في الوقت الذي صار قراءة كتاب في مكان عام عندنا سواء في حافلة او حديقة بثير إستغراب الناس من حول القارئ فإن المطالعة في بعض بلدان العالم لا تختلف كثيرا عن أكل الخبر، وشرب الماء وتنفس الهواء، اي أنها صارت أكثر من ضرورة، وعنصر من عناصر الحياة لكن عندنا ملء البطون يأتي قبل ملء العقول، لدرجة أنك ستسمع من حولك الهمز واللمز حين تخرج كتابا وانت في مقعدك في الحافلة وتحاول قراءته بينك وبين نفسك، وربما عليك ان تفكر ألف مرة وتعمل في رأسك عملية حسابية عن عدد الذين ستصيبهم الحيرة لأنك أخرجت كتابا ورحت تقرأه وتطرح من هذا المجموع عددا آخر سيكون غير مبال بك،، ولكن هؤلاء الذين يستغربون مطالعتك، لن يصابوا بالإستغراب لو صعدت الحافلة وفي يدك " قوبلي " قهوة ، أو مشيت في الشارع وفي يدك سندويتش " قرنطيطا " فكل هذه الأمور عادية وتدخل في عرف " النورمالية " عندنا ، إلا أنه الغير معقول والذي يثير دهشة الناس، هو أن تقف في محطة الحافلات تقرأ كتابا وتطالع قاموسا، أو تستمتع برواية لأديب ما، وربما حان الوقت لعمل بحث في فائدة المطالعة التي لا تفكر فيها وزارة خليدة قدر تفكيرها في طباعة الكتب التي لا يقرأها حتى من ألفها.