في الحوار التالي، تتحدث مدربة التنمية البشرية ''نسرين داودي'' عن الخطوات الأساسية للعملية التدريبية، وكيف للإطلاع والإقناع أن يجتذبا المتدربين، كما تتحدث كذلك عن المرأة كعنصر أساسي وفعال في العملية التدريبية، ومقدرتها على التواصل كونها تملك أساليب إبداعية في التواصل. - كيف جاءت فكرة التدريب؟ وما هي الحوافز التي دفعتك لذلك؟ * بادئا، أشكر لك هذه الاستضافة الطيبة التي تزيد من تحفيزنا نحن الشباب للمضي قدما، بالنسبة لتطوير القدرات والادارك، وجدت لدي طاقة كامنة كان لابد من استغلالها، وهذا ما جعلني أفكر في هذا الميدان الذي يكتسي من الوسائل والأساليب الإبداعية ما يدفع بالفرد إلى تحقيق أهدافه برؤية واضحة، ومن بين الحوافز التي جعلتني أخوض غمار هذا المجال، هو أنني كنت دوما أتساءل عن مجال التنمية البشرية وتخصصاتها، ودفعني فضولي لحضور هذه الدورات واكتشاف إيجابياتها وما تحققه لي كإضافة نوعية، وهنا بدأت تتمخض الفكرة في رأسي. ثم جاء مشروع سفراء التنمية لعميده الدكتور محمد مايمون ببُشرى سارة للجميع، مع رسالة، رؤية وأهداف نبيلة جعلتني أتحفز أكثر وأطلع بشكل كبير، وكان مشواري بمنتديات سفراء التنمية مكلّلا بالنجاح، حيث تمت مكافأتي بهدية تدريب وتحقق ماطمحت إليه بفضل الله عزوجل، ومن ثم بفضل الدكتور والوالدين ، فرأيت من واجبي إعطاء وإيصال ما لدي، وأدركت ساعتها أن كل إنسان وجد ليعطي، يطور ويرقى بنفسه وبمجتمعه .. - ماهي الخطوات المتبعة لتصبحي مدربة من الدرجة الأولى؟ وما هي أهمّ وسائل التدريب؟ * التدريب من الدرجة الأولى يعني التدريب الاحترافي، وحتى أكون محترفة لابد أن يكون لدي اِطلاع واسع، وقصدي هنا، المادة العلمية كونها اللبنة الأساسية للعملية التدريبية، ثانيا شد الانتباه أثناء التدريب، لأن هذا يخدم المدرّب كثيرا، بحيث يمكّنه من توصيل المادة بشكل مقنع للمتدرب بالفكرة، فإن توفّر هذان الأمران أي الإطلاع والإقناع، يمكن تحقيق الشطر الكبير من التدريب الاحترافي، لأن باقي الخطوات ميسرة وموجودة عند كل مدرب. أما في ما يخص وسائل التدريب فهي: شاشات العرض، جهاز عرض الشرائح، فأرة اللاسلكي لبث العروض التقديمية، السبورة بعض الأحيان وغير ذلك من الوسائل.. - ما هي أهمّ النتائج التي جنيتها لحد الآن من دخولك هذا العالم؟ * تضاعف زادي المعرفي والثقافي، أصبحت أكثر مقدرة على تقييم قدراتي، وأدركت بذلك تميزي في عدة جوانب، تعرفت إلى جمعيات نتعاون معها مستقبلا، صداقات لاتقدر بثمن بعارفين ومثقفين. أدركت أيضا أن التدريب يحسن من العملية التعليمية، كون كلاهما يهدف لتطوير الفرد، وهذا خدمني في مهنتي كوني أستاذة. - من هو قدوتك من المدربين أجانب كانوا أم جزائريين؟ولما؟ * قدوتي ومثلي الأعلى الرسول عليه الصلاة والسلام، فسيرته العطرة كلها حكم وعبر، والتدريب إلى جانب الدكتور الراحل إبراهيم الفقي رحمه الله، رحل وترك الأثر، تعلّمت منه ومازلنا نستمد من كتبه، فسيرته حافلة بالنجاحات، على الإنسان أن يدرك أن الأحلام تتحقق باليقين، وأن الله سبحانه وتعالى يؤجّل أمانينا ولاينساها، ورحلة الألف ميل تبدأ دائما بخطوة. - في رأيك كمدربة؛ هل فاعلية المرأة في مجال التدريب توازي فاعلية الرجل؟ * بل تكون أقوى، ''فبرأيي، المرأة لها قدرة كبيرة في التواصل ولها أساليب إبداعية في التدريب قد تفوق الرجل، كما لها جرأة في طرح الأفكار وتطبيقها، ولها حافزية وحب العمل الجماعي بشكل أكبر من الرجل، والإصرار على تحقيق الهدف مهما كانت الظروف والعراقيل.. - كمدربة، هل ترين أنّ هناك إقبالا على الدورات التدريبية من طرف الشباب؟ * أجل، الإقبال كبير ولا يقتصر على الشباب فقط، بل كل الفئات تقريبا مهتمة، والواقع يقول؛ إن الجزائر تخطو خطوات كبيرة وعملاقة في هذا المجال الذي بات مجالا هاما للإستثمار.. - هل من مشروع كتاب خاص بك وبالطرق المتبعة لديك في التدريب؟ * بالنسبة لمشروع كتاب، أفكر بذلك، لكن مبدئيا ستكون مجلة اِلكترونية أسميتها ''سمر وبصمتك في الحياة''، وقريبا، سيشهد العالم الإلكتروني عددها الأول متخصصة ومهتمة بالتنمية البشرية والاستشارات، ستتناول مواضيع مختلفة واقتباسات متنوعة تهدف لنشر الثقافة والتوعية.. - هل تعتقدين أن للتنمية البشرية آفاقا رحبة عندنا في الجزائر؟وما هي طموحاتك المستقبلية في هذا المجال؟ * أطمح أن يكون لي مركزا ثقافيا يحتضن هذا العلم ويجمع المثقفين ويحرس على التوعية وتحقيق الفرد للأهداف السامية، أمّا بالنسبة لآفاق التنمية في بلادنا، أرى أن التنمية البشرية ستخطو في السنوات المقبلة خطوات كبيرة ناجحة، تشهد قفزة نوعية تدريبية وتعليمية مميزة، إن شاء الله، وذلك في ضوء المبادرات والمشاريع التي يقدمها شبابنا اليوم، أمّا بالنسبة للطموحات، آمل في إنشاء مركز يكون بمثابة إشعاع ثقافي يحتضن مجال التنمية البشرية، يجمع المثقفين والعلماء ويحرس على تحقيق أهداف كلّ الأفراد، وفقا لخطة علمية استراتيجية مدروسة ومسطرة، وفي الختام، أشكر جريدة ''المساء'' على هذه الإلتفاتة الطيبة، دمتم في خدمة الفرد والمجتمع.