مارس فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد الإسباني هوايته المفضلة وسمح برحيل أهم عنصرين بالنادي الملكي طوال الأعوام الأخيرة وهما الفرنسي زين الدين زيدان مدرب الفريق وصاحب الإنجازات الفريدة بجانب أيقونة الميرنغي كريستيانو رونالدو أسطورة الفريق والذي رحل لصفوف نادي يوفنتوس الإيطالي هذا الصيف. ولا يمكن لعاقل أو حتى مجنون أن يصدق رحيل هذين الرجلين اللذين قادا ريال مدريد للعديد من الألقاب والهيمنة على البطولات الأوروبية طوال السنوات الثلاث الماضية.. فهل هي رياح التغيير أم لبيريز دوراً بارزاً في ذلك؟. بدأت الشرارة التي أشعلت النار بين كريستيانو رونالدو نجم الفريق وبيريز رئيس النادي الملكي منذ بداية معاناة اللاعب مع الضرائب الإسبانية حيث شعر رونالدو بأنه شريداً وحيداً بلا مدافع عن مصالحه على الرغم من قوة ريال مدريد وسيطرته الاعلامية الكبيرة، فلم يخرج بيريز ببيان أو حتى رسالة يعلن خلالها دعمه لرونالدو في محنته. ثم خرج اللاعب ليؤكد على الملء بأنه شعر بعدم اهتمام إدارة النادي المدريدي بأزمته وسط أنباء عن رغبته بالرحيل ولكن في النهاية تم السيطرة على الأمر ظاهرياً ولكن النفوس مازالت غير صافية تماماً بين اللاعب والادارة متمثلة في بيريز. ومرت الأمور واستمر رونالدو بين صفوف النادي الملكي ليطالب اللاعب بضرورة تعديل عقده والحصول على راتب سنوي يتماشى بما حققه مع النادي الملكي طوال تسعة أعوام مليئة بالإنجازات ولكن خرج بيريز ليقطع وعد مع اللاعب بالتفكير في الأمر دون أي خطوات جادة للتنفيذ وهو ما أغضب رونالدو كثيراً. وتحولت تصريحات رونالدو العاشق لعشب أرضية ملعب سانتياغو برنابيو من الرغبة في الاعتزال بين جدران ريال مدريد الى رغبة ملحة بالرحيل حيث لم يتوقع اللاعبين أو الجماهير او حتى الطاقم الفني اتخاذ اللاعب لهذا القرار ولكن تعنت بيزيز جعل المستحيل ممكناً!. وعقب نهاية بطولة دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي وتتويج ريال مدريد الإسباني بلقبها خرج اللاعب على الملء ليُلمح الى الرحيل مردداً عبارات أشعلت تعاطف الجماهير معه ولكن من داخلها لا تصدق أنه سيرحيل وأنه سيبقى بصفوف الفريق وأبدت ثقتها في تحرك الادارة للحفاظ على اللاعب وهو ما لم يحدث. وبنهاية المطاف فوجئت الجماهير بخروج زين الدين زيدان مدرب الفريق لإعلان قراره النهائي بالرحيل عن ريال مدريد عقب عامين ونصف العام مليئين بالنجاح والبطولات وهو ما أصاب الجماهير بالصدمة ووسط تعبيرات وجه بيريز الغاضبة من القرار ولكن ماذا فعل للإبقاء على المدرب ماذا فعل لتقديم كافة سبل الراحة له للعدول على قراره؟ الإجابة لا شيء. ويبدو أن زيدان قد نمى الى عمله قرار رونالدو النهائي بالرحيل وأن فقدان واحداً من أبرز لاعبي الفريق سوف يعود بالفريق الى الوراء فقرر المدرب الداهية استخدام ذكائه واعلان الرحيل بطريقة لائقة وفضل الخروج بثوب البطل بدلاً من أن يتحول لمكروه الجماهير الأول. ومرت الأيام وأصبح الأمر حقيقياً عقب تقديم نادي يوفنتوس الإيطالي لعرض رسمي من أجل ضم اللاعب الذي طالما انكوت شباكه بطلقات رونالدو في مباريات الفريقين ببطولة دوري أبطال أوروبا والجميع مازال غير مصدق ومؤمن ببقاء اللاعب وسط سكوت تام من بيريز الذي لا يسمع لا يرى لا يتكلم. وفجأة خرج ريال مدريد ليعلن إنتقال اللاعب رسمياً الى يوفنتوس الإيطالي بناء على رغبته فمن أين أتت هذه الرغبة يابيريز وكيف تحول رونالدو من لاعب يرغب بالإعتزال في مدريد لشخص يريد الرحيل الى الدوري الإيطالي بأي ثمن؟؟ الجواب عند بيريز نفسه. والآن أصبح بيريز مطالب بتعويض اللاعب الأبرز في تاريخ ريال مدريد وهدافه التاريخي ولكن علينا أن نستفسر من قادر على تعويض لاعب بإمكانيات رونالدو؟ بالطبع لا يوجد على الرغم من وجود لاعبين مميزين إلا أن النجم البرتغالي مختلف تمام الاختلاف عن أي لاعب أخر. وانتشرت الأنباء التي افادت بأن ريال مدريد ينوي التعاقد مع البرازيلي نيمار جونيور نجم باريس سان جيرمان ولكن خرج الريال لينفي هذه الأنباء تماماً وتحول أمل الجماهير الطفيف الى كابوس فإذا كان ريال مدريد لا يريد نيمار فمن سيعوض رونالدو إذاً؟؟ وماذا يدور في رأس بيريز؟. الأكيد أن ريال مدريد سيتكبد خسارة كبيرة عقب رحيل رونالدو من الناحية التسويقية ولو قليلاً وسيفقد تميمته الكبيرة ببطولة دوري أبطال أوروبا خلال الخمسة أعوام الأخيرة وكل المؤشرات تقول أن النادي الملكي على أعتاب موسم صادم لأحلام الجماهير كما يبدو أن جوليان لوبيتيغي مدرب الميرنغي الجديد صاحب شخصية ضعيفة لم يحاول حتى التحدث مع رونالدو لإثنائه عن قراره أو طلب ضرورة فعل أي شيء للابقاء على اللاعب الأبرز بتشكيلة فريقه فكيف سيكون ريال مدريد ومن سيعوض رونالدو؟ هذا ما سوف تُجيب عنه الأيام المقبلة.