لم تتمكن الحكومة الليبية من احتواء الأوضاع المتردية في البلاد ولا إقناع المواطنين الليبيين الذين عادوا للتظاهر والمطالبة بحل البرلمان المؤقت. وعرفت مختلف المدن الليبية خروج آلاف الليبيين في مظاهرات صاخبة احتجاجا على تمديد عهدة المؤتمر الوطني العام واستمرار تردي الأوضاع الأمنية في مختلف مناطق البلاد. وشهدت ساحة الشهداء بقلب العاصمة طرابلس تنظيم مسيرة احتجاجية شارك فيها مئات المواطنين أنهوها بتجمع أمام مقر البرلمان الذي انتهت ولايته في السابع فيفري الماضي. وكتب المحتجون على الجدران الخارجية لمبنى الهيئة التشريعية شعارات مناهضة ورافضة لتمديد عهدة نوابها وقطعوا حركة السير على الطريق المؤدية إليه بإضرام النار في العجلات المطاطية. وعرفت مدينتا بنغازي والبيضاء الواقعتان إلى الشرق من العاصمة طرابلس تنظيم مظاهرات مماثلة ندد المشاركون فيها بعجز الحكومة الانتقالية في احتواء الانزلاق الأمني الذي تعرفه مختلف المدن الليبية وأودى بسقوط عشرات المواطنين وعناصر الجيش ومسؤولين سياسيين وأمنيين في نفس الوقت الذي طالبوا فيه بحل البرلمان لعجز نوابه في صياغة مسودة دستور ووضع "خارطة طريق" للخروج من المرحلة الانتقالية. وكان البرلمان الليبي قرر تمديد ولايته إلى غاية شهر ديسمبر القادم رغم معارضة غالبية الشعب الليبي التي انتقدت عدم قدرته على إعادة الأمن والنظام ووضع حد للفوضى المستفحلة بسبب طغيان لغة السلاح ومنطق القوة الذي تفرضه المليشيات المسلحة. وتأتي هذه المظاهرات الاحتجاجية في ظل استمرار أعمال العنف التي تحصد في كل مرة أرواح مزيد من الليبيين كان آخرها اغتيال عقيد في الجيش في عملية نفذها مسلحون بمنطقة الحدائق بمدينة بنغازي قبل أن يلوذوا بالفرار. وقال مصدر أمني أن العقيد ونيس محمد البرغثي العامل بوحدة الدعم الالكتروني في الجيش الليبي تلقى عدة رصاصات على مستوى الصدر والرأس حيث لفظ أنفاسه الأخيرة على التو. وفي نفس سياق أعمال العنف التي يتخبط فيها هذا البلد أفشلت قوات الأمن الليبية محاولة اقتحام مسلحين لمقر وزارة الداخلية في طرابلس. وقال مصدر أمني لم يكشف عن هويته أن قوات العمليات الخاصة المكلفة بحماية مقر وزارة الداخلية الليبية في طرابلس تصدت لهجوم من قبل مسلحين حاولوا اقتحام الوزارة. وأضاف أن القوات الخاصة تبادلت إطلاق النار مع المسلحين، مما أدى إلى فرارهم باتجاه حي أبو سليم القريب من وسط العاصمة، مشيرا إلى إصابة اثنين من المسلحين تم نقلهما إلى المستشفى.