نظم منتدى المجاهد أمس ندوة تأبينية على روح شهيد الوطن الصحفي فرحات شركيت في الذكرى ال17 لوفاته على أيدي الإرهابيين وهو في طريقه إلى مقر عمله بجريدة المجاهد، حيث استذكر أهل الفقيد وزملاؤه في العمل خصاله الحميدة وقلمه الذي وضعه تحت خدمة الوطن في أحلك الظروف، وبالمناسبة جمعت زوجة المرحوم مقالاته التي نشرت بجريدة المجاهد في كتيب وزع على الحضور. واستغل زملاء وأهل الفقيد فرصة الندوة التأبينية لاستعراض خصال الصحفي الشهيد الذي قدم دماءه فداء للوطن ولصالح التغيير، مؤكدين انه كان يفضل استعمال نفس الطريق خلال التحاقه كل صباح بمقر عمله رغم تحذيرات الجميع ، كما كان يفضل الخروج ليلا في حيه لسقي حديقة أعدها بنفسه ضاربا عرض الحائط نصائح زملائه وحتى المقربين إليه من أهله، وحسب تصريح أخ الفقيد محمد شركيت فقد استعمل في يوم الحادثة نفس طريق أخيه وهي سلالم شارع على موازي قبل أن يعترض طريقه احد أعوان الأمن الذي كشف له عن وقوع عملية اغتيال، ولم يدرك المتحدث أن الأمر يتعلق بأخيه إلا على الساعة 11 صباحا، علما أن الاغتيال وقع على الساعة الثامنة والنصف صباحا. وحسب شهادة الأخ فإن شهيد المهنة كان محبا لعمله ويتحلى بقوة سمحت له ببلوغ أهدافه والمشاركة في إصلاح الأوضاع بقلمه، كما انه كان يدرك مصيره وحبه للوطن جعله لا يأبه لكل التهديدات التي كانت تتعقبه سواء في حيه أو في طريق عمله، من جهته تحدث زميله عبد الرحمان مخلوفي عن تاريخ اغتيال المرحوم المصادف ل7 جوان ,1994 حيث تلقى خبر اغتياله على لسان زوجته التي هبت إلى مقر عمله مباشرة بعد نقل الخبر إليها، في حين تلقى ابنه الأصغر فوزي الخبر وهو يشاهد إحدى القنوات الفضائية التي أذاعت الخبر ضمن عناوين الأخبار الصباحية. ومن بين الشهادات التي تلاها زملاء الفقيد في مهنة المتاعب انه كان من ضمن الصحفيين الذين كانوا يدافعون عن مجتمع عادل، مثالي، فضل وضع قلمه لخدمة وطنه بكل إخلاص وتفان وهو كله قناعة بأن ما كان يكتبه سيساهم في تجاوز الأزمة التي كان الوطن يعاني منها في تلك الفترة خاصة وانه تمتع بتصور منطقي وموضوعي في تحليل كل المواضيع. وعلى هامش الندوة أكد ابن الفقيد أن والده ليس فقيد العائلة فقط بل فقيد الوطن وهو في نفس رتبة شهداء الوطن من الصحفيين والمثقفين الذين اغتيلوا على أيادي الغدر خلال العشرية السوداء. ويذكر أن الفقيد فرحات شركيت اشتغل سنة 1969 في منصب مكتبي بوزارة الموارد المائية وهو طالب في شعبة العلوم السياسية والعلاقات الدولية، حيث تخرج من الجامعة سنة ,1978 وهو من بين مؤسسي مؤسسة صناعة الفوتوغرافيا، ليدخل عالم الصحافة سنة 1980 بجريدة أسبوعية قبل أن ينتقل إلى مجلة ''الثورة الإفريقية'' ثم وكالة الأنباء الجزائرية، ليستقر به المقام بجريدة المجاهد كرئيس لقسم التحرير ودائرة الاقتصاد، توفي على أيدي الإرهاب يوم 7 جوان 1994 وهو في طريقه لمنصب عمله بعد إطلاق عيارات نارية قاتلة توفي على أثرها في عين المكان، رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته.