تحركات فرنسية لإفشال التصويت على تقرير بان كي مون

باريس تواصل تبني المنطق التوسعي المغربي في الصحراء الغربية

نددت جبهة البوليزاريو أمس بنيويورك بالتصرفات التي تقوم بها الممثلية الفرنسية بمنظمة الأمم المتحدة بهدف التأثير على نص القرار القادم حول الصحراء الغربية الذي ينتظر أن يصادق عليه مجلس الأمن قبل نهاية الشهر الجاري.
وأكد احمد بوخاري ممثل جبهة البوليزاريو في الأمم المتحدة أن فرنسا تعمل -عبر تمثيليتها في مجلس الأمن- ''على وضع كل العراقيل لتجنب إعداد قرار حول الصحراء الغربية يكون في مستوى مسؤوليات مجلس الأمن والرسالة القوية والواضحة التي قدمها الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة فيما تبقى من تقريره الأصلي''.
وكشف الدبلوماسي الصحراوي أن نص التقرير الذي أعده بان كي مون حول الصحراء الغربية وتم نشره على موقع الأمم المتحدة منذ نهار الجمعة تعرض لعدة تعديلات متتالية شوهت مضمونه الحقيقي.وقال احمد بوخاري انه رغم أن النص أكد أن بعثة ''مينورسو'' هي بعثة أممية مهمتها تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية إلا انه في صيغته الأصلية باللغة الانجليزية حرف عن معناه خاصة في أجزائه المتعلقة بتنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي.
واعتبر ممثل جبهة البوليزاريو لدى منظمة الأمم المتحدة انه ''على الرغم من الضغط الذي يمارسه كل من المغرب وفرنسا من اجل تغيير أو التقليل من أهمية بعض الأجزاء من التقرير فان هذا الأخير سيبقى كنداء لمجلس الأمن وللمجموعة الدولية حتى يتحملوا مسؤولياتهم الملتزمة منذ سنة 1965 من اجل تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة افريقية .
وأضاف المسؤول الصحراوي أن ''تقرير بان كي مون ورغم بعض النقائص التي شابته إلا انه يمكن اعتباره تنديدا بسلوك المغرب غير المقبول تجاه بعثة ''مينورسو'' إلى درجة وجدت نفسها تدريجيا في ''موقف لا يطاق من حيث مصداقيتها وحيادها وبالتالي قدرتها على ممارسة المهام الموكلة لها من قبل المجتمع الدولي منذ سنة 1991 حول تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية''.
وأضاف بوخاري في تصريحه ان ''الصحراويين وآلاف الفرنسيين والفرنسيات الذين يساندون القضية الصحراوية يتساءلون جميعا حول دوافع موقف فرنسا في هذه القضية وهو موقف يخالف كبرياءها الوطني ومجدها باختيار التيار المضاد لمبادئها المكرسة لحقوق الإنسان والحق في تقرير مصير شعب صغير مسالم وجدير لازال يخضع لاحتلال عسكري أدانته مختلف اللوائح الأممية''.
وقال أنه ''من خلال هذا التصرف ودون علم الشعب الفرنسي وخلافا لالتزاماتها بموجب ميثاق الأمم المتحدة فان فرنسا جددت لنا رسالتها الخطيرة والتي يصعب على الأجيال الصحراوية نسيانها والمتمثلة في تحويل قمع الشعب الصحراوي الى قضية وطنية''.
وأدلى احمد بوخاري بتصريحه عشية اجتماع مجلس الأمن اليوم الذي أكد بوضوح أن بعثة ''مينورسو'' تواجه صعوبات كبيرة في طريق قيامها بمهامها وجعلتها غير قادرة '' على ممارسة وظائفها المتمثلة في الرقابة والمراقبة والاتصال وهي الوظائف المرتبطة بالحفاظ على السلم ولا على وقف تراجع قدراتها حول ممارسة عهدتها بوسائلها الخاصة''. كما أشار نفس المسؤول الى أن ''المغرب يهدد منذ عدة سنوات مبدأ حياد منظمة الأمم المتحدة''.
يذكر ان مشروع لائحة مجلس الأمن حول الصحراء الغربية سيتم إعداده كما جرت العادة ''من قبل مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية'' قبل طرحه على البلدان الأخرى الأعضاء في مجلس الأمن للمصادقة عليه قبل 30 أفريل الجاري.