محادثات بين الرئيسين بوتفليقة وولد عبد العزيز

توقيع أربعة اتفاقات تعاون وبرنامج تنفيذي

وقعت الجزائر وموريتانيا أمس بالجزائر على برنامج تنفيذي وأربعة اتفاقات تعاون شملت عدة مجالات تعاون في إطار زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس الموريتاني السيد محمد ولد عبد العزيز إلى الجزائر. وذلك بحضور رئيسي البلدين السيدين عبد العزيز بوتفليقة ومحمد ولد عبد العزيز. ووقع على هذه الاتفاقيات عن الجانب الجزائري وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي وعن الجانب الموريتاني وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد حمادي ولد بابا ولد حمادي.
ويخص الاتفاق الأول توأمة في مجال الصحة والتأمين المهنيين بين المعهد الوطني للوقاية من الاخطار المهنية للجزائر والمكتب الوطني لطب العمل لموريتانيا اذ يهدف الى تأطير التعاون الثنائي الجزائري-الموريتاني في مجال الصحة والتأمين المهنيين.
وسيسمح الاتفاق الذي يتضمن 5 مواد بتعزيز الروابط بين المعهدين من خلال تبادل الخبرات وتحسين قدرات تأطير الدراسات والتحقيقات والتكوين والهندسة البيداغوجية وكذا تبادل الوثائق والمعلومات اضافة الى تبادل تقنيات التحاليل المختصة.
وتوصي الوثيقة أيضا بإنشاء لجنة مختلطة تتكفل بإعداد برنامج عمل سنوي وضمان ''تطبيقه ومتابعته وتقييمه''.
أما اتفاقية التعاون بين الهيئة الوطنية للمراقبة التقنية للأشغال العمومية والمخبر الوطني للأشغال العمومية لموريتانيا فتهدف الى تأطير التعاون التقني بين البلدين في مجال مراقبة نوعية الانجاز والمطابقة مع المقاييس في مجال الأشغال العمومية.
ويرتكز هذا التعاون حول التبادلات الثنائية والاعمال المشتركة في مجال الاعلام التقني والبحث التطبيقي وتكوين التقنيين والكفاءات والمساعدة في اطار التحول التكنولوجي.
ويجسد الاتفاق ارادة الجزائر في مساعدة موريتانيا على التكفل بمشاريعها الخاصة بالأشغال العمومية لاسيما مشروع طريق تندوف-شوم (شمال موريتانيا) الذي يمتد على طول 1200 كلم منها 80 كلم تقع بالأراضي الجزائرية تم استكمالها.
وفيما يتعلق بالاتفاق الثالث الذي يخص اتفاقية تعاون بين الديوان الوطني للتجهيزات والملحقات الخاصة بالمعاقين والمركز الوطني لتركيب الأعضاء واعادة التأهيل الوظيفي لموريتانيا فتهدف الى تأطير التعاون في مجال صناعة وصيانة التجهيزات واللوازم الموجهة للأشخاص المعاقين.
ويرمي الاتفاق أيضا الى تبادل المعلومات والخبرات في مجال صناعة الأعضاء الاصطناعية والتجهيزات والملحقات الخاصة بالمعاقين وكذا الى تبادل الزيارات بين الخبراء وتنظيم تربصات تطبيقية من جهة أخرى ينص الاتفاق على إنشاء لجنة مختلطة لإعداد برنامج سنوي مشترك للتعاون سيعقد اجتماعات سنوية بالتناوب بين البلدين.
كما يتمحور الاتفاق الرابع حول عدم الإزدواج الضريبي بهدف تشجيع المتعاملين الاقتصاديين لكلا البلدين على الاستثمار في البلد الآخر بحمايتهم من الازدواج الضريبي.
وتنص الوثيقة ايضا على مكافحة التهرب والغش الجبائيين المتعلقين بالضريبة على الدخل والثروة.
من جهة اخرى يحصي البرنامج التنفيذي للتعاون في مجال التكوين المهني سلسلة من النشاطات الرامية إلى إعطاء معنى ملموس للتعاون.
ويتعلق الأمر بتبادل الزيارات بين الإطارات والأساتذة لكلا البلدين في إطار التكوين والزيارات الميدانية ومنح الجزائر حصة سنوية لموريتانيا ب20 منحة للتكوين المهني بمعاهد التكوين الجزائرية.
ويتعلق الأمر بتوامة أربعة معاهد للتكوين المهني من اجل تشجيع التبادل بين هذه المؤسسات وإرسال مكونين من الجزائر الى موريتانيا من اجل تكوين المعلمين الموريتانيين وتأطيرهم.
وقبل التوقيع على هذه الاتفاقيات عقد أعضاء الوفدين الجزائري والموريتاني جلسة عمل ترأسها مناصفة السيد مدلسي ونظيره الموريتاني على هامش المحادثات التي أجراها الرئيس بوتفليقة مع نظيره الموريتاني.
وشارك في جلسة العمل عن الجانب الجزائري كل من وزير الداخلية والجماعات المحلية السيد دحو ولد قابلية ووزير النقل السيد عمار تو ووزير الأشغال العمومية السيد عمار غول ووزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد رشيد حراوبية ووزير الفلاحة والتنمية الريفية السيد رشيد بن عيسى ووزير الصيد البحري والموارد الصيدية السيد عبد الله خنافو والوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية السيد عبد القادر مساهل.
أما عن الجانب الموريتاني فقد شارك فيها كل من وزير الدولة المكلف بالتهذيب الوطني والتعليم العالي والبحث العلمي السيد أحمد ولد بهية ووزير التنمية الريفية السيد إبراهيم ولد مبارك ولد محمد المختار ووزير الصيد والاقتصاد البحري السيد أغظفنا ولد أييه ووزير التجهيز والنقل السيد يحيى ولد حد أمين.
وكان رئيس الجمهورية قد تحادث امس مع نظيره الموريتاني السيد محمد ولد عبد العزيز الذي خص باستقبال رسمي بمقر رئاسة الجمهورية، حيث استمع رئيسا الدولتين لنشيدي البلدين الوطنيين كما استعرضا فصيلة من الجيش الوطني الشعبي.
وعقب هذه المحادثات وصف رئيس جمهورية موريتانيا الاسلامية العلاقات الثنائية ب''الجيدة'' و''الممتازة''، مؤكدا رغبة البلدين في تحسين وتطوير تعاونهما الثنائي لاسيما في المجال الاقتصادي.
وشدد السيد ولد عبد العزيز في تصريح للصحافة على ضرورة تعزيز التقارب بين الشعبين، مؤكدا أن الطريق البري بين الجزائر وموريتانيا الذي هو في طور الإنجاز ''من شأنه أن يقرب اكثر بين الشعبين''.
واستطرد قائلا في هذا السياق ''ذلك هو الهدف الأساسي لأن العلاقات بين البلدين تاريخية ومن واجبنا كقادة ان نقرب مهما أمكن الشعوب فيما بينها''، معربا عن يقينه في تطور العلاقات الثنائية أكثر في المستقبل و''ذلك لمصلحة البلدين والشعبين''.
من جهة أخرى صرح السيد ولد عبد العزيز أنه تطرق مع الرئيس بوتفليقة خلال اللقاء علاوة على العلاقات الثنائية إلى العديد من القضايا التي تهم البلدين وفي مقدمتها تلك التي تخص المحيط المغاربي مبرزا ''تطابق'' وجهات نظر البلدين بخصوص مختلف القضايا.
من جهة اخرى أقام رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بقصر الشعب بالجزائر العاصمة مأدبة غداء على شرف نظيره الموريتاني حضرها أعضاء الحكومة وإطارات سامية في الدولة إلى جانب أعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر.
كما ترحم رئيس جمهورية موريتانيا بمقام الشهيد بالجزائر العاصمة على أرواح شهداء الثورة التحريرية.
وكان ضيف الجزائر مرفوقا بوزير الداخلية والجماعات المحلية السيد دحو ولد قابلية.
وعقب استعراضه لتشكيلة من الحرس الجمهوري أدت له التحية الشرفية قرأ الرئيس ولد عبد العزيز فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء ووضع إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري المخلد لهم.
وكان الرئيس الموريتاني قد وصل الى الجزائر اول أمس السبت في زيارة تدوم أربعة أيام بدعوة من الرئيس بوتفليقة.