الوزير الأول يستقبل وزيراً أردنياً    الخميس عطلة مدفوعة الأجر    وزير البريد شدد على ضمان الأمن السيبراني لمركز البيانات الجديد: ربط أكثر من 58 ألف مشترك بإنترنيت الألياف البصرية بقسنطينة    فايد يتحادث مع سفير    حبس مسؤولين في كارثة انهيار سدّي درنة    الصفارة الذهبية لحكم جزائري    حملاوي أكدت اهتمام الهلال الأحمر بهذه النقاط: تجهيز وفتح قاعتي علاج بمناطق حدودية بتبسة    أيام وطنية للمديح الديني    استقبل الرئيس الجديد للفاف وليد صادي: الرئيس تبون يؤكد على النهوض بكرة القدم    وزير المالية يؤكد تحسن التوازنات الداخلية والخارجية: نفقات إضافية لتحسين ظروف معيشة الجزائريين    خلال زيارة عمل إلى الوادي: وزير الصناعة يؤكد على أهمية رفع القيود أمام المستثمرين    تصفيات "كان" السيدات    يتصدر قائمة هدافي الدوري القطري: براهيمي يواصل إحراج الناخب الوطني    سكيكدة: جامعة 20 أوت 1955 تتعزز بملحقة كلية الطب    بالدورة المقبلة للاتحاد البرلماني الدولي، بوغالي: سندعو إلى استصدار قرار يدين المساس بكل المقدسات والرموز الدينية    البرج: إحباط تسويق 9 آلاف وحدة من المفرقعات    في عملية وطنية أشرف عليها الجيش: إتلاف أزيد من 4 أطنان من المخدرات وأكثر من 8 ملايين قرص مهلوس    ارتفاع إيرادات ميزانية الدولة ب9 آلاف مليار دينار    انطلاق الدورة الجنائية العادية في 15 أكتوبر المقبل    الاستفادة من خبرة سنغافورة لتطوير الاقتصاد الرقمي    تعميم نهائيات الدفع الإلكتروني والدفع بالهاتف المحمول    الجزائر.. صوت إفريقيا داخل مجلس الأمن الأممي    المطالبة بإلغاء قرابة 70 مشروعا متوقفا    انتهاء جولة التفاوض في أديس أبابا دون تحقيق تقدّم    قرار بحبس مسؤولين في كارثة انهيار سدي درنة    محطة قورصو لتحلية مياه البحر تبلغ ذروة إنتاجها    الخارجية الفلسطينية تستنكر صمت المجتمع الدولي    تكريم المتوجة بالمرتبة الثالثة في المسابقة الدولية للقرآن الكريم    الجزائر تدعّم التعليم القرآني وتسعى إلى تطويره    الاتحاد الموزمبيقي يصرّ على استقبال "الخضر" في مابوتو    حماد يؤكد على "ضرورة إنجاز توسعة لمشروع إنجاز ملعب لكرة القدم ببوسعادة"    الجيش الصحراوي يقصف تخندقات قوات الاحتلال المغربي بقطاعات السمارة, حوزة والمحبس    تعزيز قدرات الموارد البشرية ونقل التكنولوجيا بين الجزائر وشركائها    إغلاق إقامتي "نحاس نبيل" و"زواغي سليمان 1" بقسنطينة    يُعاني من بتر في يده اليمنى ورجله اليسرى    الدجاج ب 560 دينار للكيلوغرام    توقيف شخصين وحجز 5775 قرص مهلوس    جمعية الأمل تحسّس بسرطان الأطفال وتدعو للكشف والتكفل السريع    مستشفى افتراضي للتّدريب الطبي بورقلة    مرافعات بالأمم المتحدة لصالح القضية الصحراوية    غويري يدفع الثمن ويلازم دكة بدلاء رين الفرنسي    اجتماع المكتب الفيدرالي الجديد يؤجَّل    ملتقى حول" الترجمة والتعايش الإنساني"    مهرجانا بلعباس وقالمة الجهويين في أكتوبر    الخطاب الديني دعامة للحفاظ على منظومة القيم    تعزيز التكوين والتوجيه المهني في ميدان الصناعة الصيدلانية    المجلس العسكري في النيجر يؤكد أنها خطوة جديدة نحو السيادة..هدوء في نيامي بعد الإعلان عن رحيل الجنود الفرنسيين    تكوين: التوقيع على اتفاقية إطار بين جامعة الجزائر 1 ومخابر "أسترا زينيكا"    الذكاء الاصطناعي.. شبح يحوم في سماء صناعة النشر    مولوجي تتحادث مع سفير الإيراني : اتفاق على تفعيل الشراكة والتعاون الثقافي بين الجزائر وطهران    فتح مجال الترشّح لتنظيم الحج    أدوية سرطان جزائرية قريباً    رؤيةٌ في حياة الرسول قبل البعثة    لا خطر على الصحة العمومية..    هكذا أضاء نور السيدة آمنة قصور الشام    أول من تلا القرآن الكريم مسجَّلا في الجزائر: وفاة المقرئ الشيخ محمد الطيب قريشي    عن عمر ناهز 86 سنة: وفاة الشيخ محمد الطيب قريشي أول من سجل تلاوة كاملة للقرآن في الجزائر    حب النبي واتّباعه طريقك للفوز بمحبة الله ورضاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بحث عن بذور هذه المدرسة
نشر في المساء يوم 12 - 07 - 2012

الشيخ أبو عمران يبحث في إشكالية “الحرية” من وجهة نظر المعتزلة
إنّ فكرة الحرية من أهمّ الأفكار التي ولّدها عقل الإنسان، وربّما أخطرها وأكثرها إشكالية، وهي مازلت إلى الآن منبعا للفلسفات والتنظيرات المهمة، وفي الحضارة الإسلامية، ارتبطت موضوعات الحرية بمناظرات ومساجلات هي الأغنى في تاريخ هذا التراث، لأنّها فعلت حراكات وتفاعلات فكرية نشّطت العقل الإسلامي ووسّعت له مجال التعبير، فاستطاع أن يعيش تنوّعه بعيدا قدر الممكن عن التعصّب، الانغلاق والراديكالية، الأمر الذي أدى إلى ظهور تنوّع جميل في الرؤى للدين، الحياة والأدب، وفي كتابه؛ “مسألة الحرية في الفكر الإسلامي.. الحلّ المعتزلي”، ينطلق أبو عمران الشيخ من ذاك التنوّع الذي نتج عن الصراعات والسجالات السياسية التاريخية بين الفرق الإسلامية بما فيها من مؤثّرات فكرية خارجية يونانية وفارسية، مركّزا على المنهج العقلي في الفكر الإسلامي الممثل بالمعتزلة الذين تبنوا بنسبة كبيرة المنطق في المعرفة الدينية القائم على المحاججة العقلية لا التقليد والاجترار، الخرافات، الشعوذات والتلفيقات.
قام الشيخ بعملية حفر في الفكر الإنساني وخاصة الإسلامي، ليبحث عن بذور هذه المدرسة وصولا إلى مؤسّسها واصل بن عطاء، مرورا بأهم مفكريها ومؤلّفاتهم “النظام، عبد الجبار، الخياط والجبائيين…” ولعلّ فكرة الحرية محور الكتاب هي من أشدّ الأفكار التي حاجج بها المعتزلة حساسية، إذ اعتمدوا في حججهم لبرهنتها منهجية يتطلّبها الجدال الفكري، وهم يحاورون الفرق الأخرى من جبرية، صراطية وصوفية وغيرها من النقليين أو التأمليين الذين يعتمدون أو يفضّلون النقل أو التأمّل على العقل في تفاسيرهم للنص الديني.
فيفصل أبو عمران في الجدالات والمماحكات التي دارت بين أطياف الفكر الإسلامي حينئذ، ويبحث فيما يتقاطعون به وما يتنافرون فيه، ممحّصا في هذه المناظرات الأفكار الأساسية التي ترتبط بالحرية؛ كالإرادة، المسؤولية، الكسب، الثواب والعقاب ووجهة نظر كلّ فريق أو مذهب أو مدرسة وما اختلفوا فيه مع المعتزلة، وما اتّفقوا، ليجد أنّ المعتزلة تقترح ضمان حرية الإنسان لتبرّر تبريرا كاملا الثواب والعقاب بالاعتماد على مبدأ أساسي هو الوعي أو العقل.
ويبيّن الحائز على درجة دكتوراه دولة في الفلسفة من جامعة السوربون بدرجة شرف عام 1974، كيف أنّ الاعتزالية بقيت حاضرة رغم ما مورس ضدّها من اضطهاد وقمع، كما أنّ العديد من المدارس الفقهية على تناقضها معها تبنّت جزءا مهما من تصوّراتها عن الحرية، وتأثيرها شمل أيضا مفكّرين إسلاميين كالفارابي، الكندي، ابن رشد وابن خلدون قبل أن تسود الأمية والجهل والتخلّف بسبب الغزوات الاستعمارية المتتالية، والتي دامت بضعة قرون، لتعود تباشير التحرّر في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين للفكر الاعتزالي الذي انبعث ممثلا بالمفكرين الإسلاميين النهضويين أمير علي، الأفغاني، محمد عبده ومحمد إقبال.
وأوضح الشيخ أبو عمران أنّ نجاح المعتزلة في التوفيق بين العقل والنقل أبرزت قيمة العقل حتى في الإيمان الغيبي، وأنّ تجديد الاعتزال أو اقتراح الكاتب بالعنوان الفرعي لكتابه “الحل المعتزلي” للتعاطي فقهيا مع النص الديني، هو محاولة للبعد عن المغالاة والتحجّر والتعصّب الرافض للحوار والجدل، فالمعتزلة بما وصفوا به من تسامح وانفتاح شهد له ألدّ خصومهم، يمكن أن يكونوا مرجعا وجب الاستعانة به في زمن يحاول فيه الغرب والصهيونية استغلال التعصّب الغرائزي اللاعقلاني واللعب على وتره من أجل تحقيق هيمنتهم بنشر الفتن للسيطرة على العالمين العربي والإسلامي، وكما قال أبو عمران؛ “إنّ طريقة المعتزلة تحرّر العقل وتسمح بالتحليل النقدي للمصادر والآراء، فيؤدي الشكل المنهجي والبحث العقلي إلى اليقين بثقة أكثر مما تفعله الامتثالية”.
يذكر أنّ الدكتور أبو عمران الشيخ من مواليد مدينة البيض في الجزائر سنة 1924م، ويرأس حاليا المجلس الإسلامي الأعلى، وهو حاصل على ليسانس في الفلسفة 1948، وآخر في الأدب عام 1954، نال شهادة دكتوراه دولة في الفلسفة جامعة باريس السوربون بدرجة شرف عام 1974، ومن المناصب التي شغلها؛ أمينا عاما للجنة الوطنية لليونيسكو بين عام 1963/1964، أستاذا للفلسفة في جامعة الجزائر 1965/1991، وزيرا للثقافة والاتصال عام 1991، ورئيسا لاتحاد الكتاب الجزائريين 1995/1996.
ومن مؤلفاته الثقافية نذكر؛ “مشكلة الحرية الإنسانية” 1978، “ابن رشد” 1978، “الفكر الإسلامي نظرة شاملة مع لويس غاردي” 1984 و«الأمير عبد القادر المقاوم والإنساني” 2001، أمّا كتابه “الحرية في الفكر الإسلامي”، فصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب عام 2012 باللغة الفرنسية وترجمه رنده بعث، وهو الإصدار السادس من سلسلة “دراسات فلسفية”.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.