يمثل وزير الداخلية الفرنسي خلال فترة 93-,95 وأحد رموز اليمين الفرنسي شارل باسكوا غدا الإثنين أمام محكمة عدل الجمهورية، ليجد نفسه على مدار أسبوعين كاملين في مواجهة نحو ستين شاهدا، منهم شخصيات سياسية ثقيلة، يقفون ضده للرد على تهم تتعلق بقضايا فساد، يمكن أن تكلفه عشر سنوات سجنا، رغم تقدمه في السن '' 83 سنة''. وحسب مصادر إعلامية أوردت الخبر، فإن محكمة عدل الجمهورية وهي الهيئة الوحيدة المكلفة بالبت في الجرائم والمخالفات التي توجه لأعضاء الحكومة خلال ممارسة مهامهم، ستواجه باسكوا بوصفه وزيرا سابقا للداخلية في حكومة بلادور والعضو الحالي في مجلس الشيوخ الفرنسي بثلاث ملفات ثقيلة، أحد هذه الملفات يعود إلى عام ,94 ويتعلق بما عرف بقضية كازينو انماس، حيث يواجه الرجل تهمة منحه مقربين منه رخصة استغلال كازينو القمار في مقابل تمويله سياسيا في مرحلة لاحقة، هذا إضافة إلى تهمة أخرى تعود إلى العام نفسه، حيث وقع ترخيصا يسمح بنقل هيئة من شركة '' جي. اي . سي ستوم، وخلالها تقاضى أحد مقربيه رشوى، وأخيرا تهمة أخرى ترتبط بملف شركة سوفريمي لتصدير العتاد العسكري التابعة لوزارة الداخلية الفرنسية، ويقال إن مقربين منه تلقوا عمولات غير قانونية.. للتذكير، فإن الملفات الثلاثة خضعت في السابق للمحاكمة وأدين فيها شخصيات ومؤسسات ورجال أعمال، ويومها صدر أيضا حكم في حق شارل باسكوا يقضي ب 18 شهرا مع وقف التنفيذ بخصوص ملف كازينو انماس. وفي رد فعله عما ينتظره، صرح شارل باسكوا لمجلة '' لوبوان'' يقول إنه وقع ضحية تصفية حسابات سياسية، مضيفا بالقول إن متاعبه القضائية بدأت العام ,2000 وهي السنة التي ألمح فيها باسكوا إلى نيته في الترشح للانتخابات الرئاسية سنة ,2002 ومن يومها- يضيف- باسكوا بذلوا جهدا للإطاحة به. ويبدو أن محاكمة باسكوا، سوف تكشف عن كثير من الحقائق المرّة التي تخفيها السياسة الفرنسية، ذلك أن أحد محاميه وهو ليون ليف فورستر، لم يتوان في التصريح بأن موكله '' ضحية''، وأنهم يريدون أن يجعلوا منه أحد عناصر المافيا، مضيفا أن المحاكمة لن تذهب في هذا الاتجاه، إنما ستسمح بالقول من هو المفسد. يُذكر أن القرار النهائي، سوف يعلن عنه بعد مرافعة المدعي العام لدى محكمة الاستئناف، أي بتاريخ 30 أفريل الجاري، وتقول جهات مطلعة إنه من الممكن أن يصدر حكم في حقه بعشر سنوات سجنا نافذا مع أنه مازال يحظى بالحصانة البرلمانية، وهو الأمر الذي يمكنه من الطعن في القرار.