طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن الدولي بدفع طرفي النزاع في الصحراء الغربية جبهة البوليزاريو والمغرب للدخول في مرحلة جديدة من مفاوضات تكون أكثر تكثيفا وبدون أية شروط مسبقة· وقال الأمين العام الأممي في تقريره الدوري الذي سيرفعه يوم غد الى مجلس الامن الدولي حول الوضع في الصحراء الغربية "أدعو مجلس الأمن لأن يطلب مجددا من طرفي النزاع المغرب وجبهة البوليزاريو مباشرة مرحلة جديدة من مفاوضات أكثر تكثيفا وتصب على وجه الخصوص في بحث المسائل الموضوعية"· وألح بان كي مون في تقريره الذي يغطي فترة مدتها ستة أشهر على ضرورة أن يلزم مجلس الأمن الدولي طرفي النزاع في الصحراء الغربية بالتفاوض دون أي شروط مسبقة· وكان البيان الختامي للجولة الرابعة من المفاوضات المباشرة بين جبهة البوليزاريو والمغرب التي جرت من 16 إلى 18 مارس الماضي بمنتجع منهاست الأمريكي قد أكدت على هذا الشرط بعدما أبدى الوفد المغربي المفاوض تعنتا في مواقفه المصرة على اتخاذ خطة الحكم الذاتي كقاعدة وحيدة للتفاوض· وكانت جبهة البوليزاريو تأسفت عقب هذه الجولة لكون المغرب استمر على غرار ما قام به في الجولات السابقة في السعي إلى فرض "شروط مسبقة" وفي التمسك بالحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع· وهو ما دفع الأمين العام الأممي الى دعوة جبهة البوليزاريو الرافضة لمخطط الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع والمغرب إلى التحلي ب "الواقعية" و"الرغبة في التسوية" من أجل الخروج من هذا الطريق المسدود· وليس هذا فقط فقد أعرب من جهة أخرى عن انشغاله للوضع الإنساني الذي يعاني منه اللاجئون الصحراويون في مخيمات تندوف· وإذ ذكر بان كي مون بضرورة بقاء بعثة الأممالمتحدة من أجل تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية المينورسو قصد المحافظة على وقف إطلاق النار داعيا إلى تجديد عهدة هذه البعثة لمدة ستة أشهر إلى غاية 31 أكتوبر 2008· وكانت جبهة البوليزاريو قد أكدت نهاية الأسبوع على ضرورة توسيع صلاحيات "المينورسو" من خلال تكليفها بمهمة "السهر على احترام حقوق الإنسان وتحديد إطار زمني لتنظيم استفتاء عادل يسمح للشعب الصحراوي من ممارسة حقه المشروع في تقرير مصيره وفقا لقرارات منظمة الأممالمتحدة والشرعية الدولية· وجاء هذا المطلب بعد أن جددت جبهة البوليزاريو تمسكها بمخطط السلام المتوصل اليه سنة 1991 الذي حظي بدعم منظمة الأممالمتحدة وبموافقة المغرب والذي ينص على تنظيم استفتاء تقرير المصير باعتباره "آخر مرحلة" لمسارالعملية السلمية في المنطقة· من جهته ندد الوزير الصحراوي المنتدب لأوروبا محمد سيداتي أمس الوزير الأول الفرنسي فرانسوا فيلون المساندة لخطة الحكم الذاتي المغربية لتسوية لنزاع الصحراوي الذي دخل عقده الرابع· وقال سيداتي أن فرنسا وبدعمها المفرط لموقف الرباط الرامي الى ضم الصحراء الغربية واحتلالها بطريقة غير مشروعة ضاربا بذلك عرض الحائط الشرعية الدولية تنصب نفسها مدافعا عن الاطروحات التوسعية المغربية حول مغربية الصحراء الغربية· واعتبر أن هذا الانحياز الخطير الذي يزكي سياسة استعمارية لا يمكن فهمه إلا كتعبير عن إرادة واضحة في إذكاء التوترات والإبقاء على الأبعاد الإقليمية وتفقيمها· وأضاف سيداتي أن تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي بات لها الفضل في أنها كشفت مسؤولية فرنسا في زعزعة استقرار المنطقة كما أنها تشوش موقف منظمة الأممالمتحدة التي ألزمت الرباط باستئناف مفاوضات السلام مع البوليزاريو· وحمل الوزير الصحراوي مسؤولية إطالة أمد النزاع في الصحراء الغربية على السلطات الفرنسية التي اتخذت موقفا مخالفا للقانون الدولي والعدالة بدعمها اللامحدود للأطروحات المغربية حول القضية الصحراوية· وخلص في الأخير إلى أن مثل هذا الموقف"يبتعد عن الحياد الذي يليق ببلد عضو في مجلس الأمن مثل فرنسا ويناقض التصريحات الصادرة بشأن السعي لتحقيق السلام في العالم وإرادة احترام الشرعية الدولية وكلها أهداف يجب أن تكون قائمة في بلد يتهيأ لترأس الاتحاد الأوروبي واحتضان اجتماع لحوض المتوسط تعتبره فرنسا رئيسيا من أجل السلام والتعاون·