أبرز وزير الصحة، محمد الصديق آيت مسعودان، أول أمس، بالجزائر العاصمة، جهود الدولة من أجل ترقية المنظومة الصحية الوطنية لا سيما في ولايات الجنوب والهضاب العليا. أوضح آيت مسعودان، خلال جلسة علنية بالمجلس الشعبي الوطني خصصت للأسئلة الشفوية، أن القطاع "منح الأولوية في برنامج الزيارات الميدانية لولايات الجنوب، على أن تشمل لاحقا ولايات الهضاب العليا، وذلك في إطار سياسة مدعمة لترقية المنظومة الصحية وتحسين الخدمة العمومية عبر مختلف مناطق الوطن". وأبرز الوزير أن هذه الزيارات الميدانية ترمي إلى معالجة النّقائص المسجلة على مستوى المصالح الصحية، مع تحديد الأولويات للتكفّل بها وفقا لمتطلبات وانشغالات المواطن، مشيرا إلى ضرورة تعزيز ودعم الهياكل والمؤسسات الصحية في الجنوب بالأخصائيين، علاوة على ترقية التكوين في المجال الطبي وتحسين الخدمات لفائدة سكان هذه المناطق. وفي هذا الصدد، كشف عن برمجة إنشاء مصلحة متخصصة في علاج الحروق في مشروع انجاز المركز الاستشفائي الجامعي الجديد بولاية بشار، مضيفا أنه إلى حين إنجاز هذه المصلحة "سيتم دعم المؤسسة العمومية الاستشفائية (ترابي بوجمعة) بالإمكانيات والموارد البشرية اللازمة من أجل إنشاء وحدة أو مصلحة استشفائية متخصصة في هذا المجال". ومن جهة أخرى أكد آيت مسعودان، في كلمة له قرأها نيابة عنه الأمين العام لوزارة الصحة، محمد طالحي، خلال ندوة نظمت بمناسبة إحياء اليوم الوطني والأسبوع العالمي لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات، تحت شعار "التحرك الآن من أجل حماية حاضرنا، وتأمين مستقبلنا"، أهمية وضع خارطة طريق وطنية لتعزيز الاستخدام الجيّد لمضادات الميكروبات. وشدد على ضرورة وضع البحث العلمي والابتكار في صلب الاستراتيجية الوطنية لما لهما من دور محوري في مواجهة التحدي العالمي الخاص بمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات، مجددا الالتزام بتنفيذ مخطط العمل الوطني لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات، مع ضرورة "تعزيز التنسيق والتعاون بين مختلف القطاعات ضمن مقاربة شاملة تقوم على مبدأ صحة واحدة". وبدوره أشاد ممثل منظمة الصحة العالمية في الجزائر، فانويل هابيمانا، بجهود الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات والتي "تعكس التزاما واضحا لحماية الصحة العامة وتعزيز الأمن الصحي الوطني"، معتبرا أن إنشاء الجزائر لنظام وطني لمراقبة مقاومة مضادات الميكروبات يعد "مؤشرا قويا" يترجم هذه الجهود في مواجهة هذا التحدّي العالمي.