شدّد المشاركون في الطبعة الثانية للتظاهرة العلمية الموسومة بعنوان: "الطب... بلسان عربي مبين"، التي احتضنتها مؤخرا كلية الطب بجامعة تلمسان، على قدرة اللغة العربية على استيعاب المستجدات الطبية الحديثة، وعلى أهمية تضافر الجهود بين الكليات العلمية والأدبية لترسيخ هذا المسار، بما يجعل من هذه المناسبة محطةً مضيئة في مسار الانفتاح العلمي والأكاديمي بجامعة تلمسان، ورسالة واضحة مفادها أن العربية ما تزال قادرة على أن تكون لغة علم ومعرفة. شهد الحدث العلمي والثقافي، الذي نظمته وحدة البحث حول واقع اللسانيات وتطور الدراسات اللغوية في البلدان العربية، بالتنسيق مع كليتي الطب والآداب واللغات، حضور مدير جامعة تلمسان الأستاذ مراد مغاشو، وعمداء الكليات، ومديرة وحدة البحث حول واقع اللسانيات وتطور الدراسات اللغوية في البلدان العربية السيدة نزهة خلفاوي، إلى جانب أساتذة وباحثين وطلبة، في أجواء أكاديمية راقية. وقد أكد المشاركون في مجمل مداخلاتهم الأهمية البالغة لتعريب العلوم الطبية، وضرورة إعادة الاعتبار للغة العربية باعتبارها أداة علمية قادرة على مواكبة المعرفة الدقيقة، لاسيما في المجال الصحي. وقدّم أساتذة ومختصون من جامعات ومؤسسات استشفائية مختلفة مداخلات نوعية، تنوّعت محاورها بين مقاربات لغوية لعوالم الجسد في مؤلفات ابن النفيس، ومعالجة أمراض العصر، على غرار القصور الكلوي المزمن والذئبة الحمامية الجهازية، بلغة عربية علمية رصينة، إضافة إلى مناقشة قضايا الشيخوخة السليمة، ودور الإعلام الجهوي في ترقية الوعي الصحي وتعزيز حضور اللغة العربية في الخطاب الطبي، إلى جانب إبراز جهود وحدات البحث في توطين المعرفة العلمية باللغة الأم. ولم يقتصر الحدث على الجانب النظري فحسب، بل رافقته فضاءات معرفية وتفاعلية شملت معارض للخط العربي والكتب الطبية المؤلّفة باللغة العربية، إلى جانب أجنحة للمنتجات العلمية وورشات حيّة نشّطتها النوادي الطلابية والأكاديميات المشاركة، ما أضفى على التظاهرة بعدًا تطبيقيًا نابضا بالحيوية. وتُوّجت أشغال هذه التظاهرة في ختامها بإبرام اتفاقية تعاون بين كلية الطب ومركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللغة العربية.