أعلن مؤخرا أن 2008 ستكون سنة الحملة الوطنية "مستشفى - أيدي نظيفة" للتحسيس بأهمية النظافة في الوسط الصحي، جاءت هذه الخطوة بعد التفطن لضرورة الاهتمام أكثر بموضوع النظافة في الوسط الاستشفائي كون نقصها يسبب أمراضا خطيرة من رأسها الالتهابات الكبدية الوبائية. وبالنظر إلى حجم الميزانية المخصصة لتحقيق هذا الهدف بحلول 2025 وقيمتها 55 مليار سنتيم فإن الواقع ما يزال يثبط عزيمة المواطن كلما اجتازت رجلاه مستشفى أو مركزا للعلاج، إذ أن أغلب المصالح الطبية تفتقر لفرق النظافة الدورية، ناهيك عن الروائح الكريهة المنبعثة عن دورات المياه. ومثلا عيادات طب الأسنان ببعض المستشفيات أو العيادات متعددة الخدمات يمارس الأخصائيون بها عملهم بدون قفازات، والوسائل المستعملة لا تخضع للتعقيم اللازم، ناهيك عن نقص نظافة الأمكنة.. إن تخصيص 55 مليار سنتيم لمكافحة نقص النظافة والأمراض الاستشفائية يبدو رقما يحل هذه المشكلة المتزايدة، خاصة وأن معدل الإصابة بالأمراض المتعلقة بالجراثيم الاستشفائية في تزايد ويتراوح - حسب آخر الإحصائيات - ما بين 7 و14 ، تأتي التعفنات البولية في صدارة تلك الأمراض، ويزداد الوضع تعقّيدا مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة التي تساهم في ارتفاع نسبة التعرض إلى الجراثيم بسبب نقص النظافة، كما أن ازدياد توافد المرضى على المصالح الطبية خاصة الاستعجالات خلال هذا الفصل الذي تكثر به الحوادث يتعذر معه تنظيف الأسّرة وتطهير الغرف، وهو عامل آخر يزيد من خطر الإصابة بعدوى الأمراض التي يحملها المرضى، ناهيك عن مغادرة كثير من العاملين في السلك لمناصبهم خلال الصائفة بعد استفادتهم من العطلات السنوية، وفي تلك الأوقات يخيّل لك وأنت تدخل بعض المصالح بالمستشفيات أنك تلج أماكن هجرها أصحابها لتزداد أوضاع النظافة في مثل هذه الفترة بالذات سوءا.. ولعل ما كان يجب التفكير فيه موازاة مع إطلاق الحملة "مستشفيات، أيدي نظيفة" مراعاة الموارد البشرية العاملة والمستخلفة في الصيف، حيث تكثر الحوادث تسممات، وغرق وغيرها، وحتى لا يصطدم المواطن بتدني مستوى النظافة.