من المتعارف عليه أن جمهور المشاهدين ينتظر من الممثل أن يدخل السرور إليه فستكون كارثة كبرى إذا تأخر عليه بهذا السرور لذا عليه عدم التردد مهما يقال. من هذا المنطلق حاولنا أن نستدرج الممثلة حجلة أوجيت في موضوع ذي أهمية كبيرة وليس الغاية من وراء ذلك توريطها، بل تثمينا لجهودها في العمل المسرحي ككل وهي بنت القطاع، ارتأينا في هذا الحديث الذي خصتنا به مؤخرا بفندق شيليا بصفتها ضيفة مهرجان تيم?اد الدولي في طبعته ال,33 وبحثا من جهة أخرى عن لحظة الإبداع والإمساك بها، وهي التي تنقلت خصيصا لامتناع جمهور ثاموقادي كما صرحت به ل »المساء«. ''حجلة الفهامة'' كما تعرف به تخطو خطوات متناسقة في فكرها وميولاتها لفن التمثيل الذي اختارته -كما تقول- عن قناعة تامة، حيث كانت مولعة بالدراما منذ نعومة أظافرها ميولا في الكلاسيك والدراما جعل منها شغوفة بالتهريج، وهو الطريق الذي اختارته في مشوارها. هكذا ولدت »حجلة« وخلقت فيها تأثيرات الإلهام روح المبادرة، فهي بالتالي أدخلت أفكارها في ورطة بتعبير أهل التمثيل الذين يرون في عدم استعمال العقل الباطن إلاّ عن طريق العقل الواعي. واعتمادا على نماذج أعمالها التي قدمتها في مسارها الفني قد تسهم في خلاصها من هذه الورطة، اعتمادا على عناصر معينة خاضعة للوعي والإرادة، وهذه الأجزاء التي يمكن الوصول إليها قادرة بدورها على التأثير في العمليات النفسية غير الإرادية ولا إراديا -تقول محدثتنا- وجدت مجبرة لأداد أدوارها بإتقان وتفضل العمل التلفزيوني لما له من خصوصيات تقنية تساعد الممثل في إتقان دوره دون عقدة على خلاف المهرجانات الفنية والثقافية التي -حسبها- تعد جد مكلفة ومتعبة بسبب الضغط المباشر. وأضافت أن الممثل مطالب بتحرير نفسه من تأثير صالة المتفرجين، فعليه الإهتمام بشيء على خشبة المسرح، وحسبها فإن الملاحظة الشديدة لشيء ما تثير حفيظة المتلقى أن يصنع به شيئا فإذا صنع به شيئا أدى ذلك إلى تركيز انتباهه ويؤلف رد الفعل الداخلي المتبادل هذه رابطة أقوى من الشيء الذي ينظر إليه. فالارتجال بالنسبة إليها وشأنه عند باقي الممثلين هدية الدور كما تشير إليه نظرية ستالين سلافسكي مؤسس الدراما، من هذا المنطلق تسعى حجلة لخلق مساحات فوق خشبة المنصة. كما عبّرت المتحدثة عن تجربتها بحصة »الفهامة« بغير الكاملة وأعابت طرق تسييرها لنقص التنظيم، وأصرت على إبداء رأيها بصوت عال مستندة على ما لاحظته من نقائص بهذه الحصة. تعد الممثلة أوجيت خريجة معهد الفنون الدرامية من الممثلات الشابات اللائي اكتسحن عالم التمثيل دون مقدمات وكانت قد أثبتت قدرات عالية حسب زملائها في المهنة وبرزت في العديد من المسلسلات والأفلام وانضمت لحصة الفهامة سنة ,2006 كما تلقت عدة دعوات للمشاركة في مختلف التظاهرات الفنية الثقافية. ويمثل بالنسبة إليها مهرجان تيم?اد الدولي عنصرا أساسيا يتفاعل فيه الفن والتمثيل في لحظة تأمل وعندما يكون التمثيل فنا في حد ذاته سيواجه محتوى الرسالة، عبّرت عنها »حجلة« أن كل شيء يحدث على خشبة المسرح لابد وأن يحدث لغرض ما والغرض في حد ذاته تمرير رسالة مثل هذا المهرجان الذي يعد بأهمية بمكان حسبها لنقل التراث والحضارة والتشهير للفن الذي ينبغي كما أضافت تقول أن يعكس أهدافا خلاقة وفنية وهو خلق حياة لروح إنسانية والتعبير عنه بصورة فنية.