اعتبر سفير دولة فلسطين بالجزائر السيد أمين مقبول أمس ، أن الوضع الصحي في الأراضي الفلسطينية بسبب فيروس "كورونا المستجد" ساهم بشكل "كارثي" في ركود الوضع الاقتصادي المتضرر أصلا، مما زاد من معاناة الفلسطينيين في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي إلى جانب التداعيات التي فرضتها مؤامرة ما يسمى ب/صفقة القرن/. وأوضح السفير الفلسطيني في لقاء مع (واج) ، أنه في بداية انتشار الوباء واجهته السلطة الفلسطينية بقرارات "حاسمة" مع اعلان حالة الطوارئ و الحجر الصحي للحد من انتشار المرض. وباتت دولة فلسطين ضمن الدول المتقدمة في محاصرة الفيروس ، باعتماد اجراءات جاءت نتائجها " فعالة" و "ايجابية"، اذ تمكنت من تقليص نسبة الاصابات في انحاء البلاد. لكن الاجراءات الصحية التي كانت صعبة على المواطنين ، نتج عنها " ردود فعل غاضبة خاصة من طرف أصحاب النشاطات التجارية، ورواد المساجد، ما دفع بالسلطات الى تخفيف القيود".واضاف، أن في القدسالمحتلة ، "لم تتمكن السلطة الفلسطينية بشكل عام من فرض إجراءاتها الصحية بها ما تسبب في انتشار اصابات عديدة، نتيجة عدم السماح سلطات الاحتلال الاسرائيلي للجان المتابعة الطبية بحرية التنقل و الحركة"، مما أدى الى انتشار الوباء "بشكل كبير".وتابع، أما في قطاع غزة،" ورغم اكتظاظه بالسكان الا ان الاصابات محدودة كونه محاصر و هناك خطوات حجر و المعابر مغلقة حاليا ، إلا أنه تم تسجيل انتشار حالات في مختلف مدن وقرى اغلبها وافدة من أراضي 48 أو من الخارج ، بسبب التراخي في تطبيق اجراءات الوقاية. و حتى اللحظة ما زالت إعداد المصابين في تزايد نسبي رغم العودة الى الإجراءات الصحية الصارمة". وفي أراضي /48/ المحتلة ، قال أن عدد الاصابات "في منحى تصاعدي، لان اجراءات الاحتلال الوقائية غير كافية" حيث توجد اصابات في الوسط العربي و اليهودي ايضا لعدم السيطرة على المرض بسبب عدم الانضباط و تراخي السلطات المحتلة في اتخاذ الإجراءات المناسبة". وارجع السيد مقبول انتشار الفيروس الى عوامل ، بعضها يعود الى جهل المواطنين و بعضها الأخر الى الوضع الاقتصادي المتدهور. ولفت الى ان الخطة المنتهجة من قبل وزارة الصحة ولجان الطوارئ "لا غبار عليها" لكن لا تتوفر على الادوات والاجهزة الطبية و نماذج المسح بما يكفي نظرا للوضع السائد ، مشيرا الى رصد مساعدات مالية و تبرعات بالأجهزة والمعدات من بعض الدول لمساعدة السلطة الفلسطينية على مواجهة أعباء الفيروس. وذكر أن السلطة الفلسطينية الى منع التجمعات بطرق "عقلانية و سلمية"، معربا عن امله في ان يتم الالتزام بالإجراءات الصحية بما يساهم في خفض نسبة الاصابات تدرجيا . وهنا اشار الدبلوماسي الفلسطيني الى معاناة الالاف من الفلسطينيين العالقين في عدد من دول العالم و دول عربية بسبب تعليق الطيران و المعابر المغلقة، حيث تسعى سفارات دولة فلسطين بالتنسيق مع مختلف دول العالم إلى بذل جهود مضنية لإعادتهم الى وطنهم. أما فيما يتعلق بوضع الاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية ، فسجل السفير الفلسطيني " معاناة هؤلاء الذين يتواجدون في زنزانات ضيقة و لا يستطيعون حتى التباعد، ما يشكل خطرا على حياتهم، مستشهدا بالأسير الفلسطيني كمال ابو وعر المصاب بالسرطان و الذي يقبع في السجن منذ 20 عاما و تطالب السلطات الفلسطينية و الدولية بالإفراج عنه. وتابع يقول " لاشك ان معاناة الاسرى و ألامهم منذ عشرات السنين من الاسر و الحرمان و الاضطهاد و التعذيب و الامراض المستشرية نتيجة الاهمال الطبي و المعاملات السيئة زادت من تفشي المرض الى جانب عدم تجاوب سلطات الاحتلال التي تضاعف من معاناة الاسرى بمنع زيارة الاطباء وتلقي الادوية اللازمة و سوء التغذية و التهوية و منع الزيارات العائلية".ولدى تطرقه لتداعيات الوضع الصحي على الاقتصاد الفلسطيني ،أشار السفير إلى أن الحصار الاقتصادي المفروض خلف حالة من الركود بسبب سياسة الاغلاق لمعظم المرافق التجارية والاقتصادية وحظر التحرك ، وسرقة أموال السلطة الفلسطينية "حتى عجزت على دفع رواتب الموظفين بما يهدد بالانهيار، ودفع الى المطالبة بتوفير شبكة أمان مالية والتي لم يتم تفعيلها لحد الان".وفي ظل استمرار سياسات الاستيطان والانتهاكات الاسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني وممتلكاته اعتبر السفير الفلسطيني ان مؤامرة " صفقة القرن" ، "جاءت لتحول دون قيام الدولة الفلسطينية المستقلة لتعطى الاحتلال اكثر من 30 بالمائة من الاراضي الفلسطينيةالمحتلة بما فيها القدس". وأبرز في هذا الصدد ، الرفض الفلسطيني و العربي و الدولي لهذه الخطة باعتبارها مخالفة للشرعية الدولية و لقرارات الاممالمتحدة، قائلا ان هذا المشروع الاسرائيلي" وضع الإدارة الأمريكية وإسرائيل في زاوية و العالم في زاوية اخرى " ومنبها أن "الشعب الفلسطيني يمر بأصعب مراحل نضاله و التي تشكل تحديا لوجوده". وشدد على أن الشعب الفلسطيني "مصمم على مواصلة النضال والكفاح بكل الطرق والوسائل المتاحة والمشروعة ، لإسقاط المشروع الاسرائيلي الذي لا يستهدف فلسطين فحسب و انما اجزاء من الوطن العربي".وألح السفير الفلسطيني على تفويت الفرصة على الاحتلال الاسرائيلي المستفيد الأول من الانقسام داعيا إلى توحيد مواقف الشعب الفلسطيني بمختلف فصائله ومكوناته في مواجهة مخطط الضم " و معربا عن امله في ان يتنازل كل طرف عن مصالحه الحزبية و ان يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار".