة، داعيًا الأسرة الإعلامية إلى مواكبة فعالياتها والمساهمة في الترويج لها كفضاء مفتوح للإبداع والحوار الثقافي.