الحفاظ على الصحة·· هدف أساسي تسطر له دول العالم عدة استراتيجيات تركز على حماية البيئة من خلال سن عدة مقاييس تحرص في مجملها على نظافة المحيط· وفي الجزائر يؤكد المختصون في هذا المجال على نقص الخبرات المتعلقة بالتقنيات الجديدة المستعملة في مجال التنظيف والقضاء على المخاطر التي تهدد الإنسان والبيئة على حد سواء· "المساء" التقت خلال زيارتها للصالون الثالث للطهارة والنظافة فاستقصت هؤلاء المختصين عن تجاربهم· كانت البداية مع موظفين في وكالة التنمية الاجتماعية وتعد هذه الأخيرة، التي تعمل على التخفيف من حدة الإنعكاسات الناتجة عن مخطط التعديل الهيكلي على الفئات الاجتماعية الضعيفة، أحد الشركاء الاجتماعيين في مجال النظافة، حيث يأتي برنامج "الجزائرالبيضاء" في مقدمة برامج التشغيل والإدماج التي سطرتها· ويرمي هذا البرنامج الذي وضع في مارس 2005 من طرف وزارة التشغيل والتضامن الوطني الى تحسين الإطار المعيشي للمواطنين وخلق مناصب شغل· ويوجه البرنامج اهتمامه بالخصوص للأحياء الصعبة ذات المحيط متدهور والتي تمسها البطالة بنسبة عالية· ويسمح البرنامج بإدماج الشباب البطال بمنحهم امكانية خلق نشاط خاص بهم أو عمل مأجور على أساس الأجر الوطني الأدنى المضمون· وتقدر مدة إنجاز المشروع بثلاثة أشهر وتحدد تكلفة الأشغال المراد إنجازها حسب بيان كمي وتقديري على أن لا تتجاوز 700 ألف دج· كما يجب أن يكون عدد الأشخاص العاملين بالورشة 10 عمال على الأكثر وأن يتم ضمان أجر صاف لكل عامل يعادل الأجر الوطني الأدنى المضمون (10 آلاف دج) مع مراعاة دفع مبلغ إشتراكات الضمان الاجتماعي الذي يقدر ب3500 دج لكل عامل في الشهر· بطالون ينظفون الجزائر وبموجب هذا البرنامج ساعدت الوكالة العديد من الشباب البطال الذي يملك مشاريع·· ويعد السيد فران عبد القادر واحدا من هؤلاء· عن تجربته ذكر أنه انطلق سنة 2006 حيث انتابه الخوف في البداية من الإجراءات الإدارية، لكن مع مرور الوقت زالت المخاوف بعد أن استفاد من مرافقة لجنة التسيير بالبلدية قصد إعداد بطاقة الحرفي، البطاقة الجبائية، الإنضمام للصندوق الوطني للضمان الإجتماعي وفتح حساب بنكي· ويسرد السيد فران أنه استعان في مشروعه بأبناء حيه (بلدية أولاد فايت) للعمل على صيانة وإعادة تأهيل الأحياء من خلال تطهيرالمساحات والأماكن العمومية وصيانة المساحات الخضراء وغرس الأشجال، فضلا عن تطهير وتنظيف مصارف المياه ومفارغ العمارات، جمع النفايات في الأحياء ووضع المزابل الإنتقائية· ويضيف محدثنا أنه عمل في المدارس، المقابر، العمارات، والأحياء المنعزلة التي لا يصل إليها عمال النظافة، فأصبح بموجب هذه التجربة مقاولا كما استفاد مؤخرا من برنامج أشغال المنفعة العمومية ذات الاستعمال المكثف لليد العاملة الذي يهدف الى صيانة الطرق والغابات والعقار الحضري· وكذا مهمات في مجال الفلاحة والري البسيط لمقاولين صغار· واستطاع السيد فران أن يشغل 19 شخصا، وهو يعترف قائلا: "أن الوكالة مدرسة تعلم الكثير والنجاح يتطلب العمل الجاد لضمان المستقبل"· ويبقى الأكيد أن برامج التنظيف والتطهير تظل حاجة ماسة للحفاظ على سلامة البيئة· نقص الإحساس بقيمة التنظيف وتعتبر شركة تضامن للخدمات العامة والتجارة "آل دوداح" التي تأسست سنة 1993 مثالا آخر في مجال الصحة والتنظيف، وحسب السيد رابح شيخ مدير العلاقات الخارجية بالشركة، فإن هذه الأخيرة مختصة في الصحة العامة من خلال استيراد وتوزيع مبيدات زراعية، فطرية حشرية وعشبية· الى جانب المنتوجات الخاصة بالقضاء على البعوض والفئران وآلات تصفية الماء من الكلور وأخرى خاصة بالفلاحة، وكذلك شاحنات خاصة بتصفية المياه· وللشركة دور وقائي يتم من خلال التعريف بالمستحضرات الخاصة بإبعاد العقارب والثعابين والأدوية المضادة لمرض "الليشمانيوز" أو "حبة بسكرة" التي يسببها البعوض· ويؤكد السيد رابح شيخ على ضرورة تعرف الناس على مختلف الآلات والمنتجات الخاصة بالتطهير والحماية من المخاطر الناجمة عن الحيوانات المضرة التي تنقل الأمراض للإنسان، باعتبار أن ثقافة التنظيف والتطهير تظل جد ناقصة في وسط المواطنين وبحاجة الى تظافر جهود كافة الأطراف المعنية· ولهذا السبب تسهر الشركة على تقديم إرشادات وتنظيم أيام تحسيسية معتمدة في ذلك على عدة إطارات منها الطبيب الوحيد المختص في الأمراض المتنقلة عن طريق الحيوانات للإنسان الدكتور محمد حمو· ويسجل ممثل الشركة وفقا لتجربته الميدانية نقص التعاون والإهتمام في هذا المجال على مستوى بعض الولايات، ما يؤثر على عمل مكاتب الصحة العامة التي تبقى في حاجة ماسة الى المساعدة من طرف الإدارة· من ناحية أخرى تعد شركة "نيوكلين" الجزائرية تجربة جديدة في مجال التطهير والحفاظ على الصحة العامة، حيث انطلقت في العمل منذ أكثر من عامين بالتنسيق مع مخابر سيتال الفرنسية لإنتاج كل ما يمت بصلة للنظافة وحماية المحيط من المخاطر· تتعامل شركة "نيوكلين" مع مكاتب الصحة المتواجدة على مستوى البلديات، المستشفيات، المذابح، المطاعم ومواقع تربية الحيوانات· وتقوم طريقة العمل على اقتراح مستحضرات تطهير مركزة وإجراء تجارب لإظهار مدى فعاليتها وطرق استعمالها خاصة عندما يتعلق الأمر بالمنتجات التي تقضي على الفئران أو باقي الحيوانات التي تشكل خطرا على صحة الإنسان· وحسب محدثتنا من شركة "نيوكلين" فإن ثقافة الوقاية من الأمراض تكاد تكون غائبة كما أن المواد المستعملة في التطهير غير فعالة، ذلك أن كثيرين لا ينتبهون الى ضرورة تغيير المستحضرات المستعملة في كل مرة مع التغيير في حجم الكمية المستعملة لتكون أكثر فاعلية ولهذا تركز شركة "نيوكلين" في مهامها على إبراز التقنيات الجديدة للتنظيف والقضاء على خطر الأمراض التي تنقلها الحيوانات للإنسان·