عاش الجزائريون ليلة أمس فرحة لم يألفوها، بعد الفوز الباهر الذي حققه منتخبنا الوطني في مقابلته التأهيلية ضد مصر لكأس العالم 2010 التي تحتضن أطوارها جنوب إفريقيا. لقد كانت الرحلة شاقة ومثيرة لهذا التأهل بالنظر إلى الظروف التي أحاطت بالأدوار التصفوية وبالتحديد في مجموعة الجزائر التي كانت أقواها وأكثرها إثارة وإمتاعا، وليس أدل على ذلك من أن الإعلام العربي والدولي أعطى للمباراة الأخيرة والفاصلة بين المنتخبين ما تستحقه مباراة عالمية بامتياز. ولم يكن الجمهور الجزائري عامة والرياضي منه خاصة أقل إثارة وجلبا للأنظار وجلبا للاهتمام هنا في الجزائر وفي المهجر حيث صنع الفرحة الرياضية أين ما حل أو ارتحل. فقد شد شبابنا وشاباتنا الرحال إلى مصر لمناصرة المنتخب الوطني رغم أن الرحلة كانت محفوفة بالمخاطر والمفاجآت غير السارة المتوقعة بالرغم من أن الحدث كروي وعرس رياضي عربي أريد له أن لا يكون كذلك، حيث انتهكت حرمة الروح الرياضية، وأهين الضيوف واعتدي عليهم معنويا وجسديا في ظروف أقل ما يقال عنها أنها كانت محسوبة النتائج قبل أن ينقلب السحر على الساحر. وإيمانا من أنصار الخضر بأن للفرحة ثمنها فإنهم عبدوا طريقها بكل ما أوتوا من جهد وإمكانيات ليكونوا في مستوى عناصر منتخبهم الذين كانوا محاربين حقيقيين ولذلك سموا بمحاربي الصحراء، ولم تنل من إصرارهم على صنع الفرحة أية عوائق أو متاعب أريد لهم أن يواجهوها، خاصة وأنهم أدركوا مبكرا أن فريقهم سيذهب بعيدا في مشواره الكروي وأن الأعراس الكروية الكبيرة التي غابت عن الساحة الرياضية لمدة قاربت ربع القرن باستثناء فرحة إحراز كأس أمم إفريقيا في 1990. والميزة التي اكتستها هذه الفرحة هي أنها جاءت فرحتان الأولى بالتأهل لكأس أمم إفريقيا والأخرى وهي الأكبر هي افتكاك تأشيرة المرور إلى كأس العالم زيادة على التحديات التي فرضت على منتخبنا وعلى جمهوره العريض من قبل خصمه المصري وجمهوره وإعلامه الثقيل قبل المتوسط والخفيف، وهو الإعلام إن لم يكن كله الذي عمل لحاجة في نفس يعقوب على إفساد هذه الفرحة بسيناريوهات مفضوحة تدخل عند عامة الناس عندنا قبل خاصتهم تحت خانة "ضربني وبكى وسبقني واشتكى". فهنيئا لبلدنا هذا النصر المستحق، ومزيدا من الانتصارات إفريقيا ودوليا لتدوم أفراح شبابنا وتتألق رياضتنا وعلى رأسها كرة القدم.