في الوقت الذي تسعى فيه السلطات لتذليل كافة الصعوبات أمام المستثمرين و فتح باب الامل أمام الشباب الطموح، ما زالت بعض الممارسات البائدة تضرب بقوة و تعرقل أي خطوة للانطلاقة، مثلما حدث مع شاب من وهران الذي استثمر الملايين من الدولارات في مشروع عجلة الألعاب الأكبر من نوعها في أفريقيا و بعد اربع سنوات من استيراد الآلة بقي المشروع مجرد حلم و العجلة تحولت إلى خردة حديد ينخرها الصدأ، و الشاب اليوم مدان من قبل أصحاب المخازن التي وزع فيها قطع العجلة العملاقة. القصة بدأت منذ ان طرح الشاب الوهراني فكرة عجلة الألعاب العملاقة على المسؤولين المحليين في وهران، فشجعوه و وعدوه بتوفير القطعة الأرضية المناسبة لتجسيد مشروعه، بعد هذه الوعود باشر المستثمر الإجراءات الإدارية التي اتمها كاملة و ادخل العجلة العملاقة التي استوردها من الخارج و صرف على نقلها نحو الجزائر الشيء الفلاني، الا ان الصدمة بدأت بعد تنصل المسؤولين من وعودهم، فقطعة الأرض التي وعدوه بها لم يتم توفيرها له و صار الكل يرمي بالمسؤولية على جهة اخرى، و بعضهم كان يطلب منه الصبر ريثما يتم توفير القطعة المناسبة لتجسيد المشروع إلا أن الأمور زادت تعقيدا في ظل الحجج التي لا مبرر لها المتعلقة بقطعة الأرض، و حتى الوالي السابق و الأسبق و عدوا الشاب بإيجاد حل لقضيته، إلا أن اربع سنوات مرت على هذه المأساة الحقيقية التي افلست المستثمر و لا امل في الافق و لا أحد وجد حلا لهذا المشروع، الأكثر من هذا هو الديون المتراكمة على الشاب من قبل أصحاب المخازن التي تم فيها تخزين مئات القطع المتعلقة بالعجلة العملاقة، و ما يحز في النفس ان الآلة بدأت تتعرض للتلف بسبب عوامل الزمن و غياب الصيانة و الرطوبة و العوامل الاخرى، و في هذا الصدد يتحسر الشاب على ما آل إليه مشروعه سيما و ان ضمان الآلة سينتهي اجله قريبا حيث تنص الاتفاقية بأن يتم تركيب العجلة من قبل مختصين من الشركة الأم في الولاياتالمتحدةالأمريكية و يكون تركيبها و إطلاقها للعمل مجانيا خلال مدة الضمان، و بعد انتهاء مدة الضمان سيتم تركيبها بمبالغ خيالية و المشكلة الكبيرة انه لا يوجد خبراء في الجزائر و أفريقيا كلها يمكنه تركيب الالة في حالة تم السماح للشاب بتحسيد مشروعه و مدة الضمان تكاد تنقضي، و في الأخير ناشد المستثمر رئيس الجمهورية التدخل و إنقاذ مشروعه و إنقاذه من الافلاس، و قال انه تفاءل خيرا بتصريح الرئيس الأخير خلال لقاءه بالصحافة، و الذي طالب فيه تسهيل الاستثمار للشباب و توفير الأراضي الخاصة بذلك. و السؤال المطروح، لماذا يرفض بعض المسؤولين الانتقال إلى جزائر جديدة، و يسعون بكل قوتهم الإبقاء على نفس الممارسات؟ القضية تحتاج إلى تحقيق كبير للوقوف على هذه الكارثة و كوارث أخرى مخفية. عبد الرؤوف ع